صوت الحق
في زمن الباطل
بقلم: أيمن هشام عزريل
هذا
زمن العجب العجاب .... انقلبت
الموازين وطمست الحقائق وأصبح الحلال حراما والحرام حلالا، والسنّة بدعة والبدعة سنّة، ووطننا
العربي كغيره من الأوطان لا يخلو من الفساد، إلا أنه يحظى بدعم كبير من زمرة من المسئولين
المتنفذين في تلك البلاد، ويبقى دور المواطن والإعلام في مواجهة ذلك، لقد استشرى
وللأسف الشديد
الفساد
حتى أصبح حديث الناس، وأصبح لا يكاد يخلو مجلس من الحديث عن استغلال البعض للمال العام، واستغلال السلطة
والنفوذ وضياع
مصالح
الناس، وسوء تنفيذ المشاريع بل وحتى غيابها في أحيان كثيرة، وعدم حصول الناس على مصالحهم إلا
بطرق غير مشروعة، حتى بات لدى الناس القناعة التامة، أنه لا بد من أن تدفع حتى
تستطيع إنهاء معاملتك بيسر وسهولة، بل وحتى تستطيع أن تحصل على حقوقك المشروعة، وأصبح معروفا للجميع
أنه إذا أردت أن
تنجز
في ساعة ما يتطلب إنجازه شهرا فما عليك سوى أن تدفع، وإذا دفعت فإن الحق يصبح باطلا،
والباطل يصبح حقا، والنظامي يصبح غير نظامي والعكس صحيح.
العالم المتقدم يطور أنظمته وآلياته بشكل يجعلها
قادرة على مطاردة المفسدين
ومعاقبتهم،
وبالتالي الحد من الفساد إلا عندنا، فإن النظام يحمي المفسدين بتفاوت تفسيراته
والدخول من ثغراته، وأحيانا جهل الناس بالنظام وآلياته وإجراءاته.
لا يمكن محاربة الفساد دون أن يعمق لدى الفرد
الشعور بالانتماء
والولاء
للوطن، والانتماء والولاء للوطن لا يمكن أن يكرس ويغرس إلا عندما يعرف الفرد واجباته
ويمارسها على أرض الواقع، ويحصل على حقوقه كاملة ويرى أن الدولة تحميها، ولا يمكن
محاربة الفساد إلا إذا عرف المواطن القوانين والأنظمة الرادعة للفساد وبكل أشكاله،
ولا يمكن محاربة الفساد إلا إذا كان هناك تكريس للشفافية واحترام للنظام واحترام لحقوق الآخرين،
ولا يمكن محاربة
الفساد دون وجود أساليب واضحة ومعلنة بطرق الإبلاغ عن الفساد وتوافر حماية
للمبلغين من السلطة القائمة، ولا يمكن محاربة الفساد إلا عندما يكون الجميع دون
استثناء تحت طائلة القانون، ولا يمكن محاربة الفساد دون مساحة كافية للسلطة
الرابعة-الإعلام- للقيام بدورها في كشف خبايا الفساد وفضح المفسدين، ولا يمكن محاربة الفساد دون الفصل بين السلطات في
الدولة وتعزيز
دور
القضاء واستقلاليته.
الغريب ... (عذرا لم يعد هناك شيئا غريبا ), يزاود هؤلاء
المارقون ... (عذرا مرة أخرى) ... أصبح هؤلاء هم المخلصون والأكثر
ولاءً, يزاودون في الانتماء للوطن والخوف عليه, وهم في الحقيقة السوس الذي ينخر نسيجه,
همهم المنافع الشخصية, والتلون بما يخدم مصالحهم، والظهور
بدعوى الولاء والانتماء للوطن، والذي أصبح للأسف مطية لأمثال هؤلاء، حتى اتسعت
قاعدتهم نتيجة إقصاء الخيرين، الذين لا يقبلون بالباطل ولا يهادنون في قول الحق،
وهؤلاء المخلصون يتعارضون مع مصالح المتنفعين والمتنفذين لأنهم يهددون مصالحهم .
لذا أصبحت القاعدة، إذا أردت الوصول لأعلى المراتب،
فعليك أن تحتذي حذو هؤلاء المدلسين والمطأطئين, والذين يتبنون شعار (النفاق
والمداهنة والانقياد والرياء هي مفاتيح النجاح)، رغم كل ذلك فالحق اقوى,
وهؤلاء المزيفون خائنون لضمائرهم أولا ولمجتمعهم بعد ذلك, وهم في نظر الآخرين ثلة
مكشوفة مموهة لا تحظى بالتقدير .
فأين
إذن الصوت الوطني الحر؟ وهل أن الشعب العربي من الغباء حتى لا يستطيع التمييز بين الناقة والجمل!؟ وهل نحن
فعلا خير امة أخرجت للناس؟ ناهيك عن الفتاوى الأخرى التي تضحك وتبكي في نفس الوقت لما وصلنا إليه
من مهانة في
ديننا
وقيمنا وأخلاقنا، حتى أصبح الحق باطلاً والباطل حقاً.
فلننأى بأنفسنا بعيدا عن هؤلاء، فهم متجذرون في كل
مكان, ولنعمل على صدهم وتحجيمهم من خلال كشف أوراقهم للآخرين ودحض أفكارهم,
والعمل على تعظيم أفكار وطروحات الخيرين الصادقين في انتمائهم
لدينهم وأمتهم, وان يكون هؤلاء هم المرجعيات الحقيقة بعيدا عن الذين
صنعهم المال أو المركز، والذي هو في نهاية المطاف شغلهم وهمهم الشاغل.
فالحق أبلج واضح وضوح الشمس, والباطل أيضا واضح مهما زيناه وألبسناه أزهى
الأثواب، قال تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة
من دونكم لا يألونكم خبالاً، ودوا ما عنتم، قد بدت البغضاء من
أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)) آل عمران/118،
صدق الله العظيم.
والغبي من يستغبي بالإسلام، والحر تكفيه الإشارة.
والغبي من يستغبي بالإسلام، والحر تكفيه الإشارة.
الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق