الثلاثاء، 2 يوليو 2013

وحشية البشر من تلوث أفكارهم



وحشية البشر من تلوث أفكارهم

بقلم: أيمن هشام عزريل
من أخلاق الإنسان الصادق مع الله تعالى ومع نفسه، أن يكون حريصا على التعاون الخالص المتين، ووحدة الصف والكلمة والهدف، مع تجنب ما يؤدي إلى الضعف والفرقة، والعجز.
والعجز الحقيقي هو عجز الروح عن مواصلة الحياة بشكل صحيح، كثيرون لديهم كل شيء، وليس لديهم حالة صفاء، وهذا أمر يسبب لهم عجزا نفسيا شديدا.
فالإنسان بمجرد أن يفقد الوصل مع ذاته يفقد الوصل مع الكون ومع الله، وأن تعرف من أنت وما هو هدفك في الكون، وعلى أي أساس أنت موجود، فهذه مسالة تجعل قدمك على ارض ثابتة في الحياة.
إن كل التشويش الذي يقوله الإنسان هو في الأساس، تشويش بفعل أفكاره وحيرته من الداخل، وهي من الأضرار والأمراض الخطيرة على قوة ووحدة الأمم والشعوب، نشر الشائعات وبث الوقيعة بين الأفراد، وترويج الأراجيف والأكاذيب والمفتريات في الصفوف والمجالس والتجمعات.
للشائعات أخطارها على الأفراد والمجتمع والأمم والشعوب منها: شق الصفوف والفتنة والتناحر والكراهية والوقيعة بين الناس، وإفساد العلاقات بين الأخوة والأقارب والأصدقاء، وهدم القيم المثلى والأخلاق الحميدة، والتخريب وإهدار الدماء، فضرر الشائعات أشد من ضرر القتل لأن الفتنة أشد من القتل.
تعالوا نقف مع القرآن الكريم ونتدبر قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، سورة الحجرات 6،  وقوله تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون(، سورة النور 19.
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع) رواه مسلم .
لكننا قد نحتاج إلى أن نغمض عيوننا، ونتأمل ماء ساكنا، ووردة واقفة بهدوء، تدخل إلينا إحساس بالهدوء، مشكلتنا فعليا أننا فقدنا العلاقة بالكون، وبذلك ضاع ما بداخلنا وكل الذي نحتاج إليه هو إعادة الوصل، إن الإزعاج البشري اكبر تلوث قد يصيب الإنسان، وبكل أسف نحن لا نسمع إلا أصوات بعضنا وأصوات ما يحيط بنا، أضف إلى ذلك الثرثرة البشرية التي أصبحت سمة عامة في الإنسان، كل الذي نحتاج إليه هو عمل صيانة للعقل والروح،شخصيا أؤمن بالعلاقة مع الشجرة أن الشجرة أكثر مخلوق ساكن ثابت في الكون، إن تأمل شجرة ومحاولة أن تكون مثلها ولو لعشر دقائق في الأسبوع، سيخلقان فرقا في نفسك   .
إن الإشاعات تكبر وتكبر وتتضخم، وتروج وتنتشر طالما وجدت آذان تصغي إليها، وألسنة ترددها وشفاه تنقلها، ونفوس مريضة حاقدة تتقبلها وتصدقها، اللهم أحفظنا من كل سوء        .


الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق