لقد
رحلت عنا
بقلم: أيمن هشام عزريل
الموت هو قدر من أقدار الله عز وجل، هو القدر الوحيد الذي نقف أمامه
بخشوع ورهبه، والذي نؤمن به تمام الإيمان .. ونعلم بوجوده أينما نذهب، والقدر
الوحيد الذي لا نستطيع تغييره بمرور الزمان، لذا أوصيكم
ونفسي بتقوى الله جل جلاله، ففيه السعادة والفلاح والنجاة والفوز بجنة عرضها
السماوات والأرض، لا شك أن حسن الختام والموت على عمل صالح أمنية لكل فرد منا، فهذا هو
حال الدنيا
لا
أحد يبقى، وهذا ما علينا تقبله شئنا أم أبينا .
وأنا انسج
هذه الكلمات أعترف وبصدق، أن
ارتجفت وعيني دمعت، وتسارعت دقات قلبي، تأملت ملامحها وقسمات وجهها، إذ لا مجال
للتعمق لتحليل شعورها وعما يدور في داخلها.
لقد
ذهبت وحيدة هذه المرة، ربما لم يعد لديها الوقت لتأخذنا معها إلى الموت، وربما اعتقدت أن المكان الذي ذهبت إليه
هذه المرة أبعد من طاقتنا على صحبتها، لا تدري إن كانت قد أخذت معها ما يلزمها
كاملا: ثيابها، وكتبها، وفرشاة الأسنان .. لكن أكيد أنها ذهبت مكتملة ببراءتها، لقد ذهبت هذه المرة على طريقتها مع الموت، بلا
شهود ولا جماهير، وإذا كان الموت قد انتظرها ليصير ما تريد، عندما رحلتي أصبح المكان غير المكان والزمان غير الزمان،
تركتي وراءك مساحات شاسعة من الفراغ والذكريات الحزينة والسعيدة على حد سواء، منهم من يرحل
بصمت وبدون أن يودعنا ونودعه، ومنهم من يرحل بكلمات وأهات ودمعات نذرفها حزنا على فقدانهم ووجعا على رحيلهم، ومنهم
رحلوا ولكنهم ما زالوا موجودين في دنيانا رحلوا بأجسادهم فقط، ولكن ما زالت ذكراهم العطرة
تسكن القلوب، فهم نحتوا ذكرى طيبه لهم في دفاتر ذكرياتنا، وزرعوا دروبنا زهرا ووردا وياسمينا لا نزال
نستنشق عبيره ونستمتع
بمنظره
الجميل، فرحيلك ترك ألما وفجوة في حياتنا، لو جاءوا بمن في الأرض جميعا لا
يستطيعون ملئها، ولكن ذلك هو الواقع
.. فقد
رحلت دون عوده،
إلا
أنني
أحسست بعمق الكارثة في رحيلك، بعد ما كنت أرعاها واطمأن عليها في مأكلها ومشربها ومذاكراتها ... بل أنني كنت أقوم
الليل لأطمئن عليها
أثناء نومها وهل هي مغطي جيدا ... أو رأسها علي المخدة من عدمه.
نعم لم أتأكد سوي
اليوم من أن الفراق صعب ... وأصعب ما في الوجود، اعرف أن ما أتحدث عنه الآن لا يهم
احد سواي ... ولكني علي يقين انه شعور كل أب وأخ وأخت وزوجه، تلك كانت مأساتي
اليوم مع الفراق في
ثوبه
الجديد، وفي دموعه، وفي نفس الوقت في حرقته ... لذلك أنا لا ألوم احد ذرف الدمع من اجل عزيز له رحل عنه.
لكن
نستسلم مذعنين لقضاء الله وقدره وعزاءنا أن نلتقي بهم في جنات النعيم بإذن الله.
الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق