الثلاثاء، 4 يونيو 2013



أصحاب العقول الفارغة
بقلم: أيمن هشام عزريل
لكل منا عقل يفكر به، ويقرر به، ويعمل به، ويتعلم به، وينتج منه، فأصحاب العقول الايجابية المليئة تجدهم، دائما متفكرين، ودائما معطائين، ودائما منتجين، لأن العقل هو المحور والموجه للبناء، لتلك الخلافة، فالحضارة تقوم على عقول نيرة راسخة تنطلق من أرضيات صلبة، فالإعلام بكل وسائله أصبح له دور رئيسي، وكبير في التلاعب بالعقول، والتأثير على الشعور والمشاعر، وذلك من خلال اختلاق واستعمال مختلف الحيل الكلامية، ورسم صور كاذبة، وتمرير التلفيقات المختلقة، عن طريق ربطها بجزء بسيط من الحقيقة، ولعل إعلامنا العربي بجميع أنواعه سواء الحكومي منه أو الفضائي، خير مثال على ما يحدثه الإعلام من خلل كبير في التصورات والأحكام، والتي نجدها واضحة جلية من خلال سيل الرسائل الإعلامية الموجهة، والتي تهدف إلى زعزعة استقرار العقلية العربية، لكي تؤمن بالتغيير السلبي، أكبر دليل على ذلك، والمدارة بحرفية تامة تغييب الرأي الحر، وسلب الإرادة الحرة، فخيار المقاومة أصبح إرهابا، وتمسك المرأة المسلمة بعزتها وعفافها وحجابها، أصبح تخلفا، والزج بها في غياهب كل مجهول، أصبح تقدما، مع ذلك صدق بهذه المقولات أصحاب العقول الفارغة.
ولكن العجب الأكبر، والأكثر خطرا، والذي يحز في النفس حقيقة هو الانقياد الأعمى والبليد من قبل أصحاب العقول الفارغة ممن بلغ سن الرشد، ولا زالت روح المراهقة، بكل ما تعنيه هذه الكلمة، تدب في دمه وأوصاله، لهذا الحد تعمل وسائل الإعلام عملها المشين في عقله، وفي مفاهيمه، وفي اعتقاده، حتى تجعله يحسب كل صيحة عليه، أين الثبات أين الشخصية السوية التي تحلل بوعي، وتدرس بروية، وتراجع بدقة، قبل أن تصدر حكما تجاه أي حدث يثار.
ومن تأمل هذا الأمر حق التأمل، وجد أننا أمام عملية خطيرة يراد من خلالها إحداث تغيير معرفي لعقلية المسلم، ولذلك نحن بحاجة ماسة لزرع الثقة بالنفس المسلمة, وتربيتها وتعليمها أكثر مما هي عليه، وإذكاء روح التحدي، وروح المنافسة، والثبات على المواقف التي ترتكز على عقيدة صلبة، وراسخة، لان التغيير الذي تُحدثه هذه الوسائل لم يأت إلا من خلال الضعف الحاصل في تكوين الأفراد، وضعف بنائهم الذاتي المتمثل في عدم تغلغل واستقرار مكونات ثقافتهم في شخوصهم، وهذا الأثر البالغ التي تحدثه هذه الوسائل، نجد انه يؤثر أكثر في المراهقين، ومحدودي الثقافة الأصيلة لمجتمعهم وقيمهم الإسلامية، مما جعلهم أكثر عرضة لمحتوى الرسائل الإعلامية الموجهة، والمخالفة لمنظومة قيم المجتمع الإسلامي، فلذلك يجب على ذوي الرأي في المجتمع مراجعة الذات، والأخذ على أيدي السفهاء من أبنائه، والنصح لهم لكي لا ينحدروا بأمتهم إلى أمور لا تحمد عقباها.
والعقل المسلم من أكثر العقول فهما وإدراكا، وما يستند عليه في فهمه ومعرفته، وهو استقائه من المنهج الإلهي، فهو حر لا يخضع لأي مؤثر خارجي، سوى منهجه الذي ينطلق منه ويستند عليه، فيجب أن نكون ميقنين جيدا، كيفية التعامل مع أصحاب تلك العقول، وهذا العقل إن لم يعمل يتعطل، وان تعطل يضمحل، ومن ثم يتلاشى ويصبح بلا قيمة تذكر، لذا تحتاج عقولنا لتنميه، واستخدام وترويض على التفكير، كي تكون خلاقه ومبتكره، مبدعه مفكره، في كل ما يدور من حولها،
عقولنا خاوية، لأننا وبكل بساطه أهملنا أهم هواية بشريه، آلا وهي التفكير والتأمل، وربما البعض أعفى نفسه من هذا، واختار أن يعيش بأفكار متدنية، باليه مستهلكه، عفي عليها الزمن، ولم تعد تنفع لهذا الزمان، فأهم ما ينشط العقل هي القراءة، وهذه هي التي لم نعد نمارسها ربما بالمطلق، إلا ما ندر من الناس، فالقراءة،هي وحدها كفيله بعمل انفتاح وحرية فكرية، فلتجلسوا وتحاوروا أنفسكم لعلكم ترتقوا بها من جديد، وتصلحوا ما أفسدتموه من أفكار هي كل ما يمثلكم.



الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق