الاثنين، 8 يوليو 2013

أهلاً رمضان



أهلاً رمضان
بقلم: أيمن هشام عزريل
أقبلت يا رمضان، أقبلت يا شهر الصيام والقيام، أقبلت يا شهر النور والبركات، أقبلت يا شهر الخشوع والطاعات، أقبلت يا شهر النصر والمكرمات، أقبلت يا شهر الذكريات، أقبلت وقد اشتاق إليك المحبون.
فكم كنت ربيعا للطائعين وموسما للتائبين، قد تاقت إليك نفوس المؤمنين واشتاقت إلى لياليك دموع المتهجدين، فكم فيك من راكع وساجد، وكم فيك من تال للقرآن وذاكر، وكم فيك من مخبت وباك.
الحمد لله الذي فاضل بين الشهور والأيام، وجعل رمضان من أفضل مواسم العام، وفتح فيه أبواب الخير للأنام، الحمد له أولا وآخرا، والشكر له ظاهرا وباطنا فلا إله إلا هو سبحانه، أفعاله كلها محمودة ويده دائما بالعطاء مبسوطة، قد فتحت فيك أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران، وصفد مردة الجان، فهنيئا لمن استغل أيامه ولياليه، وتزود فيه من العمل الصالح ما يقربه إلى الله سبحانه وتعالى وكسب مرضاته، شهر يستبشر بقدومه، تزداد فرحتنا بخبر دخول هذا الشهر الكريم، لقد فهم الناس اليوم الصوم فهما خاطئا حتى زلت الأقدام عن حقيقة الصوم، فنكست الطباع، وغيرت الأوضاع، وأصبح الناس في ضياع، عندما اختلت موازين فهم صيام شهر رمضان، تدفق الناس لشراء أغراض وحاجيات الشهر من المواد الغذائية ولملمتها من الأسواق، وانشغالها في أول الشهر تتجول في الأسواق، فيا إلهي رأيت الزحام وتكالب الناس على المحلات التجارية، فقلت :ما هذا؟ أين نحن وهم قبل بداية الشهر بوقت كافٍ، لنتفرغ في شهر الصوم للعبادة وقراءة القرآن، لم لا نبادر بالشراء قبل دخول الشهر، حتى لا نضطر لإضاعة الأوقات الثمينة في البحث عما لذّ وطاب لنملأ مائدة الإفطار بصنوف وأشكال من الأطعمة والأشربة، بينما من وفقه الله تعالى بادر مبكرا بشراء ما يمكن شراؤه ثم تفرغ من بداية الشهر ليعيش مع كتاب الله، بعدها تشغلنا المسامرة والسهر إلى قرب الفجر في أحاديث متفرقة ليليا على ما جمعناه وكدسناه من صنوف الأطعمة والأشربة، متابعين للأخبار وغيرها عبر القنوات الفضائية، ثم نتذكر ملابس العيد ومتى يتم شراؤها؟، بعدها تبدأ رحلتنا مع الأسواق من منتصف الشهر إلى نهاية الليالي العشر ومع ملابس العيد من سوق لآخر، هذا طويل وهذا قصير، وهذا لونه مناسب وهذا لا يعجبني وهكذا فضلا عن الإكسسوارات المصاحبة والأحذية والحقائب الصغيرة وما إلى ذلك من أمور، تتطلب رحلات متتابعة في الليالي الفاضلة التي تحلو فيها المناجاة مع رب الأرض والسموات، وقت النزول الإلهي.
 ليكن رمضان فرصة لنا.. ودورة تدريبية في الابتعاد عن المعاصي، وعن ما يغضب الله - جل وعلا - وأعلنها صراحة .. واصرخ بها في وجه الشيطان .. وداعا للمعاصي والسيئات..  وداعا لكل ما يبعِد عن الله - جل وعلا -، وأبشر بتوفيق الله لك .. وتسديده إياك .. عسى ربي أن يهديني وإياك سواء السبيل، فأوصيك وأوصي نفسي معك، بتدبر معاني القرآن..  وفهم آياته .. واحرص على قراءته والتلذذ بتلاوته .. وليكن لك ورد يومي تقرأه بتمعن وتدبر .. وأوصيك بكتاب (زبدة التفاسير) فإنه خير معين لك بعد الله على ذلك، أوصيك بكثرة الإنفاق في رمضان، وخصوصا إذا كنت ممن منّ الله عليه بكثرة المال .. فلا تنس إخوتك الذين يعانون الفقر والجوع .. فليس لهم بعد الله إلا المتصدقين أمثالك .. فلا تبخل عليهم .. وأدعو الله أن يبارك في مالك ورزقك، إياك أن تكون ممن يفطر على سخط الله وغضبه .. وذلك بشرب الدخان أو متابعة ما يعرض في القنوات من برامج ساقطة تستهزئ بالله وبرسوله .. ولا يخفى على أمثالك جرم ذلك .. قال الله تعالى: ((وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره)) الأنعام/68، صدق الله العظيم.
وعلى العبد أن يجاهد نفسه فيمنعها عما حرم الله عليه من الأقوال والأعمال، لأن المقصود من الصيام هو التقوى وطاعة المولى، وتعظيم حرماته سبحانه، وكسر هوى النفس، وتعويدها على الصبر لأن الصبر ضياء وأجر عظيم ومثوبة كبرى،
وليس المقصود من الصيام مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات فقط .
وما من عبد صام شهر رمضان، إلا زوجه الله زوجة في كل يوم من الحور العين، في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله به الحور العين المقصورات في الخيام على كل امرأة منهن سبعون حلة، ليس منها حلة على لون الأخرى، ويعطي سبعون لونا من الطيب ليس منهن لون يشبه الآخر، وكل امرأة منهن على سرير من ياقوت موشح بالدر على سبعين فراشا بطائنها من إستبرق.
ومما يجب على المؤمن في شهر رمضان وغيره من الأشهر، أن يحفظ لسانه عن الغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض المسلمين، لأن ذلك مذهب لأجر الصيام ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال صلى الله عليه وسلم : "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه كَفّرَ ما قبله"، رواه الإمام أحمد، وقبل ذلك قال الله تعالى في تحريم الغيبة والنميمة : ((ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه(( الحجرات/12، صدق الله العظيم، وليس معنى الصيام أن الإنسان يبقى طوال اليوم عابس الوجه، ضيق الخلق، عنيف التعامل، شديد الطباع، قاسي الكلام، غليظ القلب، بل الصيام يعلم حسن الخلق، وحسن التصرف مع الناس، وبشاشة الوجه، وطلاقة المحيا، لأن الصيام يضيق مجاري الشيطان من ابن آدم، فيكون الصائم طيب الكلام، يتحمل ما يأتيه من شتائم وسباب، وإذا شتم أو تعرض للسب، فعليه أن يرد بقوله : "إني امرؤ صائم" أو "إني صائم".
فلنسأل الله معا أن ندرك رمضان .. وأن يجعلنا من المرحومين بصيامه، اللهم آمين.








الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأحد، 7 يوليو 2013

المحسوبية



المحسوبية
بقلم: أيمن هشام عزريل

الحديث عن ظاهرة "الاضطهاد الوظيفي" أو المعروف بالمحسوبية أو الواسطة،  هو حديث طويل، واختلفت وتباينت وتضاربت الآراء ووجهات النظر عن هذه الظاهرة أو الداء المنتشر في مجتمعاتنا العربية وأن كانت تزيد في بعض الدول عن غيرها، فهي ظاهرة مستشرية في مجتمعنا بشكل جلي وواضح، الجميع ينظر إليه على أنه أمر سلبي يعيق تقدم المجتمع ويظلم الناس،  إلا أنه عندما يرغب أي شخص في الحصول على أمر معين، يبحث عن شخص يستطيع التدخل لانجازه لدى مسؤول، الواسطة والمحسوبية التي تعرف بفيتامين (واو(، هما كلمتان تشكلان خطرا من اخطر أنواع الفساد الإداري، لأنها تعني محاباة شخص أو جهة لشخص أخر أو جهة أخرى ووضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، وأصبحت وسيله لهضم حقوق الآلاف من البشر، الذي يحز  في نفس الموظف، وبالأخص الذي يحمل من الكفاءات العلمية، فضلاً عن سنوات خدمته، أن تفاجئه بترشيح موظف لا يزال يعمل بعقد ولا تتعدى سنوات خدمته السنة أو السنتين، معتمدة تلك الترشيحات على مبدأ وسياق عملاً مبني على "المحسوبية"، في حين لدينا كم هائل من الأكفاء المبدعين ولكافة الاختصاصات والمجالات، وما وراء الكواليس يعملون بصمت.
هناك كثير من الآهات والآلام للموظفين، عن تهميش دورهم دور الموظف المخلص، وعدم اكتراث المسؤولين في تلك الدوائر عن تقييم جهود المتميزين والمثابرين في العمل  الوظيفي.
هذا المشهد واحد من المشاهد الموجودة في واقعنا ومجتمعنا الذي نعيش فيه، في يومنا هذا، إذاً أين مبدأ " العدالة "؟ وأين مبدأ "العقاب والثواب"!؟، وكيف نعالج موضع الفساد لتلك الظاهرة !؟
فلا بد أن نوجه رسالتنا إلى المواطنين والسادة المسؤولين وأصحاب القرار، وتذكيرهم بقول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم،" كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، إذاً هنا يأتي "مفهوم ثقافة النزاهة والشفافية"، حتى لا نكون كمن يعيش في بلد تموت فيه المواهب، ويتعذر على الفرد أن يمارس هواياته فيها كما يشاء، لكي نستطيع إشاعتها لدى شرائح مجتمعنا، إن حاجات الإنسان لا تنحصر في المأكل والمشرب والمأوى فحسب، الذي يحدث في بلدي يذبح طموحاتي، فلا بد من إقامة ورش تتحدث عن تلك الثقافة، وهذا يأتي بتعاون حقيقي ما بين هيئة النزاهة مع المواطنين، والدوائر ومنظمات المجتمع المدني .
وأخيراً للإعلام دوراً أساسي ومهم في محاربة الاضطهاد الوظيفي، كأحد أنواع العنف الممارس بحق الموظفين والمواطنين، وليكن شعارنا الحقيقي التقويم والإصلاح لبناء وطن خالي من الواسطة والمحسوبية، إن المحسوبية هي الفساد لا يقل عن الإرهاب خطورة على المجتمع  والدولة، حتى يأتي اليوم التي تختفي فيه هذه الجرثومة المنتشرة، لنعتمد على الكفاءات والقدرات والإمكانيات المتاحة، وقول الحق وأنصاف المظلوم، ولنكن مع الله ولا نبالي.  








الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

القيادة...الحقيقية والوهمية



القيادة...الحقيقية والوهمية
بقلم: أيمن هشام عزريل
القيادة بداهة حقيقة، تشمل جميع الموجودات على وجه الخليقة، وهي بالتالي حقيقة وجودية على ألأرض، ونود أن نسلط بعض من الضوء على القيادة، بما يخص الوجود ألإنساني، فان حقيقة الوجود الإنساني، تقول يجب أن يكون هناك قائداً يقود هذه المجموعة، أو تلك، والقيادة تأخذ أشكال وعناوين متعددة، فمنها القيادة السياسية، ومنها القيادة الدينية، ومنها القيادة الاجتماعية، وغيرها من القيادات.
والقائد في المجموعة في أي مجموعة، عليه رسم خطة العمل الواجب تطبيقها لبلوغ الأهداف، بأقصر مدة ممكنة، وبأقل الخسائر، في حالة أستوجب بلوغ الهدف خسائر، يجب أن تستهلك بالطريق للوصول إلى الهدف، ونود أن نركز في هذه السطور على القيادة السياسية.
وعندما نقول.. قيادة سياسية.. يعني القيادة التي تعني بالحالة السياسية في أي بلد، بوصفها رأس الهرم السياسي أو القيادة السياسية في داخل البلد، ولكنها تعني بالحزب أو التجمع أو التكتل السياسي، الذي يأخذ على عاتقه العمل السياسي، ضمن منظومة سياسية تترابط كل مفاصلها لإيجاد العمل المطلوب، الذي يبتغي أهداف سياسية محددة، ولكن حقيقة التشخيص للناقد الثقافي السياسي، تضعنا أمام شكلين من القيادة، قيادة حقيقة وقيادة وهم.
فأما القيادة الحقيقية، هي القيادة التي تمتلك فكرا قياديا متقدماً، يستطيع هذا الفكر أن يتعامل مع الحالة السياسية تعاملا دقيقاً، على أساس الواقعية المطروحة الواجب التعامل معها، بطريقة تفكير تبتعد عن النمطية، وترتكز على الابتداع للوسائل بفكر يبتعد من الحالة النظرية، ويندمج مع الحالة العملية في الطرح والتطبيق ..بفكر يمتلك القابلية في القراءة السياسية الشمولية ذات ألأبعاد المتعددة، ومعها التحليل السياسي المنطقي للأحداث، والوقائع السياسية، ومن ثم المعالجة السياسية عندما تحتاج الحالة السياسية في بعض مفاصلها إلى معالجة، وفوق كل هذا وذاك، اختزال الفكر السياسي للقيادة، لموضوع الحدس السياسي، والذي يعتبر من أهم مرتكزات القائد السياسي ذو الحنكة والتدبير السياسي المطلوب.. ومع هذا كله على القيادة الحقيقة، أن يكون لها القوة الذاتية الجاذبة، من خلالها يتم جذب الجماهير الجذب المطلوب، والتأثير فيهم حتى يتم توجيه الجماهير الوجهة الصحيحة المتوافقة، مع الرسم الاستراتيجي للقيادة، لبلوغ الأهداف المراد بلوغها على الدوام، ومع انعدام الحالة التأثيرية في الجماهير، من قبل القائد الفاقد للتأثير، ستكون بالتالي هنالك انعكاسات سلبية، بين القائد والجماهير التي تؤمن به.
هذا على مستوى القيادة الحقيقية، أما المشكلة كل المشكلة، عندما تؤمن الجماهير بقيادة، هي في الحقيقة لا تمثل قيادة حقيقية، بالمقاييس والمعايير القيادية، قيادة وهمية صورية، لا توجد أي نتاج حقيقي في الوسط الجماهيري، الذي يؤمن بها، وبالتالي يكون حراك جمهور هذه القيادة، دائراً بحلقة مفرغة، يفتقر إلى الحالة التصاعدية والارتقائية، وتكون المسألة بمثابة  ملء فراغ لا أكثر ولا أقل، وأن مثل هذه القيادة، لم تجيء إلى حيز القيادة، إلا من خلال انتخاب جماهيري مخدوع..هذا الانتخاب من قبل الجماهير كان في الواقع خاضع لمؤثرات، كأن يكون هذا القائد قد خلف قائداً حقيقيا سبقه لقيادة الجماهير، أو يكون هذا القائد  الصوري ينتمي إلى عائلة القائد الذي خلفه، وبالتالي تكون المسألة مشابهة لأرث موروث، قد جاءت إلى هذا القائد على طبق من ذهب من دون أي عناء أو أي تعب، أو لربما يكون لهذا القائد الوهمي آلة إعلامية، لها القابلية في التأثير على الجماهير.
وهذه الحقيقة التي استشرت في واقعنا القيادي في الدائرة العربية المغلوب على أمرها على الدوام، والتي لم ينعكس منها سوى التأخر والضعف على كل المستويات، وعلى كافة الصعد، من خلال قيادات صورية وهمية ليس لها القابلية القيادية التي توجد للمجتمع العربي، الكيفية والحيثية المطلوبة للانطلاق في عملية البناء الإنساني المرموق، الذي تصبوا له الفطرة البشرية بطبيعتها التكوينية.
ومن خلال القيادة الصورية، وجدنا أن أمتنا العربية تعاني الهزات السياسية، وحالة اللا استقرار السياسي، وبالتالي اشترار المشاكل السياسية، المشكلة تلو المشكلة، فأصبح الجمهور العربي يستهلك الكثير من الوقت، ومعه الكثير من الخسائر المادية والبشرية المروعة من دون بلوغ الهدف، الذي يشار له بالبنان، والأصعب من ذلك، سماح هذه القيادة إلى التدخل من قبل قوى خارجية عليها الكثير من العلامات والمؤشرات السلبية، سمحت بتقرير الشأن السياسي ضمن المقاييس والمعايير التي تتبناها هذه القوى في الكثير من البلدان العربية.
فمتى تكون القيادة في الدائرة العربية قيادة حقيقية، تحصن الحالة الداخلية العربية من أي تدخل خارجي، وذلك من خلال طرح قيادي واقعي، يحترم الواقع المعاش، طرح يحترم ويقدس التطلعات العربية، دون استثناء .. من خلال قيادة ترسم الطريق المحدد الملامح، لبلوغ كل ألأهداف المرجوة  .. من خلال قيادة تمثل قيادة الأمل، متسمة بقوة جاذبة تجذب الجماهير لها الجذب الذاتي، من دون خداع، من دون عصى ضاربة، من دون  سياط تسلط على أبناء الأمة، من دون استخدام المؤثرات المشينة، التي باتت تمثل صفة لصيقة لكثير من القيادات العربية.
وما يسعنا إلا أن نقول كما قال الشاعر ..إلى متى وحتى متى يبقى التخاذل؟.      





الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الغرور والتواضع



الغرور والتواضع
بقلم: أيمن هشام عزريل
ليس في استطاعة أي شيء، القضاء على الأخلاق، مثل الغرور .. فإذا تسرب الغرور إلى رأس الإنسان، ماتت الروح الأخلاقية فيه، ولم يعد قادراً، على حمل رسالة الأخلاق الطيبة ... والغرور قد يصل إلى درجة في النفس، تجعل صاحبها منفوخاً ممسوخاً يدعي السلطة على الكون .. والتكبر، على الآخرين، ولم يعرف أو يدرك قيمة نفسه جيداً. 
فالتواضع، هو أساس نمو الأخلاق، فالإسلام حثنا كثيراً على التواضع، ففي تواضعك يرفع الله مقامك، وفي الحديث : من ساء خلقه ضاق رزقه.
 الغرور من أكثر الصفات التي كان يكرهها الرسول صلى الله عليه وسلم .. قال أنس بن مالك رضي الله عنه .. ((خدمت الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما سبني ولا ضربني ولا عبس في وجهي)) .. فلننظر إلى تواضع الرسول، فهذه أخلاق المسلم الصحيحة التي لابد أن نقتدي بها، فما بال الذي يسيء لمن أحسن له، لابد هناك خلل أو مرض نفسي،أو قلة الإيمان .. فالدين غذاء العقل، والأخلاق معروفة، حسب البيئة التي يتكيف بها، والتربية أيضاً لها دور كبير في السلوك، وكذلك العلم، والتفقه بالدين، فالأخلاق طريق النجاح، ومنهاج العمل، فالنبي صلي الله عليه وسلم كان قد بلغ القمة في الأخلاق، والكرم، والشجاعة، والأمانة، والإخلاص، والصدق وغير ذلك، وليس هذا فحسب، وإنما الأخلاق تعني الطريق الأفضل في الحياة، وليس التمرد أو حمل الضغينة للآخرين أو التكبر والغرور، الكرسي الذي يجلس عليه اليوم أو المنصب، غدا يفارقه لغيره،  هكذا الدنيا، فالغرور عدو الأخلاق الوحيد ونهايته الندم والانكسار.....

الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

البحث عن السعادة



البحث عن السعادة

بقلم: أيمن هشام عزريل

هناك العديد من الأمور النسبية في حياتنا ولكن ربما يكون محور تركيز الإنسان في كل زمان ومكان هو البحث عن السعادة .. لا يستطيع أحد أن يضع لهذه الكلمة ( السعادة ) تعريف موحد يناسب الجميع فكل شخص ينشدها بشكل مختلف ويراها في جوانب تلمسه وليس بالضرورة أن تلمس غيره .. فالواقع أنها إحساس داخلي يشرق على نفسك وروحك وينعكس على ملامح وجهك وتصرفاتك لترى الدنيا أكثر جمالاً، ويزداد حبك لمن حولك وتتضاعف قدرتك على العطاء وفرصك للنجاح .. ترى نفس الأشياء التي كنت تراها من قبل فتجدها مختلفة ومتألقة .. وتتألق معها الابتسامة على وجهك كلحن يعلن انجلاء شجن القلوب وهموم الحياة .. ويسعي الإنسان في حياته لتحقيق هدف جميل وهو رسم السعادة على وجهه وعلى وجوه الآخرين، وطريق السعادة يبدأ من الفرد نفسه ثم ينتقل إلى من حوله حتى يصل إلى شاطئ المجتمع فمفتاح السعادة هو الفرد، إذا ضاع هذا المفتاح ضاعت معه معاني الخير والجمال والحب والبهجة والسرور، وأغلقت الأبواب واسوددت الدنيا في وجوه الناس، فتملكتهم الكآبة وسيطر عليهم الحزن ووقعوا تحت أسر مجموعة من الأمور تتسبب فيها هذه الكآبة، فيفقد الإنسان قدرته على العطاء والبناء والعمل.
ويصبح إنساناً هشاً ضعيفاً لا يستطيع مواجهة الصعاب فتقذفه الرياح أينما شاءت وتقوده إلى الهلاك.
فالسعادة هي المفتاح الذي يفتح هذه الأبواب ويقضي على هذا المرض ويسلح الفرد بسلاح الإرادة والصبر والعطاء، الذي يغرس داخل الفرد هذه القوة، ويزرع فيه الأمل ويرسم علي وجهه البسمة الجميلة التي تهب رياحها الطيبة على من حوله في المجتمع فيحول المكان إلى واحة جميلة مملوءة بالحب والخير والعطاء.    
ولا نستطيع حصر أسباب السعادة فقد تسعد بالمكان وقد تسعد بالمال وقد تسعد بالبنون وقد تسعد بالصحبة وقد تسعد بإثبات ذاتك ونجاحك .. إلا أنني أعود لنقطة أنها تنبع من داخلنا وبإمكاننا التحكم بها إلى حد كبير فأنت عندما تحصل على شيء تريده تشعر بالسعادة ليس لأنك امتلكت كل ما تريده ولكن لأنك في لحظة نسيت بقية الأشياء التي تحتاج إليها .. فالحياة هنا منحتك خيط السعادة لتتبعه وبإمكانك أن تجعله يطول وتغزل من الخيط نسيج بألوان بهيجة .. أو تقطعه وتقتل الفرحة في لحظة بالأفكار السلبية .. وهنا تلعب طبيعة شخصية الإنسان دور كبير ليكون سعيداً أو شقياً، فالبعض لا يعرف القناعة ولا يرضى بما يملك بل يهوى النظر إلي نصف الكوب الفارغ وإن ملأته له يبقى تركيزه على الجزء المتبقي، فلا يروي عطشه أبداً ولا يستمتع بما يملك ويقتل بسخطه كل طموحاته .. والبعض تسيطر عليه الأفكار السلبية والذكريات المؤلمة ليصبح أسيراً لها وينظر للمستقبل بمنظار قاتم لا مساحة فيه لاختراق النور.
فالسعادة أمر نسبي أي بمعني أنها تختلف من شخص لآخر أي ما تراه سبباً لسعادة قد لا يراه الآخرون، ولكن تتصرف بما تظنه يؤدي إلي طريق سعادتك وسعادة الآخرين، فمن غير المنطقي أن يكون الانتقام والغدر فعلاً للبحث عن السعادة، فمن الملاحظ في هذه الأيام عدم وجود سعادة لدى طبقات المجتمع فلا نجد الغني سعيد ولا الفقير سعيد، الفقير سبب تعاسته عدم قدرته على إشباع رغباته بسبب فقره وقلة حيلته أمام متطلبات الحياة وقسوتها، والغني رغم أنه يملك المال ويستطيع تلبية رغباته إلا أنه لا يشعر بالرضي الذي يعطيه احترام الذات والشعور بالسعادة.
 مثال .. عند قيام شخص بشراء منزل جديد يشعر بالسعادة والسرور بمنزله الجديد وبعد فترة من الزمن يصبح المنزل عادي ولا يشعر الإنسان بنفس حجم السعادة التي كان يمتلكها والتي كان يشعر بها عند شرائه المنزل الجديد مما يضطره إلي البحث عن بديل أو عن منزل جديد، فإذا كان يمتلك المال والقدرة على شراء منزل جديد أو تغيير أثاث المنزل أو تغيير الديكور من أجل كسر الروتين والنمطية سيقوم بذلك، مما معناه أن الإنسان مع الوقت يفقد رغبته في الأشياء ويفقد إحساسه بالسعادة بسبب التعود والتكرار.
ما نتفق عليه جميعاً هو أن السعادة غاية وما أراه أنها ليست حدث ولا أشخاص بل هي الإحساس والسر النائم بداخلنا يترقب أن نوقظه بخبر جميل، ويتأمل أن يرشدنا أحد إلي طريقه بالإيمان والقناعة والتفاؤل بهذا .. وبهذا فقط تتغير نظرتنا للحياة ونتمكن من استقبال مؤشرات السعادة واحتضانها بقوة فالعمر لا يحتمل كل هذا الحزن والحياة لا تستحق كل هذا الهم .. وكل يرى السعادة ويشعر بها بشكل مختلف.
"من وجهة نظري السعادة هي الاطمئنان وراحة البال فهنيئاً لمن يحصل على ذلك .. هنيئاً له".       

























الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الإنسان.. واللاعنف



الإنسان.. واللاعنف
بقلم: أيمن هشام عزريل
يقع العنف في موقع النقيض من الفطرة الإنسانية السليمة، والتي خلقها الله مع الإنسان لحظة خلقه، والمجبولة على التعايش السلمي وأسس التسامح والتعاون والنفع المتبادل. في حين ينتج عن العنف الفرقة والتشرذم والتناحر والذي نهي الله عنه في مواقع كثيرة في القرآن الكريم، بل قد يضطر ببعض الناس وبعض القبائل والعشائر على إثره، إلى الهجرة والتشرد من أماكن سكناهم والعيش منفردين، ملاذاً للفرار اتقاء عواقب ما اقترفه، أو كان مُعنَّفاً، وهارباً طلباً للسلام والأمان.
مع العنف لا أمل لبناء مجتمع إنساني متحضر مثقف واعي متعايش، يشيع فيه الهدوء والسلام؛ لأن العنف والتصارع والاقتتال هو النظام الذي يسود مجتمع الغابة، الافتراس والغدر واقتناص الضعيف. وإن كانت أموراً مبررة في حدود شريعة الغاب لضمان البقاء وتأمين القوت، إلا أنها على كل حال لن تصنع مجتمعاً مثالياً لكي يسعى الإنسان إلى اقتفاء أثره، والسير على خطاه، وتطبيق نظرياته، المفترضة، في واقعه، لضمان البقاء. فليس البقاء هو أسمى ما يسعى له الإنسان في هذه الحياة، بل ثمة قيم إنسانية أخرى قد تقتضي من الإنسان التخلي عن حقه في الحياة، والتضحية بدمه للحفاظ على ما هو أهم وأغلي وأثمن؛ أي تلك الأشياء التي لو فقدت لما عاد لوجود الإنسان في الحياة أية قيمة لها أو معنى، ولا أدل على ذلك مما تواضعت عليه الأعراف الإنسانية بضرورة التضحية دفاعاً عن الأرض والعرض وقيم معنوية أو عقدية أخرى، وفي هذا الإطار يكون العنف دفاعياً ومبرراً في نفس الوقت؛ إذ لا يمكن أبداً مقارنته بالتعدي وابتداء العنف وظلم الآخر المسالم وغبن حقوقه.
ومن ألوان العنف الأكثر انتشاراً في مجتمعاتنا هذا اليوم الاستبداد والتعسف السلطوي، الذي هو نتاج انحراف إنساني، يصدر في الغالب عن أنفس مريضة متعفنة متخمة بلا مضمون، لكنها تربعت على السلطة في غفلة من الزمن، هذا الانحراف غير السوي في السلوك الإنساني أدى عبر تاريخ البشرية، إلى ظهور أشكال متعددة من القمع والاضطهاد والحرمان والإقصاء، قتلاً أو نفياً أو منعاً من التمتع بحقوق فردية مشروعة، قد سنها الله ومنحها له، فعبر القارات أو عبر الحدود وبين الإنسان وأخيه الإنسان، صور كثيرة في العنف والاضطهاد، وفي كل زمان ومكان يتناسخ القهر والاستعباد واستلاب الحقوق.
الإنسان، هذا الكائن الضئيل الضعيف البسيط والمنسي جدا في أحيان كثيرة، يمكن له أن يتضخم ويتحول إلى طوفان من التجبر والطغيان، ويمكن أن يسحق تحت قدميه أي شيء وأي أحد، طالما أن لا رادع يرسم له حدود تصرفاته أو يكبح جماح رغباته، فهو منفتح على كل الاحتمالات دائماً، فمثلما غرست الفطرة والتسامح والحب في نفسه، فهناك أيضاً استعداد وقابلية في هذه النفس أن تَفْجُر وتؤذي وتطغى وتظلم، فلا توجد مشارطه مسبقة على أن يكون اسم هذا الإنسان (فرعون) أو (نمرود) أو (هتلر) أو أي اسم آخر يشير إلى احد الطواغيت الماضين أو المعاصرين لكي يكون مستبداً ومجرماً؛ بل يكفي أن يكون إنسانا بلا كوابح ولا ضمير ولا قيم رادعة، أو لا يقع تحت طائلة قانون يحدّ من عواقب أعماله ويقيد نزعاته وتصرفاته، لكي يفوق كل هؤلاء الجبابرة في الفتك والانتهاك وارتكاب الفظائع بحق أخيه الإنسان.
صفحات التاريخ وذاكرة الأرض تحمل الكثير من أسماء العنفاء والمتعسفين بحقوق بني البشر، سمعنا ببعضهم ولم نسمع بكثيرين غيرهم، لكن أين وصلت بهم أعمالهم اليوم، أفي حضيض اللعنات، أم في مزابل التاريخ، أم في غياهب النسيان، أم في مكان وضيع لا تستطيع مخيلتنا الوصول إليه؟ ربما لنا أن نتخيلهم الآن وهم يعظّون على أصابع أيديهم ندمهم القذر لما اقترفوه طوال حياتهم، فتسيل على أفواههم عذابات ما اقترفوه من جرائم.
في سياق مناهضة العنف يبرز اسم الإنسان والقائد الهندي (المهاتما غاندي)، الذي كرس نفسه لجعل اللاعنف شريعة للإنسان ليحتذي بها الكثير من البشر، وسعى لتجسيد المفهوم المطلق اللاعنف، إذ لم يكتفِ بنبذ ومجابهة العنف ألاعتدائي، بل جابه كذلك العنف الدفاعي، ودعا إلى مواجهة العنف بالسلام. حيث أراد أن يكون هو وشعبه مظلوماً لكي ينتصر. ويقول لتبيين هذا المبدأ: "الدعوة إلى اللاعنف موجودة لدى كلِّ الديانات، لكني أعتقد باعتزاز أن الهند - ربما - هي التي، من خلال تجربتها، حوَّلت هذه الدعوة إلى علم ... من الضروري إعادة إحياء القانون الأزلي الذي يردُّ على الغضب بالحب، وعلى العنف باللاعنف" ... فقد قام بدعوة شعبه إلى مجابهة الرصاص بالصدور العارية؛ لفضح الظلم والاستبداد، أملاً في انتصار قضيتهم العادلة والحصول على الخلاص، ولهذا يؤكد غاندي وبأساليب مختلفة بأن "اللاعنف هو شريعة الجنس البشري. وهو أكبر وأسمى بما لا يقاس من شريعة القوة الغاشمة القاهرة ذات السلاح الفتاك بالشعوب".
صحيح أن طروحات غاندي، ومن سار على نهجه، قد تبدو مثالية بعض الشيء، لأنها تهدف إلى نزع غريزة الشر والاستعداد العنفي من باطن الإنسان، إلا انه ينوه أن من يؤمن بها عليه التهيؤ لأن يخسر الكثير، فيقول: "اللاعنف هو الطبيعة الفعلية للأشياء، وإن كان لا يفيد في الدفاع عن المكتسبات غير المشروعة، والأفعال غير الأخلاقية، لذا يجب على الأفراد أو الأمم الذين يطبقون اللاعنف أن يكونوا مستعدين للتضحية بكل شيء (حتى آخر رجل بالنسبة للأمم) ما عدا التضحية بشرفهم".
نحتاج كثيراً، اليوم، لإشاعة مبادئ اللاعنف والتسامح والحوار والسلام في عالم تفوح فيه رائحة القتل والموت، وتطّرد فيه كبار تجار الحروب ودعاتها والمطبلين لها في كل بقاع الأرض.







































الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الانتماء في اللغة



الانتماء في اللغة
بقلم: أيمن هشام عزريل

تتردد على أسماعنا ألفاظ وكلمات ضخمة عميقة المعنى قوية الدلالة، ومن هذه الكلمات الانتماء، الذي يعني العطاء والإخلاص، بجميع صوره وأشكاله، والتضحية بكل غالٍ ونفيس، من أجل الوطن، وهذه الكلمة تحمل قيم معنوية ومادية لا حصر لها، فالانتماء لا يعني الوقوف أمام العلم، لتؤدي له التحية أو التشدق بكلمات كبيرة تملأ الأفواه، تتحدث عن الوطنية والمواطنة والوطن، دون أن نراعي حقوق هذه الكلمات ومسؤولياتها علينا نحو هذا الوطن، الذي تربينا على أرضه وأكلنا من خيراته، وتنفسنا من هوائه الطيب، الانتماء كلمة ذات معانٍ كبيرة، تترجم إلى واقع عملي ملموس نشعر به، ونتعامل معه بكل جد وإخلاص وتضحية دون كلل أو ملل.

فالانتماء يعني الالتزام بالقواعد القوانين، والأعراف المنظمة لشؤون الوطن، والتي تسعى للمحافظة على خيراته وممتلكاته العامة، والعمل على نموها وتطويرها، فمثلا الاعتذار عن الخطأ لا يمثل نقصا ولا انتقاصا من قيمة الإنسان، بل يجعله يكبر في نظر الآخرين، لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة وهو جزء لا يتجزأ من الانتماء، وهو الطريق السهل
لتجاوز هذه الأخطاء بل والسعي إلى إصلاحها والاستفادة منها، وتجاوز هذه المرحلة للارتقاء إلى مراحل أكثر شفافية وصدق، فيصبح الإنسان صادقا موثوقا بكل ما يصدر عنه من قول وعمل، فالانتماء يرتقي بمشاعر الإنسان وأحاسيسه، ويجعل المجتمع ينظر إليه نظرة   احترام وتقدير، لأنه يتصف بالقيم والمبادئ الوطنية الثابتة، التي تتسم بالصدق والشفافية وهذه المبادئ هي المرآة التي تعكس شخصية هذا الإنسان، وما يحمل من خير أو شر، فالإنسان دون مبدأ إنسان سطحي مجهول الهوية، والانتماء لا مكان له بين أفراد مجتمعه، لا يؤخذ برأيه ولا يوثق في أفعاله وأقواله.


الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الإنسان يسمو بالإسلام



الإنسان يسمو بالإسلام
بقلم: أيمن هشام عزريل

إذا أردتَ أن تكون عزيزاً عليك أن تعلم أولاً أن العزة هي لله وحده، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فلله العِزَّةُ جَمِيعَاً....) سورة فاطر 10، وقال:( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً) سورة النساء 139، وقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) سورة الصافات 180، فجعل الله العزة له وحده، وكذلك في قوله تعالى: (....وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه وَلِلْمُؤْمِنِينَ....) سورة المنافقون 8، فالعزة هنا هي لله سبحانه، فكل من اتصل بالله فهو عزيز لاتصاله به سبحانه، ومن هنا جاءت العزة لرسل الله ولعباده المؤمنين، ونعتز بالإسلام لأنه دين الله تعالى، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإسلام مهما ابتغينا العزةَ بغيره أذلَّنَا الله(، فالعزة من عند الله وقد أعزنا الله بدينه الإسلام، ومن ابتغى العزة بغيره أذله الله.
فبالإسلام يسمو الإنسان بنفسه فلا يعبد إلا الله تعالى ويتحرَّر من العبودية لغيره،
فالعزة تكون بطاعة الله سبحانه والقُرْب منه، والذلة والمهانة بمعصيته والبعد عنه، وأبى الله إلا أن يذل من عصاه، قال الإمام الشافعي: (مَنْ لم تُعِزُّهُ التقوى فلا عِزَّ له).
ولَمَّا فُتِحَتْ مدائنُ قُبْرُسَ، تَنَحَّى أَبُو الدَّرداءِ وجعل يَبكِي، فَأتَاهُ جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبا الدَّرْدَاءِ؟ أَتَبْكِي فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللهُ فِيهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ، وَأَذَلَّ فِيهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ؟ فقال أبو الدرداء: (مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، لهم المُلكُ حَتَّى تركوا أمرَ اللهِ ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى).
والعلو والرفعة هي للمؤمنين بالله سبحانه، قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) سورة آل عمران 139، واللهُ وَلِيُّ المؤمنين، قال تعالى: (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) سورة البقرة 257، وقال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ) سورة محمد 9، والنصر والعاقبة للمؤمنين المتقين، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا....) سورة الحج 38، وقال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) سورة غافر 51.
فالشرف كل الشرف أن تكون عبداً لله تعالى، من أوليائه الذين يعملون الصالحات ويجتنبون المحرَّمات.
















الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com