الاثنين، 30 سبتمبر 2013

أين نحن من دولة القانون




أين نحن من دولة القانون
بقلم: أيمن هشام عزريل
يتفق عموم الناس بجميع أصنافهم على أن النظام والأمن أساس الحياة الهادئة، ولبنة مهمة في طريق البناء الصحيح، على الرغم من أننا عانينا طويلا ـ وما زلنا ـ بانشغال معظم المثقفين عن حياتنا العامة، وانشغالهم بقضاياهم الخاصة، وما نجم عن ذلك من خلو الساحة للمهرجين والمشعوذين وأدعياء العلم والدين ليعيثوا فسادا في بلادنا، ويضروا بها ضررا بالغا.
سيادة القانون أهم ركن من أركان الدولة، وهو الضمانة الحقيقية للمسيرة الديمقراطية وأمن الـمواطن واستقرار الدولة الذي يفترض أن يطبق بكل حزم وعدالة .
الحديث عن القانون يأخذ جانبا مهما من عملية بناء الدول المتقدمة، ويعد مرتكزا أساسيا لتثبيت القواعد الصحيحة لهيكلة الدولة، والمقصود بالقانون هنا ما بني على أساس المهنية والتطبيق المستقل لتعليماته.
إن دولة القانون تعني أيضا دولة مدنية حديثة "بالمعنى الثقافي والسياسي العملي" تقوم على مبدأ المساواة أمام القانون في الحقوق والواجبات, ولا احد فوق القانون, تعني انفصال مؤسسات الدولة عن شخص الحاكم واكتسابها طابع قانوني لا شخصي.
الفرق بين دولة قانون ودولة يسيرها مزاج الحاكم السلطان ومزاجه، هو الفرق بين رئيس يخضع للرقابة والمحاسبة والمساءلة ويصعد للحكم ابتداء بالاختيار الحر للشعب، ورئيس يغتصب السلطة ويعمل بمقولة لويس السادس عشر " أنا الدولة والدولة أنا" ويختطف البلد، ويصبح استرجاعها من بين يديه ومخالبه مهمة شاقة ومتعبة ومكلفة، تماماً كحال طائرة مختطفة بركابها من قبل إرهابي مجنون ومفخخ ويهدد المركبة بمن فيها، وما الدماء التي سالت من طرابلس إلى صنعاء، ودمشق التي لا زالت غارقة فيها إلا ملمح من ملامح هذا الثمن الفادح للتحرر من الديكتاتورية وسلاطين العصر الحديث.




في ظل دولة القانون والمؤسسات، فإنه لا يستطيع أي مسئول ( أيا كان مركزه الوظيفي)، أن ينشئ شركة خاصة (وهمية)، أو منظمات بمسميات إنسانية ليتكسب منها، لأن المؤسسات والقانون لن يسمحا بذلك .
وكما هو معروف فالقناعة التي تتولد لدى الإنسان تكون كالوتد الثابت، والمرتكز المتجذر لبناء باقي أفكاره وأطروحاته.
قد يرى البعض الفكرة صعبة المنال، لكنها ليست بالمستحيلة، بل قد تحقق نتائج اكبر بكثير مما حققه منطق السلاح، وخير مثال على ذلك اليابان، التي يعترف الجميع بتقدمها ورقيها في جميع الميادين، بعد أن شهدت حروب، إلا إنها حولت الهزيمة العسكرية إلى نجاح سياسي واقتصادي، وقبل ذلك كله نجاح ديمقراطي وقانوني، بحيث أصبح القانون والأنظمة لديهم بمثابة (شريعة مقدسة) لا يمكن تجاوزها احتراما لبلدهم وأنفسهم.
دولة القانون والحكم الجيد ليست حلماً وخيالاً، وليست لغزاً، بل يمكن تحقيقها، من خلال الالتزام والعمل والحكم الجيد من الشارع إلى السلطة.
 من اجل تثبيت أسس دولة تنعم بالحرية، ومهيأة للعيش بنظام ديمقراطي تعددي حر، لا بد من العمل بجدية، من أجل الأعمار والبناء والتخلص من المفسدين، داخل الجهاز التنفيذي العام، ورسم سياسية بعيدة الأمد، حيث إن إكمال مسيرة الانجازات يتم عبر الالتزام بالأولويات، وثقافة القانون هي في صدر هذه الأولويات، ليكون (القانون فوق الجميع) واقعا لا شعارا فقط.








الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الأحد، 22 سبتمبر 2013

العبودية




العبودية
بقلم: أيمن هشام عزريل
إن العبودية الفكرية هي أقصى أنواع العبودية جورا وتسلطا على الإنسان، لأنها تسخر كل موارده البشرية والمادية والأخلاقية وثوابته الإيمانية لخدمة مصالحها الغير مشروعة.
العبودية مشكلة إنسانية قديمة، أفرزتها سنة الصراع، والتدافع الإنساني عبر التاريخ، في غياب أي قانون إلهي، أو وضعي، يمكن أن يضبط "حق القوة" أو يضع له حدا يقف عنده، فضلا عن أن يمده ببعد أخلاقي إنساني يهذبه.

كثير من الناس إذا ذكرنا العبودية لا يفهم منها إلا الشعائر، العبودية تشمل الأخلاق والآداب والنظم والقوانين وكل الحياة.

لا يخفى على أحد الكراهية التي نحملها للطغاة، لكن أوجه اللوم للناس الذين مكنوا الطاغية من أن يصبح طاغية، أي بقبولهم ما ينفذه من سياسات وما يتبعه من أساليب لإدامة سلطته، وتشديد قبضته عليها، فالعبودية الطوعية تقوم من جراء رضوخ الناس لسلطة الطاغية، وقبولهم تنفيذ أوامره وقوانينه، فكما أن الناس هم مصدر السلطة فإنهم أيضاً مصدر العبودية.

السبب الأول للعبودية، أو لاستمرارها، هو الفقر، لأن الفقر يدفع الناس إلى أن يبيعوا أنفسهم في الساحات العامة.

العبودية بالفعل حاضرة منذ الأزل إلا أنها مقيتة وبغيضة، ويسعى الناس إلى محاربتها والتمرد عليها والتخلص منها، لأن البشر بطبيعتهم يعشقون الحرية، ويقاس تطور المجتمعات بمدى مقدرتها على منح الحريات للأفراد والجماعات.

إن الإنسان بعد أن كان عبدا للإنسان في عصر العبودية، وبعد أن كان عبدا للأرض في عصر الإقطاع،  وبعد أن كان الناس ينقسمون إلى سادة وعبيد في عصر العبودية المطلقة، وإلى ملوك ونبلاء وفلاحين في عصر الإقطاع، لا زالت بعض جوانبها مستمرة إلى يومنا هذا.

اقتبس بعض ما كتبه لا بويسي قبل اقل من خمس مئة عام من تحليل لنفسية وأسلوب الطاغية في الحكم، وما هي عليه حالة الشعب عند القبول بالاستعباد والاستسلام للطاغية، أو عند الثورة عليه، تؤكد بان صفات الطغاة وممارساتهم واحدة في كل الأزمان، مثلما أن الحرية "هي المقدس الزمني للبشر"  كما يقول المفكر ريموند بولين.

ولأن الحكام المستعبِدين يفتقدون شرعية الهية، فإنهم يسعون لخلق الرهبة في نفوس المستعبَدين، وذلك بتسويق أنفسهم بشكل يميزهم عن باقي المحكومين، فهم الضامنون للأمن والاستقرار والعيش والشفاء والحق، وبدونهم تتوقف الحياة، فلا فكرة ولا اقتراح ولا مبادرة أفضل وأنجع من فكرتهم واقتراحهم ومبادرتهم.

إن المستبد لا يصير مستبدا إلا عندما يملك الرغبة في التسلط ويملك الآخرون الاستعداد للاستعباد

فالحرية تأتي دائما في المقدمة وفق أولويات التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة، والأدلة على ذلك كثيرة، من أهمها أن اعتناق الإسلام يجب أن يأتي نتيجة اختيار حرّ، بدليل قوله تعالى)): لَا إِكْرَ‌اهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّ‌شْدُ مِنَ الْغَيِّ() "البقرة 256".

بهذا نعلم أن الإسلام يتشوق إلى الحرية ويتطلع إليها، وتشريعاته تتضمن ذلك، وتعلم الطريقة التي يريد الإسلام أن يقضي بها على العبودية، بدون قسر ولا قهر ولا تداعيات وآثار سلبية،والله أعلم.

وفي النهاية نتمنى أن ينعم الجميع، بالعزة والكرامة والحرية الحقيقية، ألا وهي حرية الأحرار وليست حرية العبيد.

 

 

الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

 

الأحد، 15 سبتمبر 2013

كيف تستعيد الأمة مجدها المفقود؟

كيف تستعيد الأمة مجدها المفقود؟
بقلم: أيمن هشام عزريل
اسأل وأتســـاءل وأبحـــث كثيراً, مع ملايين مثلي من أبناء هذه الأمة العربية عــن أسباب الضعف والمهانة والتخلف، الذي وصلنا إليه، ونحن خير أمة أخرجت للناس.
واأسفاه على أمة العرب على الحال الذي وصلنا إليه، واأسفاه على أمة ترقص طربا على استفتاء يجري بإرادتهم ليتنازلوا طوعا عن جزء عزيز من بلادهم لمن لن يرحمهم, واأسفاه على أمة لم تعد تميز بين عدوها وصديقها ولم تعد تعرف ما ينفعها وما يضرها.
وقد ترسخت لدى كثير من الناس قناعات, أن الاستعمار الغربي للوطن العربي متبـــــوعا بتقسيمــــات سايكس بيكو، إقــــامة أنظمة عربية مستبـــدة، ساهمت هذه الأنظمة في تشـــرذم هذه الأمة وضعفها وتخلفهـــا، وأن نهضة هذه الأمة واستعادتها لمكانتها الحضارية بين الأمــــم، مــــرهونة بكلمتين سحــــريتين همــا ( الحرية والديمقراطية).
نحن في هذا الزمان نعيش أزمة أخلاقية حقيقية, لا يتجاهلها إلا غـافل أو جاهل, ولا يستهان بها إلا من هان عليه دينه ونفسه وأمته، علينا جميعا أن نبذل أقصى الجهود, حتى تستعيد هذه الأمة أخلاقها, وحتى تسترد مكــــانتها الحضارية بين الأمم, وحتى لا تبقى غثاء كغثاء السيل, أو كالأيتام على مأدبة اللئام.
ولن يكون لأي أمة حضارة وعزة بدون العلم، لأن الجهل والذل توأمان وجهان لعملة واحدة، ومترافقان ما ترافق الليل والنهار.
فلو نظرنا إلى حالنا ( الدول العربية ) لوجدنا، أن البعض من أصحاب القرار يدعون القوات الأمريكية والغربية إلي احتلال بلاد المسلمين، لأن ما يحدث اليوم في بلادنا العربية ما هو إلا من أجل كرسي الحكم والسلطة وقد بات شغلهم الشاغل.
إن كثيراً من هذه الدعوات – للأسف- تنظر إلى الأمور بمنظار ضيق، وتقيس الأشياء بمقياس مادي بحت، فهي تدعو إلى النهوض في مجال الصناعة والزراعة والعمران وبناء الأبدان، وتغفل ما وراء ذلك مما لا غنى عنه للإنسان.
لذا، فعندما ندعو إلى نهضة الأمة، فإننا لا ندعو إلى ما قد يتردد في الأذهان مما تتناقله الصحف ووسائل الإعلام، لكننا ندعو إلى النهضة الحقيقية الشاملة، نهضة تبني الحياة لتعيد الأمجاد لهذه الأمة، كالذي كان يوم نظر الخليفة هارون الرشيد رحمه الله لسحابة وقال: أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك، لأنها إما أن تمطر في بلاد المسلمين أو في بلاد تدفع الجزية للمسلمين.
أؤكد أن الأمل مقترن بالعمل، فكفى أملا محلقاً لا يجدي شيئاً في واقع الناس، وكفى دغدغة للعواطف، أن العمل هنا مسؤولية مشتركة، للعالم، والداعية، والإداري، والسياسي، والمربي، والموجه، والمرأة في بيتها، والطبيب في عيادته.
ولمواجهة الأخطار التي تحيط بالأمة من الداخل والخارج، يجب أن تجتمع الأمة بأسرها على كلمة واحدة، لتتوحد الصفوف، حتى تستطيع درء جحافل الأعداء، لأننا نعيش في عالم لا مكان فيه إلا للأقوياء.
فهذه كلمات في الأمل وأهميتها في حياة الأمة المتطلعة لمستقبل مشرق، حتى تستطيع الأمة إعادة مجدها من جديد.






الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين


كيف تستعيد الأمة مجدها المفقود؟

كيف تستعيد الأمة مجدها المفقود؟
بقلم: أيمن هشام عزريل
اسأل وأتســـاءل وأبحـــث كثيراً, مع ملايين مثلي من أبناء هذه الأمة العربية عــن أسباب الضعف والمهانة والتخلف، الذي وصلنا إليه، ونحن خير أمة أخرجت للناس.
واأسفاه على أمة العرب على الحال الذي وصلنا إليه، واأسفاه على أمة ترقص طربا على استفتاء يجري بإرادتهم ليتنازلوا طوعا عن جزء عزيز من بلادهم لمن لن يرحمهم, واأسفاه على أمة لم تعد تميز بين عدوها وصديقها ولم تعد تعرف ما ينفعها وما يضرها.
وقد ترسخت لدى كثير من الناس قناعات, أن الاستعمار الغربي للوطن العربي متبـــــوعا بتقسيمــــات سايكس بيكو، إقــــامة أنظمة عربية مستبـــدة، ساهمت هذه الأنظمة في تشـــرذم هذه الأمة وضعفها وتخلفهـــا، وأن نهضة هذه الأمة واستعادتها لمكانتها الحضارية بين الأمــــم، مــــرهونة بكلمتين سحــــريتين همــا ( الحرية والديمقراطية).
نحن في هذا الزمان نعيش أزمة أخلاقية حقيقية, لا يتجاهلها إلا غـافل أو جاهل, ولا يستهان بها إلا من هان عليه دينه ونفسه وأمته، علينا جميعا أن نبذل أقصى الجهود, حتى تستعيد هذه الأمة أخلاقها, وحتى تسترد مكــــانتها الحضارية بين الأمم, وحتى لا تبقى غثاء كغثاء السيل, أو كالأيتام على مأدبة اللئام.
ولن يكون لأي أمة حضارة وعزة بدون العلم، لأن الجهل والذل توأمان وجهان لعملة واحدة، ومترافقان ما ترافق الليل والنهار.
فلو نظرنا إلى حالنا ( الدول العربية ) لوجدنا، أن البعض من أصحاب القرار يدعون القوات الأمريكية والغربية إلي احتلال بلاد المسلمين، لأن ما يحدث اليوم في بلادنا العربية ما هو إلا من أجل كرسي الحكم والسلطة وقد بات شغلهم الشاغل.
إن كثيراً من هذه الدعوات – للأسف- تنظر إلى الأمور بمنظار ضيق، وتقيس الأشياء بمقياس مادي بحت، فهي تدعو إلى النهوض في مجال الصناعة والزراعة والعمران وبناء الأبدان، وتغفل ما وراء ذلك مما لا غنى عنه للإنسان.
لذا، فعندما ندعو إلى نهضة الأمة، فإننا لا ندعو إلى ما قد يتردد في الأذهان مما تتناقله الصحف ووسائل الإعلام، لكننا ندعو إلى النهضة الحقيقية الشاملة، نهضة تبني الحياة لتعيد الأمجاد لهذه الأمة، كالذي كان يوم نظر الخليفة هارون الرشيد رحمه الله لسحابة وقال: أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك، لأنها إما أن تمطر في بلاد المسلمين أو في بلاد تدفع الجزية للمسلمين.
أؤكد أن الأمل مقترن بالعمل، فكفى أملا محلقاً لا يجدي شيئاً في واقع الناس، وكفى دغدغة للعواطف، أن العمل هنا مسؤولية مشتركة، للعالم، والداعية، والإداري، والسياسي، والمربي، والموجه، والمرأة في بيتها، والطبيب في عيادته.
ولمواجهة الأخطار التي تحيط بالأمة من الداخل والخارج، يجب أن تجتمع الأمة بأسرها على كلمة واحدة، لتتوحد الصفوف، حتى تستطيع درء جحافل الأعداء، لأننا نعيش في عالم لا مكان فيه إلا للأقوياء.
فهذه كلمات في الأمل وأهميتها في حياة الأمة المتطلعة لمستقبل مشرق، حتى تستطيع الأمة إعادة مجدها من جديد.






الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين


الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

سوريا والسيناريو الغربي



سوريا والسيناريو الغربي
بقلم: أيمن هشام عزريل
إن السوريين ألهموا من الثورات العربية الأخرى التي حدثت في كل من تونس ومصر، إلا أن السيناريو في سوريا لم يكن مماثلاً لما سبقه، في بعض الدول العربية.
حيث أن السوريين، يدفعون دمهم يومياً ثمناً لهذه الحرية، فلقد فقد الآلاف حياتهم والألوف مازالوا قيد الاعتقال والتعذيب، كما اجبر غيرهم على الهروب من البلاد أو الاختفاء فيه بشكل سري.
هاهم المواطنون السوريون منذ عامين ونصف، انتفضوا ضد عقود من مصادرة حكم الأسد لحقوقهم الأساسية، ليطالبوا بالحرية لإسقاط النظام، بعدما تعرضت هذه المظاهرات إلي أقصى أشكال القمع الدامي، من اعتقالات وقتل وتعذيب وقصف لمدن وقرى بأكملها.
حتى بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل في شؤون البلاد كعادتها، والتلويح بشن هجمات على المواقع العسكرية السورية وتحديد الأهداف، مع أن أوباما لا يحظى بدعم أغلبية الكونغرس الأميركي في شن هجوم عسكري على سوريا.
حتى بدأ النظام السوري بعمليات الإخلاء لبعض المقرات الأمنية والدوائر الرسمية والمواقع العسكرية المهمة، وأمريكا على علم بذلك بحكم امتلاكها للتقنيات المتطورة، التي تسمح لها بمراقبة كل ما يجري حول العالم .
في ضوء ما سبق، من الممكن أن تلجأ واشنطن إلى سياسة الكيل بمكيالين، وضرب عصفورين بحجر واحد، عند استهدافها للمواقع العسكرية السورية القريبة من المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وخصوصاً إذا علمنا أن بعض كتائب الجيش السوري الحر، سوف تتقدم بعد سقوط عدة صواريخ على المواقع العسكرية، لاستثمار حالة الفوضى وبهدف الاستيلاء على الأسلحة والذخائر المخزنة داخل المستودعات الموجودة ضمن تلك المواقع، ومع رصد تقدم الثوار من قبل أجهزة المراقبة الأمريكية، تُعطى الأوامر بشن هجمات صاروخية على المواقع ذاتها بحجة عدم تنسيق تلك الكتائب، التي دخلت هذه المواقع مع غرفة العمليات الأمريكية المسئولة عن توجيه الضربات.
ربما كان السيناريو السابق مخرجاً  لأوباما من ورطته وبحثه عن حلول مناسبة ترضي جميع الأطراف، وبما أن الضربات الأمريكية لا تخدم مصالح معينة في المنطقة، إلا إذا كانت محدودة ومسببة للفوضى، فقد تلجأ الإدارة الأمريكية لسيناريوهات أخرى .
من هنا وفي ظل مناورة الأوربيين، ومراوغة الأمريكيين، وتمسك الروس بنظام
الأسد، وعجز العرب عن إيجاد مخرج للأزمة السورية المستمرة منذ
أشهر عديدة، فإن جميع السيناريوهات القادمة ستكون مفصلةً على مقاسات المصالح في المنطقة.
لقد ساعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، كل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة العربية، ودعمتها بكل ما أوتيت من قوة في تحقيق مصالحها والحفاظ عليها، وعندما حدث وبدأت بوادر التحولات التاريخية في المنطقة، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، من القفز على تلك التحولات، والإصرار على إبقاء مناطق النفوذ والتأثير، فواشنطن والعواصم الأوروبية لديها البدائل الجاهزة.
لكن ما يحاك ويصار في سورية هو الاتفاق على رسم خريطة سورية جديدة ما بعد عهدي حافظ وبشار الأسد!
لكن حجم الوحشية الذي يتعرض له الشعب السوري،  كان يفوق طاقة البشر على الاحتمال، ولا يزال.



الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الخميس، 5 سبتمبر 2013

سوريا وتداعيات الحرب



سوريا وتداعيات الحرب
بقلم: أيمن هشام عزريل
إن الحرب على سورية ستشعل المنطقة، وستكون أمريكا والغرب أكثر المتضررين منها، وأي تدخل عسكري في سورية، سيكون له تأثير سلبي على الوضع، سواء الأمني أو الاقتصادي في المنطقة.
 لذا تسعى كثير من الدول إلى حل سلمي للازمة السورية، وأعتبر أن التصعيد الغربي، والحديث عن توجيه ضربة عسكرية، هي نتيجة فشل المشروع الغربي، الذي كان يهدف إلى تدمير سورية، وإخراجها من تحالفها، محذرين من تبعات مثل هذه الضربة على استقرار أمن المنطقة، باعتبار أن المنطقة إذا ما دخلت في حرب جديدة ستؤثر على صادراته بشكل كبير.
"إن الضجة الإعلامية الواسعة، باحتمال شن عدوان على سورية هي حرب نفسية وحماقة تدل على عجز وضعف أمريكا".
في السياق ذاته، "إن الأميركيين واهمون إذا اعتقدوا أن التدخل العسكري سيكون محصورا داخل الحدود السورية، لأنه سيتسبب بردود فعل تتجاوز هذا البلد".
 إن شن الجيش الأمريكي هجمات صاروخية على سورية، يهدد بإشعال حريق هائل سيضاعف بلا شك من معاناة الشعب السوري، ومن المحتمل جدا أن يتوسع هذا الحريق إلى لبنان وربما أبعد من ذلك.
إن تطورات الأزمة السورية المتلاحقة، وضعت المنطقة على حافة الهاوية، لأنه لن يكون باستطاعة أحد التحكم بمسار النار إذا ما اشتعلت، لذلك من الضروري الإسراع في تشكيل حكومة شراكة حقيقية لا تستثني أحداً.
الولايات المتحدة دخلت في طريق "اللاعودة" فيما يتعلق بالأزمة السورية، وأمريكا اختارت دخول هذه المرحلة عبر بوابة استخدام الغاز الكيميائي عند الحديث عن ضرورة التدخل العسكري.
إن الإنسان بطبيعته البشرية "لديه غريزة حب البقاء والتمسك بالحياة بكل حذافيرها"، حتى في أشد الظروف المعيشية الصعبة يبقى تمسكه بالحياة من سماته، وكون الحروب تشكل تهديداً للحياة فإن الإنسان يبقى دائماً في حالة ترقب وخوف من تداعيات الحروب حتى وإن كانت في مناطق خارج "وطنه".
وفي هذا السياق، بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى الأردن منذ اندلاع الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011 أكثر من 550 ألفا، يقيم نحو 130 ألف منهم في مخيم الزعتري قرب الحدود مع سورية.
من يقرأ الصحف الأوروبية هذه الأيام، يجدها تتهافت على استخدام النظام السوري سلاحه الكيميائي في ريف دمشق، لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، و"غارديان" البريطانية، نشرت على موقعها الالكتروني، قالت فيه إن الاستخبارات الخارجية الألمانية، عرضت على القياديين الأمنيين في ألمانيا دليلا على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق.
حيث أوردت معلومات لأجهزة الاستخبارات الفرنسية نشرتها الحكومة، أنه عند تنفيذ الهجوم الكيميائي في دمشق، أسفر عن مقتل281 شخصاً على الأقل. 
إن الشعب السوري يتعرض لظروف قاسية، يتعرض من جهة للقصف الكيميائي بواسطة حكومته، وينتظر اليوم من جهة أخرى القنابل الأميركية.
إن واشنطن قادرة على إعلان الحرب ضد سورية، لكنها ستكون عاجزة عن إنهائها، إن الهجوم الأمريكي على سورية إنما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
وأشير "أن المستهدف اليوم ليس النظام السوري بل الدولة السورية"، "إن انهيار الدولة السورية سيؤدي إلى زعزعة أمن المنطقة برمتها، وإعادة ترتيب دول الشرق الأوسط من جديد".
ونأمل أن لا تكون الفرصة للقيام بذلك قد فاتت، مع العد التنازلي للضربة الغربية المتوقعة على سورية.
الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين