الصراع في
مصر...إلى أين؟
بقلم: أيمن هشام عزريل
كما أن الناس أسرى خياراتهم فالأحزاب والحركات السياسية
والدينية أيضا أسيرة خياراتها، فهل من الممكن أن نصف ما يحدث في مصر على أنه صراع؟..
يتميز الشعب المصري بعلاقاته الطيبة الحميمة الجميلة التي لا تشوبها شوائب، فمنذ القدم والشعب المصري وعلاقاته يبعضه البعض علاقة لا تفرقها إلا الموت، فهم في رباط دائم، وخصوصا وقت الشدائد.
يتميز الشعب المصري بعلاقاته الطيبة الحميمة الجميلة التي لا تشوبها شوائب، فمنذ القدم والشعب المصري وعلاقاته يبعضه البعض علاقة لا تفرقها إلا الموت، فهم في رباط دائم، وخصوصا وقت الشدائد.
لقد مرت على مصر أزمات
وأزمات، وكان الشعب المصري يدا واحدة ضد أي عدوان، بل ضد أي عدوان خارجي يحاول أن يقتص من مصر، وكان الشعب له بالمرصاد،
وهذا إن دل فإنه يدل على الترابط والحب والمحبة والعطاء بين المصريين، هذه
هي الأحزاب والصراعات السياسية التي لم تكن في صالح
المجتمع.
نقطة الارتكاز في الأزمة المصرية الراهنة التي وصلت إلى فض
اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة بقوات الأمن، لا يتجه إلى تسوية مقبولة على
الطرفين وإنما إلى صراع أهلي طويل قد يأخذ مصر إلى المجهول.
المتتبع للإحداث في مصر يدرك أن الصراع بين القوى الإسلامية
التي أبعدت عن السلطة بالقوة وبين خصومها، والمعركة على مصر، وفي مصر، لا تمنح
أحدا رفاهية الحياد، ولا تمكن أحدا من ارتداء الأقنعة، بدءا من الولايات المتحدة،
وانتهاء برافعي رايات "القاعدة" دفاعا عن "الشرعية والشريعة"،
ولا تتوقف علامات ذلك على المشهد الإعلامي وحده، واستمرار اعتصام "رابعة
العدوية"، وإنما أيضا على وجود قطيعة بين الطرفين وحوار من خلال البيانات،
والبيانات المضادة وليس عبر طاولة دائرية للحوار.
وهذا ينذر بمخاطر ومضاعفات لا تحمد عقباها، لكن السيناريو
الجزائري لن يتكرر في مصر، أما الكلام عن تكرار السيناريو السوري، فليس سوى مزحة
سخيفة، ومع ذلك، لا ينبغي التقليل من حجم المخاطر.
إن استمرار الاعتصامات يشكل مأزقا للفريق الحاكم حاليا في مصر،
فهو أولا يؤكد أن هنالك قطاعات شعبية ليست بالقليلة غير راضية عن الانقلاب حتى لو
كان مدعوما بعمق شعبي.
لا يمكن أن نتجاهل أن ما يحدث في مصر اليوم، يمكن توصيفه
بالصراع الأيديولوجي الفكري، بين تيارات فكرية لها منحى سياسي، متمثلة في التيارات
الدينية والتيارات المدنية.
بعد ثورة يناير اهتز ميزان القوى، واختفت الخطوط الواضحة
الفاصلة بين هذه الطبقات، وطبقات المجتمع السفلي، نظرا لصعود جموع من البشر في شكل
غضب، وهجوم على كل من سلب حقوقهم في الحياة الكريمة، سواء من خلال منعهم من الحصول
على وظائف معينه داخل مؤسسات الدولة أو حتى حق الحياة.
اليوم يطلق النار الضابط والشرطي والقاضي ورجل الأعمال
والإعلامي، على أفراد لا يمتلكون حتى ما يلبسونه، تطلق النار على أفراد لا أمل لهم
بعد الآن في حياة أفضل، وهم يرون من سلبوا حقوقهم طول السنوات السابقة يعودون
ويقتلونهم مرة أخرى، فطلقات الرصاص لا تفرق بين من هو ثوري أو إخواني أو إسلامي أو
قبطي، طلقات الرصاص فقط على من هم ضد هذه الكيانات الحكومية والعائلية والطبقية، هذه
الطلقات تطلق بمسميات لتبرير القتل كمسميات الإرهابي والمخرب والبلطجي، لم تنقطع هذه
المشاهد منذ ٢٥ يناير مروراً بفض اعتصام الضباط وأحداث العباسية والحرس الجمهوري
حتى رابعة والنهضة.
إن تحرك الصراع في مصر تدعمه وتموله قوى عربية ودولية وإقليمية لها مصالحها وأهدافها، هذه المصالح والأهداف التي لابد معها من أن تظل مصر هشة دوما على جراحها، لا يطيب لها جرح حتى يفتح لها آخر.
إن تحرك الصراع في مصر تدعمه وتموله قوى عربية ودولية وإقليمية لها مصالحها وأهدافها، هذه المصالح والأهداف التي لابد معها من أن تظل مصر هشة دوما على جراحها، لا يطيب لها جرح حتى يفتح لها آخر.
مصر بحاجة اليوم إلى قيادة ومنظومة سياسية
اجتماعية إعلامية اقتصادية قضائية قوية متناغمة ومتعاونة، تعلوا فيها المصالح
الوطنية والقومية والإسلامية على الحسابات المغلوطة للبعض.
إن
حسم هذا الصراع يبقى بين أيدي أجهزة الدولة المصرية، فهي تملك في حال وحدتها، وعملها
على قلب رجل واحد وطني ومخلص، لإنقاذ البلاد واستعادة الاستقرار وإفشال المؤامرات
المدسوسة لها، لأن ما يقع اليوم في مصر، ستكون له
نتائج وخيمة ستؤدي إلى تقسيم مصر إلي دوليات.
لا بد أن يدرك
الطامعون أبعاد المؤامرة ويتكاتفوا لإنقاذ بلادهم.. قبل تحقيق مصالحهم الذاتية
وأهدافهم الشخصية.. ، لأن التكلفة عندها ستكون باهظة
من الدماء الإنسانية المصرية التي لا تقدر بثمن.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يجب أن تستسلم مصر
للأمر الواقع أو ما الذي يمكن فعله للخروج من الأزمة الراهنة؟.....
الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق