الجمعة، 14 يونيو 2013



البحث عن السعادة

بقلم: أيمن هشام عزريل

هناك العديد من الأمور النسبية في حياتنا ولكن ربما يكون محور تركيز الإنسان في كل زمان ومكان هو البحث عن السعادة .. لا يستطيع أحد أن يضع لهذه الكلمة ( السعادة ) تعريف موحد يناسب الجميع فكل شخص ينشدها بشكل مختلف ويراها في جوانب تلمسه وليس بالضرورة أن تلمس غيره .. فالواقع أنها إحساس داخلي يشرق على نفسك وروحك وينعكس على ملامح وجهك وتصرفاتك لترى الدنيا أكثر جمالاً، ويزداد حبك لمن حولك وتتضاعف قدرتك على العطاء وفرصك للنجاح .. ترى نفس الأشياء التي كنت تراها من قبل فتجدها مختلفة ومتألقة .. وتتألق معها الابتسامة على وجهك كلحن يعلن انجلاء شجن القلوب وهموم الحياة .. ويسعي الإنسان في حياته لتحقيق هدف جميل وهو رسم السعادة على وجهه وعلى وجوه الآخرين، وطريق السعادة يبدأ من الفرد نفسه ثم ينتقل إلى من حوله حتى يصل إلى شاطئ المجتمع فمفتاح السعادة هو الفرد، إذا ضاع هذا المفتاح ضاعت معه معاني الخير والجمال والحب والبهجة والسرور، وأغلقت الأبواب واسوددت الدنيا في وجوه الناس، فتملكتهم الكآبة وسيطر عليهم الحزن ووقعوا تحت أسر مجموعة من الأمور تتسبب فيها هذه الكآبة، فيفقد الإنسان قدرته على العطاء والبناء والعمل.
ويصبح إنساناً هشاً ضعيفاً لا يستطيع مواجهة الصعاب فتقذفه الرياح أينما شاءت وتقوده إلى الهلاك.
فالسعادة هي المفتاح الذي يفتح هذه الأبواب ويقضي على هذا المرض ويسلح الفرد بسلاح الإرادة والصبر والعطاء، الذي يغرس داخل الفرد هذه القوة، ويزرع فيه الأمل ويرسم علي وجهه البسمة الجميلة التي تهب رياحها الطيبة على من حوله في المجتمع فيحول المكان إلى واحة جميلة مملوءة بالحب والخير والعطاء.    
ولا نستطيع حصر أسباب السعادة فقد تسعد بالمكان وقد تسعد بالمال وقد تسعد بالبنون وقد تسعد بالصحبة وقد تسعد بإثبات ذاتك ونجاحك .. إلا أنني أعود لنقطة أنها تنبع من داخلنا وبإمكاننا التحكم بها إلى حد كبير فأنت عندما تحصل على شيء تريده تشعر بالسعادة ليس لأنك امتلكت كل ما تريده ولكن لأنك في لحظة نسيت بقية الأشياء التي تحتاج إليها .. فالحياة هنا منحتك خيط السعادة لتتبعه وبإمكانك أن تجعله يطول وتغزل من الخيط نسيج بألوان بهيجة .. أو تقطعه وتقتل الفرحة في لحظة بالأفكار السلبية .. وهنا تلعب طبيعة شخصية الإنسان دور كبير ليكون سعيداً أو شقياً، فالبعض لا يعرف القناعة ولا يرضى بما يملك بل يهوى النظر إلي نصف الكوب الفارغ وإن ملأته له يبقى تركيزه على الجزء المتبقي، فلا يروي عطشه أبداً ولا يستمتع بما يملك ويقتل بسخطه كل طموحاته .. والبعض تسيطر عليه الأفكار السلبية والذكريات المؤلمة ليصبح أسيراً لها وينظر للمستقبل بمنظار قاتم لا مساحة فيه لاختراق النور.
فالسعادة أمر نسبي أي بمعني أنها تختلف من شخص لآخر أي ما تراه سبباً لسعادة قد لا يراه الآخرون، ولكن تتصرف بما تظنه يؤدي إلي طريق سعادتك وسعادة الآخرين، فمن غير المنطقي أن يكون الانتقام والغدر فعلاً للبحث عن السعادة، فمن الملاحظ في هذه الأيام عدم وجود سعادة لدى طبقات المجتمع فلا نجد الغني سعيد ولا الفقير سعيد، الفقير سبب تعاسته عدم قدرته على إشباع رغباته بسبب فقره وقلة حيلته أمام متطلبات الحياة وقسوتها، والغني رغم أنه يملك المال ويستطيع تلبية رغباته إلا أنه لا يشعر بالرضي الذي يعطيه احترام الذات والشعور بالسعادة.
 مثال .. عند قيام شخص بشراء منزل جديد يشعر بالسعادة والسرور بمنزله الجديد وبعد فترة من الزمن يصبح المنزل عادي ولا يشعر الإنسان بنفس حجم السعادة التي كان يمتلكها والتي كان يشعر بها عند شرائه المنزل الجديد مما يضطره إلي البحث عن بديل أو عن منزل جديد، فإذا كان يمتلك المال والقدرة على شراء منزل جديد أو تغيير أثاث المنزل أو تغيير الديكور من أجل كسر الروتين والنمطية سيقوم بذلك، مما معناه أن الإنسان مع الوقت يفقد رغبته في الأشياء ويفقد إحساسه بالسعادة بسبب التعود والتكرار.
ما نتفق عليه جميعاً هو أن السعادة غاية وما أراه أنها ليست حدث ولا أشخاص بل هي الإحساس والسر النائم بداخلنا يترقب أن نوقظه بخبر جميل، ويتأمل أن يرشدنا أحد إلي طريقه بالإيمان والقناعة والتفاؤل بهذا .. وبهذا فقط تتغير نظرتنا للحياة ونتمكن من استقبال مؤشرات السعادة واحتضانها بقوة فالعمر لا يحتمل كل هذا الحزن والحياة لا تستحق كل هذا الهم .. وكل يرى السعادة ويشعر بها بشكل مختلف.
"من وجهة نظري السعادة هي الاطمئنان وراحة البال فهنيئاً لمن يحصل على ذلك .. هنيئاً له".       
























الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق