الأربعاء، 28 أغسطس 2013

الركض وراء السراب

الركض وراء السراب
بقلم: أيمن هشام عزريل
قوافل الشهداء فى أوطاننا ترحل، وتسطر أروع الملاحم، والدم العربي يسفك بأيدي عربيه، وتزهق أرواح نحن نحتاجها للمواجهة، و كل يوم نزداد جموداً وتخبطاً، وها نحن نودع شهداء بحال مؤسف مؤلم، ودماء أكثر، وتشرذم أكثر، وانتهاك لحقوقنا أكثر.
إلا أن هذه المرة من صنع أيدينا، وننظر إلي الإحداث المتصارعة من حولنا ونشجبها ببيت من الشعر يسطر في قصيدة أو خطاب رنان ممل، أو تدهشك براعة المحللين عبر شاشاتنا الكثيرة، وأنت تستمع إليهم وكأن ما يحدث في وطننا لا يعنيهم، وان مسهم هذا لا يخيفهم فهم سوف تحميهم دولاراتهم خارج الوطن، ليرتمي في أحضان أوروبا وأمريكا.
كيف ستخرج امتنا من أزماتها؟ فقد اتسع الجرح بقضايا عدة، فالأطفال في سوريا مهجرون عن مدنهم وقراهم، وتحت قصف الصواريخ والدبابات، وأطفال مصر الصمود أمام العنف الذي يقتلهم.
 ماذا سوف يكون مصير شعب وقضية، ومصير أمة أتعبها الانتظار وأجهدها التآمر من أبنائها والركض وراء السراب.
قد يقول قائل إننا لسنا وحدنا في صحراء الضياع، فنحن جزء من أمة ليست الوحيدة على وجه الأرض، التي سلبها حكامها حقوق إنسانيتها وامتهنوا كرامتها، وضيقوا الخناق على منافذ الحرية، التي يمكن أن تنفذ منها، ووجدوا في الاستبداد بها متعة لا يعادلها إلا سماع أنين الضحايا من أبنائها، برغم الاستكبار في قلوبهم!.
ولذلك كان لزاما على شعوبنا أن تتحرر من هذه التركة المتعفنة، والتي أثقلت كاهله، وأعاقت حركة سيره نحو حياة إنسانية، طالما تمتعت بها شعوب تجاوزت ما تراكم في طريقها من نفايات التخلف التي تساقطت من موائد اللئام!.
وبذلك أضحت هذه الثقافة "الشمطاء"، أضحت مشدودة بسلبيات الماضي المتسلط السحيق، وهذا نوع من أنواع جنون العظمة، والركض وراء السراب،،،وهو الإصرار على الوصول لتحقيق الدولة "الخرافية"، لذلك فهذه الثقافة مصابة بمرض عمى الألوان، ولا يرون من خيوط قوس قزح السبعة، غير لون واحد وهو اللون الأسود فقط.
فهؤلاء ومن يتسترون عليهم هم ليسوا أعداء لأي تطور وإصلاح وحسب، بل أعداء لشعوبهم ولأمتهم، وأعداء لكل البشر عامة، وللإسلام خاصة.
فالأمم اليوم والشعوب، لا تريد تلقينها ثقافة الكراهية بين المذاهب ومختلف الأطياف، ولا تريد تلقينها ثقافة المقابر والانتحار والقتل والاحتراب، وإنما تريد ضمان الخبز وضمان العمل، وضمان العلاج المجاني، والتعليم المجاني، وضمان حالة العجز والشيخوخة، وتريد الكرامة والحرية، وقد قالها الخليفة عمر بن الخطاب، قالها مدوية "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".
ألا تستحق شعوبنا التي مازالت تموت من الجوع والقهر، أن نتوقف عن الركض وراء السراب، وبث الوهم والخداع وتسميم وتحريف وعيهم؟ فلا بد من يوم ما أن يزول الوهم وتشرق الشمس.
قال تعالى: ((أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) سورة الرعد 17.





الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com

فلسطين

الاثنين، 26 أغسطس 2013

مصر والنفق المظلم



مصر والنفق المظلم
بقلم: أيمن هشام عزريل
التحديث والحداثة وما بعد الحداثة مصطلحات لامعة وبراقة، أعتقد أننا دخلنا في النفق المظلم الذي حذر منه كثيرون، والمشكلة الأساسية في هذا النفق أنه عادة ما يكون السير فيه باتجاه واحد لا رجوع فيه، قد يصادف السائر في طريقه نفقا مظلما لا يستطيع أن يميز فيه طريقه من الطرق الأخرى، ما لم تكن أضواء اليقين كاشفة، ومسالك الطريق معروفة، كيلا يضيع السائر مساره، أو يتناثر أشلاء تحت وقع الكارثة، أو يسرف في التفاؤل، عندما يبصر نورا في أخر النفق قد يكون وهم سراب .
بهذه المجازر تفتح أبواب النفق المظلم أمام مصر، بهذا تهيئ المنطقة كلها للعنف والإرهاب، المسألة ليست اختياراً أو تهديداً، بل قراءة للواقع المادي الملموس، فعندما تستهين بحق الناس في الحياة، وتقصف أعمارهم بدم بارد فأنت تزرع الأرض بالكراهية والحقد والانتقام.
بهذا يرى المحللون السياسيين أن مصر قد دخلت نفقاً سياسياً مظلماً، من الصعب الخروج منه بعد، والأمور تتجه نحو انفلات يستحيل السيطرة عليه من أي طرف حتى لو أراد بعد ذلك، ولن يفيد كثيرًا الجدل العقيم عن الطرف الذي تسبب في ذلك أو من بدأ الأزمة أو من يتحمل المسؤولية أكثر من الآخر، وسيتحول مثل هذا السؤال الآن وفي المرحلة المقبلة لمجرد  كلام لا قيمة له في الواقع العملي، لن توقف دماً، ولن تنقذ بلداً من الضياع، ولكن الحقيقة الوحيدة أو المشهد الوحيد الذي سيعلق في أذهان العالم، أن المصريين أضاعوا ثوراتهم، وهاهي الأيام تتوالى والأحداث تتسارع ودقات ناقوس الخطر تشتد طرقاً، أن الطريق موحش، والمقدمات سيئة، والنتيجة صعبة فعليهم الأخذ بزمام المبادرة، وإعادة برمجة العقل، لاستيعاب ما يجري على أرض الواقع، وما يكتنفه ويحيط به من أعمال وتصرفات، قد تُحطم كل ما بُني وشيد، وتعيد الحياة المدنية في الوطن المغلوب على أمره إلى حافة الهاوية السحيقة .

ما يجري في مصر اليوم، هو تشويه للديمقراطية، وما يسمى بإدارة الشعب لحياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إن مصر هي احدي _ البؤر _ ذات التأثير والتأثر الإقليمي والعالمي المميز، لذلك نجد أن انعكاس ما حدث بها كان له صدى عالمي، كما عشقنا مصر الشهامة؛ الأحب على قلوبنا،  كيف لا يا مصر الحبيبة؛ كيف لا نبكي أول  وآخر قلاع عروبتنا، التي تتعرض لأبشع مؤامرة يتكالب ويتداعى عليها الأشرار، من كل حدب وصوب؛ كما تتداعى الأكلة على قصعتها، بقدر ما احترقت قلوبنا على كل قطرة دم مصرية طاهرة أريقت، بقدر ما نصرخ مناشدين متوسلين لشعب مصر وقيادتها؛ أن يتداركوا المؤامرة.

فلا تصدقوا من يؤيد هذا الفريق أو ذاك بشعارات شيطانية زائفة، هدفها الإطاحة بمصر الكرامة، عندها سيضرب كل فريق كف على كف، ويقولوا يا ليتنا ما قمعنا أهلنا، استفيقوا يا أهل مصر الحبيبة، وأنقذوا ما يمكن إنقاذه، قبل أن يصل بكم الأشرار إلى خطوط اللارجعة، وتبكون مصر العزيزة على قلوب امتنا العربية والإسلامية، ليتكم تستفيقوا ولا تنجروا خلف أوهام الديمقراطية، وتربص الأكذوبة.

فيوما بعد يوم، سيعترف كثيرون أنهم أخطأوا بحق أوطانهم تحت تأثير خديعة الثورات العربية.

 محطات تذكرنا بالقول أن الله انزل 125 ألف نبي ورسول، لكن تبين انه في العام 2013 ميلادي، يشدّ المتطرفون إلى زمن الجاهلية، فمن يستطيع أن يهدي هؤلاء بعد عجز الرسالات والأديان عن إقناعهم بإنسانية البشر؟

إنها بداية الزمن الصعب، قد تكون دورة الجاهلية طويلة هذه المرة.


الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأحد، 25 أغسطس 2013

إلى أين تسير الأمة العربية



إلى أين تسير الأمة العربية
بقلم: أيمن هشام عزريل
تتباهى الأمم باحترامها لحق الإنسان مهما كانت قوميته أو دينه أو مذهبه أو انتماؤه السياسي أو جنسه، ورعايته وتبجيله ووضعه في المكان الذي يليق به في الحياة، وتتباهى الأمم أن تجعل إيراداتها ومواردها في خدمة الإنسان، وأن توفر له ما يليق بإنسانيته وقيمته في الحياة، وان تكون سلطاتها بخدمة الناس وحمايتهم لا العكس .
الأمم مثل البشر تنهض بعد أن تكبو، وتتألق بعد النكوص، وتستفيد من تجربتها، وتدرس سبل إخفاقها وفشلها حتى تتجاوزها، ولا تكرر الوقوع في أخطاء قد تعيق مسيرتها لتلحق بركب التطور والتقدم البشري.
إن الأمة العربية منذ عرفها التاريخ وهي تعيش زمناً يسوده الجهل والظلم والبؤس، حتى جاء الإسلام الذي وضع حداً لأوجاعها وهمومها، وبالتالي ارتقى مقامها، واستقامت أمورها، حتى سقوط مملكة غرناطة المسلمة في أواخر القرن الخامس عشر، حينها كان العرب قد ذاع صيتهم بين الأمم بفضل النموذج الحضاري المتميز، الذي كان بمثابة تاج يعلو رأس هذه الأمة مما جعلها أكثر الأمم تفوقاً في ذلك الزمان في العديد من المجالات، ولكن بعد هزيمة العرب في غرناطة بدأ العد التنازلي في تدهور هذا النموذج الحضاري، حين تساهلت هذه الأمة بقيمها ومبادئها التي كانت تمارسها وتدعو لها، ومنذ ذلك الوقت، وهذه الأمة تعاني الأمرّين، التشتت والتشرذم من ناحية، والجهل والفقر والظلم من ناحية أخرى.
 وبذلك يعيدُ التاريخ نفسه، ويعيد هذه الأمة إلى سابق مجدها قبل الإسلام وهي الجاهلية العربية وما تحمله من بذور العشائرية والعنصرية، التي قادتها إلى الانقسامات، بل جزأت الأمة إلى دويلات، وإمارات، هذه هي حقيقة تاريخ الأمة، فهناك دول تعرضت لكبوات، وسقطت تحت حوافر الخيول ونصل السيوف في الحروب، وتحت لهيب قذائف الدبابات وأصوات المدافع، والقتال على الحدود، ولم تستفد من تجاربها المريرة ونهوضها بحالها.
ماذا بعد هذا التاريخ الطويل والمليء بالمعاناة القاسية، التي عاشتها الأمة بأجيالها المتلاحقة؟ ولذلك نجد أجيالا بعد أجيال تتساءل متى يتغير الحال؟
وفعلاً حدث ما حدث وما هو متوقع!!، ما يحدث حالياً في مصر، بالفعل ثورة عارمة قاتلة سميت بثورة الربيع العربي.
لأن الربيع العربي ما هو إلا هرطقة كغيرها من الهرطقات السياسية والاجتماعية السابقة التي عاشتها الشعوب العربية، وخدرتها لقرون عاشت خلالها في أوهام الشعارات وآمال الانقلابات أودت بها إلى التخلف، والفقر والتشريد، هذه هي بالفعل حقيقة الربيع العربي الذي يعتبر بدعة جديدة كتب سناريوهاتها قوى الاستعمار الدولية والمؤسسات الدولية المهيمنة عليها، ونفذتها حفنة من قوى الشر العربية المحسوبة على قوى الاستعمار مقابل السلطة أو المال وذلك لإدخال شعوب هذه الأمة مرة أخرى في سراب جديد، بل في سراديب وأنفاق مظلمة، لن يكون في نهاية هذه الأنفاق ضوء مشرق.
إن ما تعيشه أمتنا اليوم من تفكك وتشرذم يشبه - إلى حد بعيد- حالات عاشتها من قبل، تقطعت فيها الراية الواحدة إلى عدة رايات.. يقاتل بعضها بعضا، وتمزق فيها الشعب الواحد إلى شعوب ودول، ولا يكاد يختلف اثنان على أن الوحدة هي السبيل الأمثل – إن لم نقل الأوحد- لتجاوز تحديات المرحلة.
السيناريوهات متعددة، وأخطر ما فيها أنها تتم في غياب العرب، ودون أي اعتبار لمصالحهم، وهو غياب سيظل مستمرا ما استمرت أزمة مصر وتواصل تغييبها، وللأسف فإن المتعاركين فى مصر مستغرقون فى تجاذباتهم وذاهلون عما يمثله ذلك من خطر كارثى على الأمة العربية جمعاء.
نحن مطالبون اليوم – أكثر من أي وقت مضى- بالاستفادة من تلك التجارب والسيناريوهات ودراستها بجدية ووعي، كي نتعلم منها، ونعمل لتحقيق هدف الوحدة الذي تتوق إليه الأمة.

الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

أزمة العمل الفلسطيني



أزمة العمل الفلسطيني
بقلم: أيمن هشام عزريل
الحديث عن أزمة العمل الفلسطيني ليس جديداً، وليست محاولات الإجابة على الأسئلة التي تطرحها الأزمة ومعالجتها جديدة.
بالنظر إلى الاقتصاد الفلسطيني نجده اقتصاداً محاصراً، وتابعاً للاقتصاد الإسرائيلي، إضافة إلى كونه اقتصادا استهلاكيا يعاني الكثير من العجز في الميزان التجاري مع إسرائيل، حيث تشكل التجارة الخارجية معها حوالي 90% من التجارة الفلسطينية.
تتراوح الأعمال التي يمتهنها الخريجون العاطلون عن العمل بين العمل في الأسواق عبر امتلاك بسطات لبيع الخضار والملابس ومواد التجميل، وحتى العمل في مجال نقل البضائع بواسطة "التك تك".
ومما يدلل على حجم مشكلة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، تقدّم آلاف الخريجين والخريجات في الآونة الأخيرة للامتحان التحريري للوظائف التدريسية المتوافرة في وزارة التربية والتعليم العالي في كافة التخصصات، علما بأن عدد الوظائف الشاغرة محدود.
ونظرا لتحول أزمة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، إلى هاجس يقض مضاجع العائلات، حرم الكثير من الخريجين الجامعيين من المنافسة على الوظائف العامة والحصول على فرص عمل تتناسب مع شهاداتهم الجامعية، وقد دعي إلي هبة عربية لمساعدة الإنسان الفلسطيني وتعزيز صموده.
 وعند الحديث عن هذه الأزمة المالية العالمية فلابد من الإشارة إلى عدد من المسائل الهامة المرتبطة بالموضوع على النحو التالي :
- إن هذه الأزمة هي أزمة حقيقية بنيوية في الاقتصاد العالمي والاقتصاد الرأسمالي عموما، وهي ليست مجرد أزمة سيولة بل هي أزمة اقتصادية أثرت في قطاعات الاقتصاد المختلفة.
- إن الأزمة أكبر مما يتصور بكثير حتى أن بعض رجال الأعمال (فلسطيني في أمريكا) يقول أن الدولار سينهار مع نهاية العام والمصارف لا تلتزم بدفع التزاماتها والأزمة في أمريكا أكبر مما تسمعون بكثير.
- إن الاقتصادات الناشئة (ومنها الاقتصادات العربية) كانت أشد تأثراً من الاقتصادات المتقدمة، فعلى سبيل المثال تأثرت البورصات في الصين بمعدل 21%، وفي تركيا بمعدل 22%، وفي روسيا بمعدل 16% وهكذا.
- إن هذا يعتبر سببا كافيا للدول الفقيرة والعربية والإسلامية لتعيد النظر في استثماراتها في أمريكيا وأوربا، بل يستثمر في بلادها بهدف إحداث التنمية الاقتصادية، وهذا ينطبق أيضا على الواقع الفلسطيني والمصارف الفلسطينية.
- إن الاقتصاد الفلسطيني وهو يعاني من شح في السيولة وضعف في التنمية لهو بأمس الحاجة إلى أن يتم استثمار مدخرات أهله بداخله دعما للتنمية وتوفيرا للسيولة، وإن هذه الأزمة تدق ناقوس الخطر وتهيئ الظرف لإعادة التفكير في موطن الاستثمار بحيث تعود الأموال إلى حضن الوطن، وهي أيضا إشارة إلى ضرورة الرقابة المالية على المصارف الفلسطينية بحيث لا تصدر الأموال إلى خارج فلسطين.
إن غياب التواصل الجغرافي ما بين غزة والضفة، يحتاج إلى إستراتيجية جديدة يشارك فيها كل أطياف العمل السياسي والاجتماعي، والأصح أن يبحث الفلسطينيون عن سياسة وإستراتيجية جديدة للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني.
إن الفلسطينين يحتاجون إلى ربيع مختلف عن الربيع العربي، بحيث يحتاجون إلي إستراتيجية حقيقية لاستنهاض الوطنية الفلسطينية بعيدا عن الأجندة غير الوطنية، إن الربيع الفلسطيني، لن يكون إلا عبر صياغة وامتلاك البرنامج السياسي الاقتصادي الاجتماعي المستند لمصالح الناس وحقوقها، وإيجاد البدائل الملائمة للاعتماد على الذات، بشرط إعادة النظر بصورة موضوعية في التجارب السابقة والاستفادة من الأخطاء.

الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأحد، 18 أغسطس 2013

أزمة العمل الفلسطيني



أزمة العمل الفلسطيني
بقلم: أيمن هشام عزريل
الحديث عن أزمة العمل الفلسطيني ليس جديداً، وليست محاولات الإجابة على الأسئلة التي تطرحها الأزمة ومعالجتها جديدة.
بالنظر إلى الاقتصاد الفلسطيني نجده اقتصاداً محاصراً، وتابعاً للاقتصاد الإسرائيلي، إضافة إلى كونه اقتصادا استهلاكيا يعاني الكثير من العجز في الميزان التجاري مع إسرائيل، حيث تشكل التجارة الخارجية معها حوالي 90% من التجارة الفلسطينية.
تتراوح الأعمال التي يمتهنها الخريجون العاطلون عن العمل بين العمل في الأسواق عبر امتلاك بسطات لبيع الخضار والملابس ومواد التجميل، وحتى العمل في مجال نقل البضائع بواسطة "التك تك".
ومما يدلل على حجم مشكلة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، تقدّم آلاف الخريجين والخريجات في الآونة الأخيرة للامتحان التحريري للوظائف التدريسية المتوافرة في وزارة التربية والتعليم العالي في كافة التخصصات، علما بأن عدد الوظائف الشاغرة محدود.
ونظرا لتحول أزمة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، إلى هاجس يقض مضاجع العائلات، حرم الكثير من الخريجين الجامعيين من المنافسة على الوظائف العامة والحصول على فرص عمل تتناسب مع شهاداتهم الجامعية، وقد دعي إلي هبة عربية لمساعدة الإنسان الفلسطيني وتعزيز صموده.
 وعند الحديث عن هذه الأزمة المالية العالمية فلابد من الإشارة إلى عدد من المسائل الهامة المرتبطة بالموضوع على النحو التالي :
- إن هذه الأزمة هي أزمة حقيقية بنيوية في الاقتصاد العالمي والاقتصاد الرأسمالي عموما، وهي ليست مجرد أزمة سيولة بل هي أزمة اقتصادية أثرت في قطاعات الاقتصاد المختلفة.
- إن الأزمة أكبر مما يتصور بكثير حتى أن بعض رجال الأعمال (فلسطيني في أمريكا) يقول أن الدولار سينهار مع نهاية العام والمصارف لا تلتزم بدفع التزاماتها والأزمة في أمريكا أكبر مما تسمعون بكثير.
- إن الاقتصادات الناشئة (ومنها الاقتصادات العربية) كانت أشد تأثراً من الاقتصادات المتقدمة، فعلى سبيل المثال تأثرت البورصات في الصين بمعدل 21%، وفي تركيا بمعدل 22%، وفي روسيا بمعدل 16% وهكذا.
- إن هذا يعتبر سببا كافيا للدول الفقيرة والعربية والإسلامية لتعيد النظر في استثماراتها في أمريكيا وأوربا، بل يستثمر في بلادها بهدف إحداث التنمية الاقتصادية، وهذا ينطبق أيضا على الواقع الفلسطيني والمصارف الفلسطينية.
- إن الاقتصاد الفلسطيني وهو يعاني من شح في السيولة وضعف في التنمية لهو بأمس الحاجة إلى أن يتم استثمار مدخرات أهله بداخله دعما للتنمية وتوفيرا للسيولة، وإن هذه الأزمة تدق ناقوس الخطر وتهيئ الظرف لإعادة التفكير في موطن الاستثمار بحيث تعود الأموال إلى حضن الوطن، وهي أيضا إشارة إلى ضرورة الرقابة المالية على المصارف الفلسطينية بحيث لا تصدر الأموال إلى خارج فلسطين.
إن غياب التواصل الجغرافي ما بين غزة والضفة، يحتاج إلى إستراتيجية جديدة يشارك فيها كل أطياف العمل السياسي والاجتماعي، والأصح أن يبحث الفلسطينيون عن سياسة وإستراتيجية جديدة للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني.
إن الفلسطينيين يحتاجون إلى ربيع مختلف عن الربيع العربي، بحيث يحتاجون إلي إستراتيجية حقيقية لاستنهاض الوطنية الفلسطينية بعيدا عن الأجندة غير الوطنية، إن الربيع الفلسطيني، لن يكون إلا عبر صياغة وامتلاك البرنامج السياسي الاقتصادي الاجتماعي المستند لمصالح الناس وحقوقها، وإيجاد البدائل الملائمة للاعتماد على الذات، بشرط إعادة النظر بصورة موضوعية في التجارب السابقة والاستفادة من الأخطاء.

الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

عدالة مفقودة



عدالة مفقودة
بقلم: أيمن هشام عزريل
العدالة مبتغى وهوى النفس البشرية وغاية سامية تسعى المجتمعات المتحضرة لتحقيقها، والتي نصت عليها جميع القوانين والأنظمة في العالم وهي العدل والحرية والمساواة، على أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو الدين، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ”مقولة تحمل من الحكمة ما تحمل وقد قالها الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز حفيد الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه والذي نهل من جده وتاريخ جده الكثير مما وضعه في مصاف معيار العدل والعدالة في تاريخ البشرية، وقد قال تلك المقولة أو الحكمة بحق ابنه الذي حاول أن يشتري أو اشترى خاتما بألف دينار، فأجبره على بيعه وشراء خاتم بدينار، ويكتب عليه تلك المقولة لتردعه عن محاولة الترفع على البشر وتمييز نفسه عنهم، هذا الجانب هو المفقود عندنا، العدالة التي افتقدناها منذ عشرات السنين ولو كانت هذه العدالة سائدة في بلادنا العربية، لكانت عندنا الحياة الكريمة والحرية في النقد والتعبير.
 هناك مجتمعات تعيش تحت وطأة الاستبداد والاستعباد والتفاوت الاجتماعي الفاحش، بالإضافة إلى التزييف والتزوير والاستعلاء الزعاماتي والعائلي، وذلك بسبب طغيان الرعب والخوف والإرهاب وشيوعه في المجتمع / المجتمعات من قبلِ الأجهزة الأمنية والمخابراتية والبوليسية والتجسسية لأنظمة القمع والاستبداد، هذا المجال هو أحد المجالات التي يمكن أن ينطبق فيها مبدأ فقدان العدالة والمساواة بين البشر حين يفقد الموقع أو المنصب من هم قادرون على رفعه ويحصل بدلا منهم على من ينزله إلى أسفل المواقع والدرجات والمحصلة الأخيرة، لكل ذلك هو المزيد من الخسائر.
يبدو أننا ننظر من خلال ضباب، أو بدون نظارة طبية، تجعل الصورة أكثر وضوحا، وأقرب للفهم ونعتقد مخطئين أن التجرد هو أساس العمل عندنا، وأن العدالة هي المعيار ولكن الحقيقة التي تزداد يوما بعد يوم تثبت أن ذلك فهم نظري مجرد، لا يمت للحقيقة بصلة وأن من الواجب علينا محاولة فهم الصورة كما هي عليه وليس كما يجب أن تكون، وما هي عليه يحمل عدم المساواة وانتفاء العدالة أما ما يجب أن تكون عليه فيحمل ترسيخ العدالة والمساواة المفقودتين.
لذا يضطر بعض الناس إلى المعارضة والمجابهة والانتقاد والرفض لهذه الأوضاع السقيمة، عبر الكتابات الإيمائية والصيغ غير المباشِرة، أو عن طريق ضرب الأمثال والحكم الفلسفية والسياسية والتاريخية، عن السلاطين المستبدين، وعن ظلمهم وطغيانهم وعدوانهم على المجتمعات، و عن نهبهم للثروات الوطنية التي هي أساسا ملكا للمجتمعات.
فالعدل كما قيل «أُس الملك» ويقول ابن حزم «العدل حصن يلجأ إليه كل خائف» فالشعب خائف على مستقبله، وخائف لان العدالة قد فقدت، واهتزت ثقة قطاع كبير من الناس بالدولة ومؤسساتها، ويجب استعادة ثقة الشعب وخاصة قطاع الشباب، فهم بناة المستقبل، ويأتي في مقدمتها ترسيخ مفهوم العدالة وأيضا تكافؤ الفرص، بالتطبيق العملي فبذلك تحميهم وتحافظ عليهم.
يقول الزهاوي العدل كالغيث يحيي الأرض وإبله والظلم مثل النار في القصب.




الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

صوت الحق في زمن الباطل



صوت الحق في زمن الباطل
بقلم: أيمن هشام عزريل
هذا زمن العجب العجاب .... انقلبت الموازين وطمست الحقائق وأصبح الحلال حراما والحرام حلالا، والسنّة بدعة والبدعة سنّة، ووطننا العربي كغيره من الأوطان لا يخلو من الفساد، إلا أنه يحظى بدعم كبير من زمرة من المسئولين المتنفذين في تلك البلاد، ويبقى دور المواطن والإعلام في مواجهة ذلك، لقد استشرى وللأسف الشديد الفساد حتى أصبح حديث الناس، وأصبح لا يكاد يخلو مجلس من الحديث عن استغلال البعض للمال العام، واستغلال السلطة والنفوذ وضياع مصالح الناس، وسوء تنفيذ المشاريع بل وحتى غيابها في أحيان كثيرة، وعدم حصول الناس على مصالحهم إلا بطرق غير مشروعة، حتى بات لدى الناس القناعة التامة، أنه لا بد من أن تدفع حتى تستطيع إنهاء معاملتك بيسر وسهولة، بل وحتى تستطيع أن تحصل على حقوقك المشروعة، وأصبح معروفا للجميع أنه إذا أردت أن تنجز في ساعة ما يتطلب إنجازه شهرا فما عليك سوى أن تدفع، وإذا دفعت فإن الحق يصبح باطلا، والباطل يصبح حقا، والنظامي يصبح غير نظامي والعكس صحيح.
 العالم المتقدم يطور أنظمته وآلياته بشكل يجعلها قادرة على مطاردة المفسدين ومعاقبتهم، وبالتالي الحد من الفساد إلا عندنا، فإن النظام يحمي المفسدين بتفاوت تفسيراته والدخول من ثغراته، وأحيانا جهل الناس بالنظام وآلياته وإجراءاته.
 لا يمكن محاربة الفساد دون أن يعمق لدى الفرد الشعور بالانتماء والولاء للوطن، والانتماء والولاء للوطن لا يمكن أن يكرس ويغرس إلا عندما يعرف الفرد واجباته ويمارسها على أرض الواقع، ويحصل على حقوقه كاملة ويرى أن الدولة تحميها، ولا يمكن محاربة الفساد إلا إذا عرف المواطن القوانين والأنظمة الرادعة للفساد وبكل أشكاله، ولا يمكن محاربة الفساد إلا إذا كان هناك تكريس للشفافية واحترام للنظام واحترام لحقوق الآخرين، ولا يمكن محاربة الفساد دون وجود أساليب واضحة ومعلنة بطرق الإبلاغ عن الفساد وتوافر حماية للمبلغين من السلطة القائمة، ولا يمكن محاربة الفساد إلا عندما يكون الجميع دون استثناء تحت طائلة القانون، ولا يمكن محاربة الفساد دون مساحة كافية للسلطة الرابعة-الإعلام- للقيام بدورها في كشف خبايا الفساد وفضح المفسدين، ولا يمكن محاربة الفساد دون الفصل بين السلطات في الدولة وتعزيز دور القضاء واستقلاليته.
الغريب ... (عذرا لم يعد هناك شيئا غريبا ), يزاود هؤلاء المارقون ... (عذرا مرة أخرى) ... أصبح هؤلاء هم المخلصون والأكثر ولاءً, يزاودون في الانتماء للوطن والخوف عليه, وهم في الحقيقة السوس الذي ينخر نسيجه, همهم المنافع الشخصية, والتلون بما يخدم مصالحهم، والظهور بدعوى الولاء والانتماء للوطن، والذي أصبح للأسف مطية لأمثال هؤلاء، حتى اتسعت قاعدتهم نتيجة إقصاء الخيرين، الذين لا يقبلون بالباطل ولا يهادنون في قول الحق، وهؤلاء المخلصون يتعارضون مع مصالح المتنفعين والمتنفذين لأنهم يهددون مصالحهم .
لذا أصبحت القاعدة، إذا أردت الوصول لأعلى المراتب، فعليك أن تحتذي حذو هؤلاء المدلسين والمطأطئين, والذين يتبنون شعار (النفاق والمداهنة والانقياد والرياء هي مفاتيح النجاح)، رغم كل ذلك فالحق اقوى, وهؤلاء المزيفون خائنون لضمائرهم أولا ولمجتمعهم بعد ذلك, وهم في نظر الآخرين ثلة مكشوفة مموهة لا تحظى بالتقدير .
فأين إذن الصوت الوطني الحر؟ وهل أن الشعب العربي من الغباء حتى لا  يستطيع التمييز بين الناقة والجمل!؟ وهل نحن فعلا خير امة أخرجت للناس؟ ناهيك عن الفتاوى الأخرى التي تضحك وتبكي في نفس الوقت لما وصلنا إليه من مهانة في ديننا وقيمنا وأخلاقنا، حتى أصبح الحق باطلاً والباطل حقاً.
فلننأى بأنفسنا بعيدا عن هؤلاء، فهم متجذرون في كل مكان, ولنعمل على صدهم وتحجيمهم من خلال كشف أوراقهم للآخرين ودحض أفكارهم, والعمل على تعظيم أفكار وطروحات الخيرين الصادقين في انتمائهم لدينهم وأمتهم, وان يكون هؤلاء هم المرجعيات الحقيقة بعيدا عن الذين صنعهم المال أو المركز، والذي هو في نهاية المطاف شغلهم وهمهم الشاغل.
فالحق أبلج واضح وضوح الشمس, والباطل أيضا واضح مهما زيناه وألبسناه أزهى الأثواب، قال تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً، ودوا ما عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)) آل عمران/118، صدق الله العظيم.
والغبي من يستغبي بالإسلام، والحر تكفيه الإشارة.

















الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين