الأربعاء، 29 يناير 2014

جريمة بحق وطن



جريمة بحق وطن
بقلم: أيمن هشام عزريل
في عالم يسوده الفساد والضياع أتساءل دوما، ماذا لو كان «التغيير للأفضل» هدف كل مسئول عند توليه منصبه بدلاً من هدف الوصول للكرسي، وإضافة هذا الوصول لسيرته الذاتية؟!
ما يدفعه الفقراء البؤساء من ثمن الانتماء للأرض والوطن، أكثر بكثير مما يدفعه أصحاب الجاه والسلطان والأموال، لأنهم الوقود بل الشمعة بل أكثر من ذلك هم الحطب الذي يوقد النيران في عتمة الظلام لإنارة الطريق لأصحاب السلطة والنفوذ في المجتمع.
ثبت لي بالوجه الشرعي، أن عدداً من المعارضين والوطنيين وأصحاب المبادئ والثوابت لا يمارسون معارضتهم ووطنيتهم وثوابتهم إلا لوجود شاغر في هذه الخانات فقط، ومجرد أن يحدث شاغر جديد في صف الموالاة والمصلحة الشخصية العليا، حتى ينتقلوا إليها دون أن يرفّ لهم جفن، أو ينتصب لهم ذيل "نضالي".. ولسان حالهم يقول .. أنا مع الجماهير حتى تتوفر له فرصة عمل مع "النظام"...
كانت لا تمر مناسبة، مثل ذكرى يوم الأرض، أو النكبة، أو النكسة، أو مذبحة دير ياسين، أو مجزرة صبرا وشاتيلا، إلا ووقف تحت الشمس الحارقة تاركا "صلعته" تقارع اللهيب وتنزف عرقاً مراوغاً أمام الجماهير، ثم يقترب ويقترب من المنصة ليلقي خطبته التاريخية مؤكداً على عروبة الأرض، والإصرار على استرداد الحق، و المجد والخلود للشهداء ... كما لم يترك مسيرة أو اعتصاماً أو وقفة احتجاجية إلا وشارك بها دعماً للحراك وللإصلاح، أو تنديداً بمجازر المحتل الوحشية، أو احتجاجاً على تعذيب الأسرى والمعتقلين، أو تنديداً بحفريات المسجد الأقصى .. كما لم يدع مهرجاناً خطابياً أو ذكرى وفاة رمز من رموز النضال الفلسطيني والعربي، إلا وشارك بها متحدثاً أو منظماً أو مكرماً ... مبدأه الذي لا يتغير: ضد التجنيس، وضد التوطين حفاظاً على الهويتين، كما لا يقرأ صاحبنا إلا لمحمود درويش ولا يستمع الا لمرسيل خليفة ... اصدر بياناً يدعو فيه مقاطعة سلسلة مقاهي ستار بوكس .. وآخر يدين فيه وزارة الزراعة استيراد المانجا الاسرائيلية، ثم طالب بوقفة شعبية حازمة في مقاومة التطبيع، ودعا كافة قوى المجتمع المحلي للتصدي لاستيراد "البطاطا" الاسرائيلية .. حتى غدا أبرز وجوه مقاومة "التطبيع"، وأفضل منظر يمكن أن تستضيفه الفضائيات، ويشغل لها ساعة كاملة في صرف "وطنيات" على أرض محتلة وشعب مشرّد...
وعندما يلوح له في كرسي احتياطي في إحدى الحكومات، يخلع ثوب المعارضة ويرتدي بدلة الموالاة ..فيصبح الحراك "تطاول وولدنة".. وتصبح عروبة الأرض: "البحث عن تسوية سلمية".. والاعتداء على الأقصى: يجب أن تحكمه معاهدة السلام .. والمانجا والبطاطا التي "صرعنا فيها" مجرد تبادل تجاري بين بلدين لا اكثر ... مع التجنيس ليمارسوا حياتهم المدنية .... كما لم يعد يقرأ سوى: "برجك اليوم" .. ولم يعد يستمع الا للأغاني الهابطة....
وعندما سئل عن خطة كيري .. قال: أنا كنت وما زلت وسأبقى ما حييت ضد التطبيع .. لكني حتماً مع التوطين....
ومن هنا نسأل هل هناك وسيلة للتحكم في هؤلاء التجار وإبعادهم عن إفساد الحياة، وفرض وصياتهم على الشعب المطحون؟!
أيها "البعض" المتنفذون في شئون الشعب، ينتظركم يوم عسير وحياتكم ليست أطول من عمر الشعب لأنكم إلى الفناء وصمود الشعب إلى البقاء، اتفقوا وتحاوروا خير لكم وأزكى.



الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأربعاء، 22 يناير 2014

نازحو سوريا بين القتل والجوع



نازحو سوريا بين القتل والجوع
بقلم: أيمن هشام عزريل
النازحون هم من يعيشون الغربة، حيث تركوا ديارهم ومصالحهم كما تركوا الأرض التي أعطوها جل حياتهم، فأعطتهم مقومات الحياة، وهكذا كتب عليهم صفحة أخرى جديدة من صفحات الحياة خارج مساكنهم.
 أو هم أشخاص أو مجموعات أجبروا على هجر ديارهم أو أماكن إقامتهم المعتادة فجأة أو على غير انتظار بسبب صراع مسلح أو نزاع داخلي أو انتهاكات منتظمة لحقوق الإنسان أو كوارث طبيعية.
 قصص هؤلاء النازحون تتنوع تماما كتنوع ظروف نزوح كل واحد منهم، فالمخيمات التي يعيش أبناؤها أوضاعاً مأساوية، وظروفا معيشية صعبة، بعد أن تقطعت بهم السبل، فكان مصير جزء منهم الهرب من جحيم الأرض فشدّهم البحر إلى قاعه، وجزء آخر ما زالوا يرتقون شهداء يوما بعد يوم، فيما يخطفهم الموت البطيء واحدا تلو الآخر في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة والكرامة الإنسانية واشتداد الحصار والضنك.
نكبة تتلوها نكبة، يلحقها قصف ودمار وحصار وتهجير بحق المخيمات الفلسطينية في سوريا وخاصة مخيم اليرموك، الذي يتعرض لمسلسل دام ذو أحداث مأساوية. إن مأساة شعبنا الفلسطيني في سوريا كبيرة جداً، وكان التركيز على تحييد المخيمات وأن لا تدخل في الصراع الداخلي الخاص بسوريا.
ويذكر أن مخيم اليرموك الذي كان يقطنه قبل الحرب في سوريا حوالي نصف مليون لاجي فلسطيني مع إخوانهم السوريين، لكن دفعت التطورات الجارية معظم سكان المخيم لمغادرته فيما حوصر آخرون داخله، ولم يتبق منهم هذه الأيام إلا ما يقارب 20 ألفاً من السكان، يعيشون حالة حصار مطبق، فيما تزداد الأوضاع الإنسانية تدهوراً نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية ومختلف اللوازم الطبية والأدوية، الأمر الذي دفع بهم لأكل أوراق الشجر ولحم القطط والحمير والكلاب، بعد أن بلغوا مرحلة الاضطرار المفضي إلى الهلاك.
فالذريعة أن الهدف تطهير المخيم من تنظيم مسلح، ليس سوى كذبة وخدعة ونفاق لا أساس لها، ولكن المحاولة جاءت للزج بالفلسطينيين داخل لعبتهم الخاصة، كونهم يدركون تماما أن السيطرة على المخيم لن تدوم طويلا، ولكنهم سينجحون بتدمير المخيم وتهجير سكانه.
 المعارضة المسلحة وأدواتها التي دخلت المخيم، تعلم أنه لا خطر مطلقا من الفلسطينيين داخل المخيم، بل أن الغالبية المطلقة من قوى وأفراد سكانه لم تتجاوب مع رغبة أي تنظيم بالتسلح، علما أن المعارضة السورية المسلحة تدرك جيدا، أن هناك أطرافا إقليمية ودولية، لها هدف يتصل بالقضية الفلسطينية في المخطط السائد، خاصة أمريكا وبعض العرب الذين يسعون لخلق وقائع سياسية تفرضها على الشعب الفلسطيني من حركة تهجير إجبارية في أكثر من منطقة، للتمهيد من أجل تنفيذ مشروعهم الدائم والتاريخي لتوطين الفلسطينيين خارج أرضهم وبلدهم، وهدف مباشر بات يقترب أكثر فأكثر بمسميات مختلفة، وما يحدث في مخيم اليرموك  هو مقدمة لفرض تهجير جديد، فهذه جريمة كبرى يجب مقاومتها بكل السبل. 
وعلى الجماعات المسلحة في المخيم، اتخاذ خطوة جريئة وتسجيل نقطة ذهبية بالانسحاب من المخيم لتجنب أهله ويلات الحرب، وأن يقوم النظام بفك الحصار عنه، والسماح بدخول الطعام والمساعدات للمخيم، دون أي إشكاليات بعيداً عن الصراع، وأن تتدخل عدة أطراف، في ظل تراجع مسئولية المنظمات الدولية على رأسها الأنروا التي تركت أهل المخيم يواجه مصيره المحتوم دون أن تحرك ساكناً.



الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأحد، 12 يناير 2014

السياسة والواقع الذي يعيشه الشعب العربي



السياسة والواقع الذي يعيشه الشعب العربي
بقلم: أيمن هشام عزريل
لقد مضى أكثر من نصف قرن من الزمان، منذ أن تحررت معظم البلاد العربية من ربقة الاستعمار الأوروبي، وهي مازالت على ما هي عليه من تخلف وتدهور، تتجاذبها إشكاليات التنمية وعدم الاستقرار السياسي وفشل التنمية الاقتصادية.
الأزمة التي يعيشها العالم العربي تدور حول ركام من المشكلات الطاحنة، التي تزداد تعقيدا وتشابكا يوما بعد يوم، كما تدور حول عجز الأنظمة العربية عن صياغة استجابة واعية وملائمة للتغيير ولروح العصر الذي تعيشه، لعلها تعطي بتطورها التاريخي معنى حضاري وذا قيمة في المجتمع الإنساني.
لا شك أن من حق الشعوب العربية التي رزحت لعقود متواصلة تحت أنظمة ديكتاتورية فاشية أن تثور، وتزلزل الأرض تحت أقدام الطواغيت وأنظمتهم الوحشية، لا بل من حقها أيضا أن تنسف تلك الأنظمة من جذورها، لما اقترفته من جرائم سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية بحق الشعوب.
حتى كتابة هذا المقال، ما زال الغبار ينبعث من تفجير بيروت الذي يسلمها تذكرة الانضمام لنادي عواصم الذبح العربي، من بغداد إلى تونس، وبينهما خط متعرج من الدم والبارود، يمر عبر دمشق والقاهرة وطرابلس وليبيا، بعد أن حسمت السودان وفلسطين أمرهما مبكرا بالقتل ثم الانقسام واقتسام البلدين، كغنائم حروب بين الأخوة الألداء.
للواقع العربي، هناك بصيص أمل ونور نتيجة حركة الشعوب والوعي وحركة التقدم التي نشهدها في الواقع العربي، إلا أن الصراع له أبعاد عديدة، والبعد الأمني والعسكري من الأبعاد المهمة، كما أن هناك أبعاداً أخرى مهمة، ومنها الأبعاد السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية.
وما يجري اليوم من مظاهرات واحتجاجات، ما هو إلا بداية لعصر جديد يطل على العالم العربي ويفرض واقع العولمة، التي أتاحتها وسائل الاتصالات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة للفرد في أنحاء المعمورة.
ويستطيع المرء اليوم أن يربط الأحداث التاريخية الجارية، في تلك البلدان إلى عدة أسباب، من أهمها الاستبداد السياسي، وسوء توزيع الثروات، وانتشار الفقر والبطالة، وانعدام الطبقة المتوسطة، مع أتساع المساحة التي تفصل بين الغني والفقير، ولكنه لا يمكن أن يتجاهل، رغم تراكم كل هذه الأسباب والمحفزات، لهذه الثورات الشعبية، العامل الرئيسي الذي تلعبه وسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، التي ساعدت على اندلاع هذه الانتفاضات العفوية، ضد القمع والاضطهاد السلطوي للشعوب في العالم العربي.
ولا يمكن أن نغفل أهمية الرأي العالمي، في دفع مجريات الحدث اليومي على الصعيد المحلي، نحو اتجاه معين أو نتائج غير مرغوبة للطرف الخاسر من المعادلة في الصراع بين الحاكم والمحكوم.
إن القوة الحقيقية التي تملكها الدول في مواجهة المخاطر والتحديات، ليست في حجم الأسلحة والترسانة العسكرية، وإنما في الرضا الشعبي عنها، لهذا فإننا نؤكد على أهمية أن تعمل الحكومات في العالم العربي على صياغة الأطر والمؤسسات، التي تهتم بحاجات المواطنين، وتنصت إلى أحوالهم وأوضاعهم، وتعمل وفق آليات واضحة لتعميق خيار الرضا الشعبي عن الأداء والخيارات السياسية للحكومات.
إن كل هذه المتغيرات الوطنية والدولية، حملت معها انقلابا عميقا في أولويات المواطن العربي وحاجاته في كل الدول العربية، إذ لم يعد هذا المواطن مهتما كثيرا بالقضايا الخارجية، وما استند إليها من خطابات سلطوية تهيجيه وعاطفية، كما لم يعد يصدق أن تخلفه الحضاري وتردي واقعه المعيشي الحاضر، سببه الاستعمار الأجنبي  الذي ولى عهده، أما تضييق الخناق عليه ومصادرة حقوقه وحرياته، بحجة الأمن الوطني أو القومي، فقد وصل إلى الحد الذي لا يمكن السكوت عليه، والسماح به طالما أن ذلك يصب في مصلحة طغاة السلطة والملتفين حولها، في الوقت الذي دفعته آفة الفساد إلى حافة الفقر المدقع المهين، مع اتساع كارثي للفجوة بين القلة الأغنياء والأكثرية الفقراء.
ومثل هذا الشعور الشعبي المتنامي، أخذ يعبر عن نفسه، من خلال ما نراه من غليان، ينتهز كل فرصة ليرفع صوت نقمته وسخطه بوجه السلطة - ما يحصل بعد أحداث تونس نموذجا -  مما يقتضي من المعارضة السياسية، أن تكون متناغمة مع الحراك الاجتماعي، وقائدة حقيقية للتغيير، فتكون صلبة في مقارعتها للحكومات، لا تؤثر فيها إغراءات السلطة وملمسها الناعم، كما لا يؤثر فيها إرهابها ووعيدها، ولا ترضى بديلا عن التغيير السياسي الكامل، الذي يقود إلى حياة سياسية ديمقراطية، قائمة على تداول حقيقي للسلطة، وفك الحصار الكامل عن حقوق وحريات الشعب، ومحاسبة صارمة للفاسدين والمفسدين.
نحن نواجه الفقر والمعاناة، نتيجة التراجع في خدمات الصحة والتعليم والعمل، والكهرباء والمياه، ومستوى المعيشة، وموجة العنف التي تضرب مجتمعاتنا، لذلك علينا المواجهة، بل ذلك يفرض علينا  تطويق هذا البعد لأنه ليس لمصلحة الشعب، وتقع على عاتقنا وعلى عاتق جميع القوى مسؤوليات عديدة، وعلينا واجب العمل مع الجمهور بنفس طويل، وتفعيل حركتنا بين الناس، لمواجهة مشاريع الفتنة، فالفتن لا يستطيع أحد القضاء عليها سوى بوعي الناس، والناس خائفة من موضوع الفتنة ولا مصلحة لها فيها".




الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين