الاثنين، 17 يونيو 2013



الإنسان يسمو بالإسلام
بقلم: أيمن هشام عزريل

إذا أردتَ أن تكون عزيزاً عليك أن تعلم أولاً أن العزة هي لله وحده، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فلله العِزَّةُ جَمِيعَاً....) سورة فاطر 10، وقال:( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً) سورة النساء 139، وقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) سورة الصافات 180، فجعل الله العزة له وحده، وكذلك في قوله تعالى: (....وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه وَلِلْمُؤْمِنِينَ....) سورة المنافقون 8، فالعزة هنا هي لله سبحانه، فكل من اتصل بالله فهو عزيز لاتصاله به سبحانه، ومن هنا جاءت العزة لرسل الله ولعباده المؤمنين، ونعتز بالإسلام لأنه دين الله تعالى، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإسلام مهما ابتغينا العزةَ بغيره أذلَّنَا الله(، فالعزة من عند الله وقد أعزنا الله بدينه الإسلام، ومن ابتغى العزة بغيره أذله الله.
فبالإسلام يسمو الإنسان بنفسه فلا يعبد إلا الله تعالى ويتحرَّر من العبودية لغيره،
فالعزة تكون بطاعة الله سبحانه والقُرْب منه، والذلة والمهانة بمعصيته والبعد عنه، وأبى الله إلا أن يذل من عصاه، قال الإمام الشافعي: (مَنْ لم تُعِزُّهُ التقوى فلا عِزَّ له).
ولَمَّا فُتِحَتْ مدائنُ قُبْرُسَ، تَنَحَّى أَبُو الدَّرداءِ وجعل يَبكِي، فَأتَاهُ جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبا الدَّرْدَاءِ؟ أَتَبْكِي فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللهُ فِيهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ، وَأَذَلَّ فِيهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ؟ فقال أبو الدرداء: (مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، لهم المُلكُ حَتَّى تركوا أمرَ اللهِ ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى).
والعلو والرفعة هي للمؤمنين بالله سبحانه، قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) سورة آل عمران 139، واللهُ وَلِيُّ المؤمنين، قال تعالى: (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) سورة البقرة 257، وقال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ) سورة محمد 9، والنصر والعاقبة للمؤمنين المتقين، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا....) سورة الحج 38، وقال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) سورة غافر 51.
فالشرف كل الشرف أن تكون عبداً لله تعالى، من أوليائه الذين يعملون الصالحات ويجتنبون المحرَّمات.
















الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com



الغرور والتواضع
بقلم: أيمن هشام عزريل
ليس في استطاعة أي شيء، القضاء على الأخلاق، مثل الغرور .. فإذا تسرب الغرور إلى رأس الإنسان، ماتت الروح الأخلاقية فيه، ولم يعد قادراً، على حمل رسالة الأخلاق الطيبة ... والغرور قد يصل إلى درجة في النفس، تجعل صاحبها منفوخاً ممسوخاً يدعي السلطة على الكون .. والتكبر، على الآخرين، ولم يعرف أو يدرك قيمة نفسه جيداً. 
فالتواضع، هو أساس نمو الأخلاق، فالإسلام حثنا كثيراً على التواضع، ففي تواضعك يرفع الله مقامك، وفي الحديث : من ساء خلقه ضاق رزقه.
 الغرور من أكثر الصفات التي كان يكرهها الرسول صلى الله عليه وسلم .. قال أنس بن مالك رضي الله عنه .. ((خدمت الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما سبني ولا ضربني ولا عبس في وجهي)) .. فلننظر إلى تواضع الرسول، فهذه أخلاق المسلم الصحيحة التي لابد أن نقتدي بها، فما بال الذي يسيء لمن أحسن له، لابد هناك خلل أو مرض نفسي، أو قلة الإيمان .. فالدين غذاء العقل، والأخلاق معروفة، حسب البيئة التي يتكيف بها، والتربية أيضاً لها دور كبير في السلوك، وكذلك العلم، والتفقه بالدين، فالأخلاق طريق النجاح، ومنهاج العمل، فالنبي صلي الله عليه وسلم كان قد بلغ القمة في الأخلاق، والكرم، والشجاعة، والأمانة، والإخلاص، والصدق وغير ذلك، وليس هذا فحسب، وإنما الأخلاق تعني الطريق الأفضل في الحياة، وليس التمرد أو حمل الضغينة للآخرين أو التكبر والغرور، الكرسي الذي يجلس عليه اليوم أو المنصب، غدا يفارقه لغيره،  هكذا الدنيا، فالغرور عدو الأخلاق الوحيد ونهايته الندم والانكسار.....

الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com



النفاق الاجتماعي وأثره على المجتمع
بقلم: أيمن هشام عزريل
النفاق الاجتماعي مرض نفسي يعتري صاحبه، يجعله غير قادر على التعبير بكل صراحة عما في داخله، وهي صفة سيئة للغاية، وهي من الظواهر السلبية المنتشرة والآفات الاجتماعية الخطيرة، التي تتفشى وتتفاقم في مجتمعاتنا، وبالنظر إلى هذا المرض الاجتماعي الخطير، والذي يفتك بقيم المجتمع ومبادئه وحضارته، ويضعف من إنتاجياته، وما يتركه من آثار ضارة، مع الأسف زادت هذه الصفة بشكل واسع جدا، وسادت بكل الحالات، وخاصة الاجتماعية منها، فالمجتمع يجب بنائه على الأمان وعلى الصدق والمحبة، وأسس قوية من الاحترام والثقة والاهتمام به، هذه الظاهرة التي تكاد تكون عالمية، لكنها تنشط في المجتمعات الفقيرة والمتوسطة الثقافة وغالبية سكانها يعانون من البطالة وأمور أخرى، تبين من تجارب الحياة الإنسانية، أن المدرسة التربوية الأولى هي البيت والعائلة، ومن ثم البيئة وما يرافقها من تنوع، فنحن أصبحنا نبيع ما لا نملك من المشاعر المختلفة بشتى الألوان، لنضرب بها عرض الحائط جميع القيم الإنسانية النبيلة، كما أصبحنا نجيد إنفاق السلع الرديئة بالولاء الكاذب والتهنئة المزيفة، لنكفر بالجوهر ونؤمن فقط بالمظهر، نحارب الصدق ونرتبط بالكذب، نجد أن النفاق الاجتماعي الخطير يظهر، في احتفالاتنا ومناسباتنا المختلفة، والتي تعج بتكاليف ضخمه، لتنتشر بالمجتمع بين جاهلهم ومثقفهم، فالغالبية منا يجيد النفاق والمداهنة والتملق.
المأساة هي أننا غارقون في الدجل والرياء والزيف والخداع، ومسح الجوخ والولاء الكاذب والسطحية الفارغة، وتخلينا عن الكثير من قيمنا الإنسانية والدينية النبيلة.
إن النفاق الاجتماعي يتجسد بالدعايات الكبيرة والتهاني الأسبوعية، وشكر الشخصيات الاعتبارية البارزة ذات الشأن والتأثير، عدا عن مظاهر البذخ في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، عملاً بالقول "شوفوني يا ناس".
ما يجري في مجتمعنا هو أمر مؤلم وشيء محزن ومقلق، فقد خدعتنا المظاهر، وشدتنا الفتن، واستبدت بالناس الأنانية، واختفت روح الجماعة، وتلاشت المحبة والمودة الخاصة، وغاب الوفاء، واستشرى حب المال، وبات النفاق أمرا طبيعيا، بينما صار الصدق مرفوضا وعملة نادرة، ومن يسلك طريق الحق ويتبع الصدق نهجا في عمله وتعامله وسلوكه وأفكاره وقيمه ومبادئه هو إنسان غريب وشاذ عن القاعدة وليس من أبناء العصر.
فلا بد من طريقة ووسيلة ناجحة في اجتثاث هذه الكارثة الأخلاقية الاجتماعية من مجتمعاتنا، والتي هبطت بنا إلى مستوى الدرك الأسفل من الأمم الحاضرة، نحن نعيش الآن أسوأ العصور في التاريخ العربي، فنحن الآن ومع الأسف في كل أنحاء العالم بلا استثناء نعاني من التخلف الحضاري.
فأصبحت هذه الظاهرة ملحوظة، وانعكست على المجتمع وأصبحت إحدى سماته الأساسية، نفاق في العلاقات، في التعاملات، في العمل، في التصرفات، في الأخلاق، نفاق إنساني حتى في الحب، في الصداقة، وعلى ارض الواقع هو كذب بكذب، والغاية أصبحت تبرر الوسيلة، نفاق فوق كل حدود المجاملة، وأصبح طبيعيا ومقبولا جدا ومطلوبا، فنشاهد الناس تصلي في المساجد وفي الصفوف الأمامية، ولكن على أرض الواقع نجد المعاملة تختلف تماما، عما تم تأديته من عبادات.
ويبقى السؤال إلى أين سنصل...؟ وإلى متى سنبقي في هذا الآفات...؟.
هنالك قول مأثور يقول (لا خداع كخداع من تأتمنه فيخونك).







الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الجمعة، 14 يونيو 2013



البحث عن السعادة

بقلم: أيمن هشام عزريل

هناك العديد من الأمور النسبية في حياتنا ولكن ربما يكون محور تركيز الإنسان في كل زمان ومكان هو البحث عن السعادة .. لا يستطيع أحد أن يضع لهذه الكلمة ( السعادة ) تعريف موحد يناسب الجميع فكل شخص ينشدها بشكل مختلف ويراها في جوانب تلمسه وليس بالضرورة أن تلمس غيره .. فالواقع أنها إحساس داخلي يشرق على نفسك وروحك وينعكس على ملامح وجهك وتصرفاتك لترى الدنيا أكثر جمالاً، ويزداد حبك لمن حولك وتتضاعف قدرتك على العطاء وفرصك للنجاح .. ترى نفس الأشياء التي كنت تراها من قبل فتجدها مختلفة ومتألقة .. وتتألق معها الابتسامة على وجهك كلحن يعلن انجلاء شجن القلوب وهموم الحياة .. ويسعي الإنسان في حياته لتحقيق هدف جميل وهو رسم السعادة على وجهه وعلى وجوه الآخرين، وطريق السعادة يبدأ من الفرد نفسه ثم ينتقل إلى من حوله حتى يصل إلى شاطئ المجتمع فمفتاح السعادة هو الفرد، إذا ضاع هذا المفتاح ضاعت معه معاني الخير والجمال والحب والبهجة والسرور، وأغلقت الأبواب واسوددت الدنيا في وجوه الناس، فتملكتهم الكآبة وسيطر عليهم الحزن ووقعوا تحت أسر مجموعة من الأمور تتسبب فيها هذه الكآبة، فيفقد الإنسان قدرته على العطاء والبناء والعمل.
ويصبح إنساناً هشاً ضعيفاً لا يستطيع مواجهة الصعاب فتقذفه الرياح أينما شاءت وتقوده إلى الهلاك.
فالسعادة هي المفتاح الذي يفتح هذه الأبواب ويقضي على هذا المرض ويسلح الفرد بسلاح الإرادة والصبر والعطاء، الذي يغرس داخل الفرد هذه القوة، ويزرع فيه الأمل ويرسم علي وجهه البسمة الجميلة التي تهب رياحها الطيبة على من حوله في المجتمع فيحول المكان إلى واحة جميلة مملوءة بالحب والخير والعطاء.    
ولا نستطيع حصر أسباب السعادة فقد تسعد بالمكان وقد تسعد بالمال وقد تسعد بالبنون وقد تسعد بالصحبة وقد تسعد بإثبات ذاتك ونجاحك .. إلا أنني أعود لنقطة أنها تنبع من داخلنا وبإمكاننا التحكم بها إلى حد كبير فأنت عندما تحصل على شيء تريده تشعر بالسعادة ليس لأنك امتلكت كل ما تريده ولكن لأنك في لحظة نسيت بقية الأشياء التي تحتاج إليها .. فالحياة هنا منحتك خيط السعادة لتتبعه وبإمكانك أن تجعله يطول وتغزل من الخيط نسيج بألوان بهيجة .. أو تقطعه وتقتل الفرحة في لحظة بالأفكار السلبية .. وهنا تلعب طبيعة شخصية الإنسان دور كبير ليكون سعيداً أو شقياً، فالبعض لا يعرف القناعة ولا يرضى بما يملك بل يهوى النظر إلي نصف الكوب الفارغ وإن ملأته له يبقى تركيزه على الجزء المتبقي، فلا يروي عطشه أبداً ولا يستمتع بما يملك ويقتل بسخطه كل طموحاته .. والبعض تسيطر عليه الأفكار السلبية والذكريات المؤلمة ليصبح أسيراً لها وينظر للمستقبل بمنظار قاتم لا مساحة فيه لاختراق النور.
فالسعادة أمر نسبي أي بمعني أنها تختلف من شخص لآخر أي ما تراه سبباً لسعادة قد لا يراه الآخرون، ولكن تتصرف بما تظنه يؤدي إلي طريق سعادتك وسعادة الآخرين، فمن غير المنطقي أن يكون الانتقام والغدر فعلاً للبحث عن السعادة، فمن الملاحظ في هذه الأيام عدم وجود سعادة لدى طبقات المجتمع فلا نجد الغني سعيد ولا الفقير سعيد، الفقير سبب تعاسته عدم قدرته على إشباع رغباته بسبب فقره وقلة حيلته أمام متطلبات الحياة وقسوتها، والغني رغم أنه يملك المال ويستطيع تلبية رغباته إلا أنه لا يشعر بالرضي الذي يعطيه احترام الذات والشعور بالسعادة.
 مثال .. عند قيام شخص بشراء منزل جديد يشعر بالسعادة والسرور بمنزله الجديد وبعد فترة من الزمن يصبح المنزل عادي ولا يشعر الإنسان بنفس حجم السعادة التي كان يمتلكها والتي كان يشعر بها عند شرائه المنزل الجديد مما يضطره إلي البحث عن بديل أو عن منزل جديد، فإذا كان يمتلك المال والقدرة على شراء منزل جديد أو تغيير أثاث المنزل أو تغيير الديكور من أجل كسر الروتين والنمطية سيقوم بذلك، مما معناه أن الإنسان مع الوقت يفقد رغبته في الأشياء ويفقد إحساسه بالسعادة بسبب التعود والتكرار.
ما نتفق عليه جميعاً هو أن السعادة غاية وما أراه أنها ليست حدث ولا أشخاص بل هي الإحساس والسر النائم بداخلنا يترقب أن نوقظه بخبر جميل، ويتأمل أن يرشدنا أحد إلي طريقه بالإيمان والقناعة والتفاؤل بهذا .. وبهذا فقط تتغير نظرتنا للحياة ونتمكن من استقبال مؤشرات السعادة واحتضانها بقوة فالعمر لا يحتمل كل هذا الحزن والحياة لا تستحق كل هذا الهم .. وكل يرى السعادة ويشعر بها بشكل مختلف.
"من وجهة نظري السعادة هي الاطمئنان وراحة البال فهنيئاً لمن يحصل على ذلك .. هنيئاً له".       
























الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين


لا...للغضــــــــــب
بقلم: أيمن هشام عزريل
الغضب شعور إنساني طبيعي يصيبنا جميعا، ولا نستطيع أن نمنعه لأن منعه، يقلل من شعور الإنسان بالتنفيس عما بداخله، نتيجة موقف ما أثار حفيظتنا، أو أغاظنا كما نقول بالعامية، وهي حالة من التأثر الجسدي تأتي من ردة فعل سريعة، بإيعازات عصبية صادرة من العقل تؤدي إلى ارتفاع نبضات القلب وضغط الدم، وقد اتفق الخبراء النفسيون في مختلف العالم أن الأساس، ليس منع الشعور بالغضب، وإنما في كيفية التعبير عنه، وقد يكون الغضب الحاصل للشخص هو تبادل ( الكلام )، ليتحول إلى شجار وفقدان القدرة على السيطرة على النفس، ومراقبة تصرفاتها، نتيجة الغضب، ويجب على كل فرد منا أن يعرف ما هي الأسباب الحقيقية وراء الشيء، حتى يتم معالجتها، وبذلك تنتهي المشكلة، حتى لا تسبب المزيد من الأضرار لنا أو للآخرين، ولو على سبيل الأضرار النفسية نتيجة الشعور بالإهانة، ومن الملاحظ أن الغضب يورث الإنسان العداوة والبغضاء والحقد والكراهية، والغاضب يفتح باب الشيطان ليتملكه، وينفذ من خلال غضبه، ما يجعله يتكلم بما لا يسيطر عليه، ويبوح به ليندم عليه، ولو صورنا الإنسان في حالة غضبه، وعرضنا عليه الحالة لشعر وأحس ببشاعة شكله ومنظره، حيث أن الذي يتملكه الغضب، ويسيطــــر على شهواتـــه، سيكون مصيره التعاسة والندم في الدنيا والآخرة، غير أننا لا نريد أن يأخذ الغير فكرة خاطئة عن أخلاقنا وعن بيئتنا الكريمة، والغضب يفقدنا اعز الناس إلينا من الأهل والأقارب والأصدقاء، نتيجة لحظة طيش قد تؤدي بعض الأحيان إلى ( القتل ) بسبب ابسط الأشياء التي تحصل، وخاصة في المناطق الشعبية، للجهل المطبق فيها وعدم وجود الوعي، ولعلاج الغضب هو :-
1- أن يتعوذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم.
2- أن يهدأ نفسه ويتحول من الوضع الذي هو فيه إلى وضع آخر، مثلاً أن يشرب الماء ويأخذ نفسا عميقا.
3- أن يسأل الله الصبر وسعة الصدر.
4- أن يعلم الإنسان أن الغضب ( أفه ) من أفات المجتمع.
لذا آن الأوان أن نقف وقفة مع أنفسنا، ونعرف أن طرق التعبير الصحيحة عن الغضب، هي فن وعلم، قبل أن تكون أسلوب شخصي، فمهما كانت حالتك متأخرة، أو مهما كانت المرحلة العمرية، التي تنتمي إليها فلم يفت الأوان بعد، فالمعرفة لا حدود لها ولاسيما وإن كانت تمس حياتنا الشخصية، وتساعدنا في بلوغ أهدافنا، في التمتع بالعيش بسلام مع من نحب، وهناك الكثير عن الغضب اكتفي بهذا القدر.










الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين


للظلم نهاية

بقلم: أيمن هشام عزريل

مهما طال الليل ليل الظلم وحلكته وسواده إلا وبعده ستسطع فجر الحرية ويبرق نور الشمس والعدل المبين، وهذا ما حدث وتحقق في بعض من الدول العربية في الآونة الأخيرة، نسأل الله العلي القدير لهذه الشعوب التوفيق، فها هي الشعوب الثائرة التي تجرعت - على مدى السنين الماضية - الظلم والذل والهوان قد وصل الأمر بها إلى الانفجار في المظاهرات الشعبية التي خرجت تطالب بحقوقها وحريتها المشروعة، وما كان أحد يتصور في يوم من الأيام أن هذه الأنظمة الطاغية المستبدة التي ظلت تحكم شعوبها سنين طويلة، بالاستبداد والقهر أن تسقط وتتآكل بهذه السرعة – كما رأينا وشاهدنا ما حدث ويحدث في تونس ومصر وقريباً في سوريا بإذن الله تعالى - وبذلك أيقن المتربصون من الغرب الكفرة وأذنابهم المتخاذلون أن الشعوب إذا أرادت العدل والعزة والكرامة فإنه لا شيء سوف يقف أمامها – بإذن الله تعالى – لذا تسابق هؤلاء المتربصون وأذنابهم - كعادتهم – في محاولة التزلف لهذه الشعوب الثائرة بصورة جديدة وطرق متنوعة ومختلفة، والمتابع للأحداث المتسارعة العجيبة على بعض الأراضي العربية يستبشر بتتابع سقوط الأنظمة الظالمة الطاغوتية التي لم تعتبر بغيرها، وهذه النهاية الطبيعية لكل ظالم جبار مهما تجبر وعلا في الأرض، لأن الله – تبارك وتعالى – حرَّم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، ولنا عبرة وعظة في نهاية الظالمين من الأمم والشعوب السابقة الذين أهلكهم الله – سبحانه وتعالى - بقوته وجبروته وعظمته، كيف لا؟ وقد قال - تبارك وتعالى - : ((فكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) سورة العنكبوت 40، وهكذا تكون نهاية الظلمة والطغاة وأعوانهم والراكنين إليهم على مر الأزمان والدهور، ويعجبني كثيراً قول الإمام الحسن البصري - رحمه الله تعالى - : (خصلتان من العبد إذا صلحتا صلح ما سواهما : الركون إلى الظلمة، والطغيان في النعمة قال الله – عز وجل - : (( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)) سورة هود 113، وقال الله – عز وجل - : ((....ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي)) سورة طه 81.
ومن تأمل نهاية الظالمين وما جرى عليهم من العذاب والهلاك – قديماً وحديثاً – يتعجب من هؤلاء الظلمة الطغاة الذين لا يهدأ لهم بال حتى يروا دماء الأبرياء من المؤمنين تنـزف على أيدي زبانيتهم المجرمين ((وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)) سورة البروج 8، ومع كل هذا الظلم والطغيان تجدهم قد أطلقوا لأنفسهم ولأعوانهم العنان، ووقعوا في مستنقعات الشهوات والشبهات والملذات الدنيوية والتي إلي زوال، وتجاوزوا الحدود وانتهكوا المحرمات، وجاهروا بالمعاصي والمنكرات، وداهن لهم علماء السوء علماء السلاطين هذه الأيام في شرعنة أفعال هؤلاء الطواغيت، وما فعلوا ذلك إظهاراً للحق وإنما جرياً وراء حطام هذه الدنيا الفانية ! أين هم من قول سفيان الثوري - رحمه الله تعالى - عندما سأله رجل فقال : (إني أخيط ثياب السلطان، هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال سفيان : بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع لك الإبرة والخيوط).
ولا جرم أن الظلم وخيم العاقبة، شديد النكاية، يمزق أهله كل ممزق،  ويبيدهم شر إبادة، ويخرب الديار، ويجعل أهله إلى دمار، فكم قُصِم به من أمم، وفُرِّقت به من جماعات، وخرب به من حصون، وأفني به من أجيال،  وسقطت به من دول وحكومات وأنظمة وضعية هزلية زائلة، قال - تبارك وتعالى - : ((وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين )) سورة الأنبياء 11، والذين يظلمون الناس بغير حق، ويعذبون العباد، ويظنون أن الملك والسلطة التي في أيديهم والمال الذي في خزائنهم والقوة التي في أجسادهم هي حصون تمنعهم من الله – تبارك وتعالى - ؛ ألا فليعلموا أن بطش الله شديد، وليتذكروا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ : وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)).
 وختاماً ... فمن روائع سيرة الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - أنه سأل رجاء بن حيوة - رحمه الله تعالى - عن حال رعيته مع العمال فقال : (رأيت الظالم مقهوراً، والمظلوم منصوراً، والفقير مبروراً، فقال: الحمد الله الذي وهب لي من العدل ما تطمئن إليه قلوب رعيتي).






























الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الثلاثاء، 11 يونيو 2013



تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

بقلم: أيمن هشام عزريل
هو عنوان رائــع، يجسد حالات الكثير منا حرفيا وشخصيا في حياتنا اليومية الدنيوية، هي حقيقة لا يمكننا التغاضي عنها أو إخفائها بل على العكس تماما علينا تقبلها، هي حقيقة لا يمكننا أن نغفل عنها.
يواجهها معظم الناس تقريبا، لا بل كل الناس، فلا يوجد مخلوق على هذه الأرض، هو راض بحاله تماما، وليس هناك من في هذا الكون بأسره قد حصل على كل ما يتمناه و يشتهيه، فكم من غني حصل على كل ما تمناه من أشياء مادية، يلبس من أفخر أنواع الملابس، يأكل من شتى أنواع المأكولات والمشروبات، ولكن تراه فاقداً للحب، أو فاقداً للاستقرار والطمأنينة، أو فاقداً للراحة والهنــاء، والعيش في حياة عادية.
وكم من فقير، محبٍ للجميــع، الحب يملأ المنزل، رحيم بأبنائه عطوفٍ عليهم، محبٍ للخير دائما، ولكن للأسف لا يستطيع توفير لقمة العيش لهم، وهكذا هو الحــال، فليس هناك امرئ حصل على كل شيء في حياته، ولكن جميعنا يمكننا أن نرضى بحالنا مهما كانت.
كل إنسان في هذه الحياة، لا يستطيع أن يدرك ما يتمناه، قد نكون منذ الصغر نحلم ونحلم، ربما يكون حلمنا يكبر معنا، إلى أن يأتي اليوم، الذي نفتخر بأننا حققنا ذلك الحلم (حلم الطفولة)، ولكن قد نكبر يوما، ونرى أننا عاجزين كل العجز عن تحقيق حلم واحد، من تلك الأحلام، وهنا ندرك بأن الحياة قسمة ونصيب، ولأجل أن نستمر بحياة سعيدة بعيدة عن الحزن واليأس، علينا أن نكتفي بما كتبه الله لنا من هذه الحياة الرائعة.
لو أن كثير من الناس أدرك المعنى والهدف الحقيقي من وراء ذلك العنوان، لقلت حالات الاكتئاب والتشاؤم والأمراض النفسية، التي يعاني منها الكثير من الناس، والتي باتت تعصف بأركان بيوت كثيرة، انتشرت فيها حالات
التفكك الأسري والطلاق وغيرها من المشاكل، بل أصبحت من سمات حاضرنا المرير، ولاتسعت آفاقهم لما هو أهم وأجدى من البكاء على الأطلال، وتذكر أحلام أو أمان، قد تكون الخيرة في عدم تحققها، لأنه لا يطلع على الغيب إلا الله، وهو أدرى بما هو أفضل، وأجدر لنا نحن الضعفاء الذين لا نملك سوى التذمر، والشكوى من ظلم الناس ومرارة الأيام.    

نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب

ولو نطق الزمان لنا هجانا

فلو وقفنا وقفة عند أمنيات شبابنا وفتياتنا، فماذا يا ترى سوف نسمع؟: الصنف الأول، يقول ( أتمنى أن أكون غنية ، أتمنى أن أكون لاعب مميز، أتمنى أن أكون مطربه لامعة، أتمنى أن أكون مذيعة ، ممثلة ، وغيرها كثير )، من تلك الأماني التي تحقر النفس وتذللها، صنف آخر، يتمنى أمنيات طيبة ولكن لا يصل إليها فيسخط ويسب ويلعن، فما أجمل أن نصبغ ما نتمنى بالأمل، و نعطر أحلامنا بفأل حسن، ونتوج أهدافنا بحسن الظن بالله جل وعلا، ساعين في ذلك بالعمل، وصدق التوكل، والأخذ بالأسباب، وبذل الجهد، ونغرس روح الفأل الحسن في نفوس النشء، فينطلقوا في أحلامهم متعبدين لله بحسن ظنهم به، وثقتهم بتيسيره، وخصوصا في المواطن الذي تضعف فيها همته وتذبل فيه حماسته.
إن الإيمان بالله، ثم نظرة الإنسان الإيجابية للحياة، وتفكيره الواقعي، وقناعاته الشخصية هي التي تسهم في تحقيق مبتغاه، لذا علينا في حالة عدم تحقق أحد الأهداف، أن نسعى لتحقيق أهداف أخرى، وان لا نقف عند هدف واحد، إن فشلنا في تحقيقه، كأن الزمن توقف عنده، بل علينا أن نضع هدفا كبيرا، ونقسمه إلى أهداف صغيرة، نسعى لتحقيقها، فإن لم يتحقق أحدها، سعينا لتحقيق الآخر، فالحياة كفاح مستمر، كما يجب أن لا تكون نظرتنا ضيقة، ونتقوقع على أنفسنا، فالفشل في رأيي هو بداية النجاح، إذ علينا أن نتعلم من أخطائنا، وأن لا نرمي تلك الأخطاء على الزمان، أو الحظ أو الناس لنريح أنفسنا من تحمل المسؤولية، في جعل تلك الأشياء، بمثابة شماعة نعلق عليها أخطاءنا، بل إن منتهى القوة أن نعترف بأخطائنا ونستفيد من هذه الأخطاء، لتفادي الوقوع فيها مستقبلا، يجب علينا الصمود كالجبال في وجه الرياح لا يهزها شيء، وأن يكون إيماننا بالله قويا، ولنعلم أن قضاء الله وقدره كائن لا محالة، فالواجب على العبد أن لا يضجر ولا يحزن لعدم تحقيق كل ما يتمناه بل يقول: الخير فيما اختاره الله، فإن حصل المطلوب حمد الله، وإن لم يتحقق المطلوب يحمد الله كذلك ، وليرجوه أن يكون صرفه خيرا له .
يقول عمــر بن عبد العـزيـز -رضى الله عنه-: (إن لي نفسا تواقة، ما تمنت شيئا إلا نالته، تمنت الإمارة فنالتها وتمنت الخلافة فنالتها، وأنا الآن أتوق للجنة وأرجو الله أن أنالها .(








الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين


فضل العمل الدائم عن العمل المنقطع
بقلم: أيمن هشام عزريل
من أهم الأولويات التي ينبغي التركيز عليها في العمل، الاهتمام بالعمل الدائم عن العمل الذي قد يقل وينقطع أحياناً، ولا شك أن ذلك أفضل معنوياً، وأفضل للرقى بالأعمال التي نقوم بها، والناظر في السنة النبوية الشريفة يجد أحاديث تعطى أولوية للعمل الدائم وإن قل على العمل المنقطع.
فحاجة المسلم ماسة إلى معرفة أقرب الطرق الموصلة إلى الجنة، وأحب الأعمال إلى الله، فالأعمال الصالحة كثيرة، والمشاغل كثيرة، والهمم قاصرة، فتجد من الناس من يشعر بتقصيره نحو اتصاله بالله وعبادته له، فإذا ما استيقظ من غفلته ووعى على نفسه أخذ بالأعمال الصالحة الواحدة تزاحم الأخرى، فتجده يسرد الصوم، ويحاول أن يختم القرآن، ويطيل قيام الليل، ويكثر من الذكر، فيملأ الأسبوع الأول من النشاط الإيماني من الأعمال   الصالحة.
بالإضافة إلى الانقلاب المفاجئ في تعامله مع الناس، فتجده واعظا إذا ما عامل الناس تبدو عليه الحرقة على هذا الدين، وغالب وقته منقطعا عن الآخرين بحجة أنه فرّط كثيرا في حق الله، وما يمضي الأســبوع الأول حتى تهبط النسبة، وما يمضي عدة أسابيع على هذا النشاط الذي أخذ ضوءه يخبو يوما تلو يوم حتى تعود النسبة على ما كانت عليه سابقا، هذا إن لم يفقد شيئا جديدا مما كان يفعله قبل.
وفي الحقيقة التي لا ينبغي أن أغفلها، أن هذه الآفة لا تعتري عامة الناس فحسب، بل ولا حتى فقط طلبة العلم، بل كثير من عامة الناس، فأقول لمن كان هذا فعله ما يأتي فجأة يذهب فجأة، وأنا لا أريد في هذا المقال أن أضرب أمثلة تكون بعيدة عن الواقع، أو أن أسرد كثيرا من النظريات الحديثة والتي تتكلم عن تربية الذات، بل سأتكلم عن تجربتي الشخصية في ذلك وأرجو أن توفي بالغرض وأخذت الأيام تمضي والشهور بل والسنين وأنا قليل ما أذكر الله في غير الصلوات، بعيد عن القرآن إلا في رمضان، بل كانت تمضي الشهور، لا أدرك تكبيرة الإحرام فضلا على أن أصلي في الصف الأول ...الخ، وكانت لي نزوات إيمانية لكنها كانت قليلة الفاعلية، فقمت أبحث عن حل لهذا الإشكال ... فصممت أن أترك هذا الأسلوب، وأن أنتهج أسلوب أنجع في علاج هذه الآفة، فبدأت أقرأ صفحة واحدة من كتاب الله في اليوم، وأن أقول سبحان الله وبحمده مئة مرة في اليوم قبل المغيب طمعا في المغفرة، كما جاء في الأثر، ولا أخفيكم كم كنت خجولا من نفسي، وأنا أقرأ صفحة واحدة فقط، وأن تكون بهذا العدد، لكنني مضيت على هذا الطريق، راجيا أن أصل لعدد أكثر، وبرمجت نفسي بأن أزيد كل شهر شيئا قليلا وبسيطا ولا أرهق نفسي، وبعد عدة أشهر تعودت على الصفحة والصفحتين، حتى بلغت خمس صفحات يوميا أقرأها بعد صلاة العصر، وتتابعت الختمة تلو الأخرى، وكذلك ذكر الله صارت سبحان الله وبحمده أمر مسلم به، بل وهناك استغفار كثير والباقيات الصالحات في كل صباح مئة مرة... ما هذا ؟ أنا أفعل هذا !...هل صرت فعلا ممن يذكر الله كثير ويسبحه كثيرا، أما الصلوات فبادئ ذي بدء أخذت على عاتقي أن لا يفوت يوم علي ولا أدرك ولو لصلاة واحدة، واليوم ولله الحمد غالب صلواتي أدركها كاملة، فاستفدت مما خططت لنفسي ووصلت لنتيجة مذهلة، وهي أن العمل الدائم أفضل من العمل المنقطع، عن عائشةَ أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُئِل: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: ((أدوَمُه وإنْ قلَّ))، نسأل الله لنا ولكم الثبات على دينه، والحمد لله رب العالمين.







الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين


كلنا ضد البطالة المقنعة
بقلم: أيمن هشام عزريل
مفهوم البطالة المقنعة من المفاهيم التي أخذت أهمية كبرى في المجتمعات المعاصرة من البحث والتحليل، لذا استحوذ موضوع البطالة المقنعة بشكل رئيسي على اهتمام أصحاب القرارات، تعد البطالة المقنعة من أخطر وأكبر المشاكل التي تهدد استقرار الأمم والدول، وتختلف حدتها من دولة لأخرى، ومن مجتمع لآخر، فالبطالة تشكل السبب الرئيسي لمعظم الأمراض الاجتماعية، وتمثل تهديدا واضحا على الاستقرار السياسي، البطالة المقنعة هي مصطلح يعبر عن مجموعة من العمال الذين يحصلون على أجور أو رواتب دون مقابل من العمل أو الجهد الذي تتطلبها الوظيفة، فالبطالة المقنعة تحدث في كثير من الدول النامية نتيجة تكدس العاملين في الجهاز الحكومي، ما يفوق احتياجات تلك الجهات، وذلك نتيجة التزام الدول بتعيين الخريجين من دون أن يكون هناك احتياج حقيقي لهم، وكذلك تكون البطالة المقنعة أحيانا بشكل صريح، عبئا لأنه لا إنتاجية لهم، فالبطالة المقنعة أيضا سبب من أسباب البطالة الظاهرة وليس العكس، فموارد الأموال العامة التي تنفق من دون إنتاج كان من الممكن الاستفادة منها في توظيف العاطلين في مواقع عمل منتجة يتقوى بها الاقتصاد الوطني، والبطالة المقنعة عادة ما تقتل الكفاءات والمواهب لان أكثر الناس يعملون لكي يعتاشوا، فإذا كانت معيشتهم قد تم حسمها من خلال البطالة المقنعة فسوف يروا عدم أهمية استخدام كفاءاتهم ومواهبهم، وهذا ما نراه في الكثير من الدوائر العامة والحكومية والشركات شبه الحكومية في البلد، حيث الأعداد الكبيرة من الموظفين التي لا تتناسب أعدادهم مع حجم العمل المناط بهم، وفي الواقع أغلبهم لا يقوم بأي عمل محدد، بل إنهم يقضون أغلب الوقت بالحديث مع بعضهم، وإطلاق النكات على هذا وذاك أو على المسئولين .
 البطالة المقنعة تزداد في حالة وجود الفساد الإداري والذي يسيطر بها المفسدون على الدور والأراضي والآليات التابعة للدولة، كذلك استغلال مواقع العمل والأموال العامة واستثمارها لمصالحهم الشخصية.
على سبيل المثال، إذا اشتكى أحد الموظفين، لدى المسئول قلة الأعمال لديه لكي ينقله إلى مكان آخر، يقوم هذا المسئول بالطلب من الموظف المزيد من الأعمال الكتابية والتقارير، التي لا طائل من ورائها، سوى إهدار مزيد من حبر الكمبيوتر والأوراق والوقت، أو يقوم المسئول بإرسال الموظف لدورات تدريبية خاطئة، لا تناسب وضع الموظف، سواء في عمله أو في عمل منتج قد ينتقل إليه مستقبلا.
ومن المقترحات التي ممكن إدراجها للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، هو إنشاء مكاتب جادة للعمل في كل محافظات الوطن، وهناك من له دور في حل هذه المشكلة أيضا، وهم القطاع الخاص، بإتاحة الفرصة للشباب للعمل، وليس الاعتماد على أصحاب الخبرة فقط، حيث إنهم مروا بهذه المرحلة مسبقا، ولم تنشأ خبرتهم هكذا بفعل ساحر، إنما عملوا وأخطأوا، وتجاوزا الخطأ، إلى أن وصلوا إلى هذه المرحلة، إن البلد يحتاج إلى كل الطاقات الشابة، لتغذية المؤسسات بدماء شابة لكن بأشراف أصحاب الخبرات، إن مهمة إدارة المــوارد البشرية والتطوير، وكذلك الجودة في كل وزارة، البحث وراء تلك البطالة المقنعة، وليس التوظيف لأنه ابن فلان وأخ علان.
وعلى الرغم من ذلك كله إلا أنه لا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات على مر السنين من وجود ظاهرة البطالة المقنعة، فالبطالة المقنعة مشكلة قديمة وليست جديدة، لها آثار مدمرة على المجتمع، إلا أن نسبة البطالة المقنعة، تختلف من مجتمع إلى آخر، ولكن بكل الظروف وقوانين العمل، بين القطاع العام والخاص، قد نحد من تفاقم هذه المشكلة وهذه الظاهرة.
وفي النهاية أن البطالة المقنعة تحمل مخاطر فشل الجهات الحكومية، في حلها ما يسبب في المستقبل مشاكل مالية في الرواتب ومشاكل في الإنتاجية وإحباطا للجادين في العمل لتأثير البطالة المقنعة فيهم .
لذلك يجب التسريع في وضع الخطط، للحد من البطالة المقنعة، ضمن خطط الحكومة في التنمية، لأن المتسببين في البطالة المقنعة ليسوا في منأى عن المسئولية.






















الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين