الأحد، 7 يوليو 2013

المحسوبية



المحسوبية
بقلم: أيمن هشام عزريل

الحديث عن ظاهرة "الاضطهاد الوظيفي" أو المعروف بالمحسوبية أو الواسطة،  هو حديث طويل، واختلفت وتباينت وتضاربت الآراء ووجهات النظر عن هذه الظاهرة أو الداء المنتشر في مجتمعاتنا العربية وأن كانت تزيد في بعض الدول عن غيرها، فهي ظاهرة مستشرية في مجتمعنا بشكل جلي وواضح، الجميع ينظر إليه على أنه أمر سلبي يعيق تقدم المجتمع ويظلم الناس،  إلا أنه عندما يرغب أي شخص في الحصول على أمر معين، يبحث عن شخص يستطيع التدخل لانجازه لدى مسؤول، الواسطة والمحسوبية التي تعرف بفيتامين (واو(، هما كلمتان تشكلان خطرا من اخطر أنواع الفساد الإداري، لأنها تعني محاباة شخص أو جهة لشخص أخر أو جهة أخرى ووضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، وأصبحت وسيله لهضم حقوق الآلاف من البشر، الذي يحز  في نفس الموظف، وبالأخص الذي يحمل من الكفاءات العلمية، فضلاً عن سنوات خدمته، أن تفاجئه بترشيح موظف لا يزال يعمل بعقد ولا تتعدى سنوات خدمته السنة أو السنتين، معتمدة تلك الترشيحات على مبدأ وسياق عملاً مبني على "المحسوبية"، في حين لدينا كم هائل من الأكفاء المبدعين ولكافة الاختصاصات والمجالات، وما وراء الكواليس يعملون بصمت.
هناك كثير من الآهات والآلام للموظفين، عن تهميش دورهم دور الموظف المخلص، وعدم اكتراث المسؤولين في تلك الدوائر عن تقييم جهود المتميزين والمثابرين في العمل  الوظيفي.
هذا المشهد واحد من المشاهد الموجودة في واقعنا ومجتمعنا الذي نعيش فيه، في يومنا هذا، إذاً أين مبدأ " العدالة "؟ وأين مبدأ "العقاب والثواب"!؟، وكيف نعالج موضع الفساد لتلك الظاهرة !؟
فلا بد أن نوجه رسالتنا إلى المواطنين والسادة المسؤولين وأصحاب القرار، وتذكيرهم بقول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم،" كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، إذاً هنا يأتي "مفهوم ثقافة النزاهة والشفافية"، حتى لا نكون كمن يعيش في بلد تموت فيه المواهب، ويتعذر على الفرد أن يمارس هواياته فيها كما يشاء، لكي نستطيع إشاعتها لدى شرائح مجتمعنا، إن حاجات الإنسان لا تنحصر في المأكل والمشرب والمأوى فحسب، الذي يحدث في بلدي يذبح طموحاتي، فلا بد من إقامة ورش تتحدث عن تلك الثقافة، وهذا يأتي بتعاون حقيقي ما بين هيئة النزاهة مع المواطنين، والدوائر ومنظمات المجتمع المدني .
وأخيراً للإعلام دوراً أساسي ومهم في محاربة الاضطهاد الوظيفي، كأحد أنواع العنف الممارس بحق الموظفين والمواطنين، وليكن شعارنا الحقيقي التقويم والإصلاح لبناء وطن خالي من الواسطة والمحسوبية، إن المحسوبية هي الفساد لا يقل عن الإرهاب خطورة على المجتمع  والدولة، حتى يأتي اليوم التي تختفي فيه هذه الجرثومة المنتشرة، لنعتمد على الكفاءات والقدرات والإمكانيات المتاحة، وقول الحق وأنصاف المظلوم، ولنكن مع الله ولا نبالي.  








الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق