الأحد، 7 يوليو 2013

القيادة...الحقيقية والوهمية



القيادة...الحقيقية والوهمية
بقلم: أيمن هشام عزريل
القيادة بداهة حقيقة، تشمل جميع الموجودات على وجه الخليقة، وهي بالتالي حقيقة وجودية على ألأرض، ونود أن نسلط بعض من الضوء على القيادة، بما يخص الوجود ألإنساني، فان حقيقة الوجود الإنساني، تقول يجب أن يكون هناك قائداً يقود هذه المجموعة، أو تلك، والقيادة تأخذ أشكال وعناوين متعددة، فمنها القيادة السياسية، ومنها القيادة الدينية، ومنها القيادة الاجتماعية، وغيرها من القيادات.
والقائد في المجموعة في أي مجموعة، عليه رسم خطة العمل الواجب تطبيقها لبلوغ الأهداف، بأقصر مدة ممكنة، وبأقل الخسائر، في حالة أستوجب بلوغ الهدف خسائر، يجب أن تستهلك بالطريق للوصول إلى الهدف، ونود أن نركز في هذه السطور على القيادة السياسية.
وعندما نقول.. قيادة سياسية.. يعني القيادة التي تعني بالحالة السياسية في أي بلد، بوصفها رأس الهرم السياسي أو القيادة السياسية في داخل البلد، ولكنها تعني بالحزب أو التجمع أو التكتل السياسي، الذي يأخذ على عاتقه العمل السياسي، ضمن منظومة سياسية تترابط كل مفاصلها لإيجاد العمل المطلوب، الذي يبتغي أهداف سياسية محددة، ولكن حقيقة التشخيص للناقد الثقافي السياسي، تضعنا أمام شكلين من القيادة، قيادة حقيقة وقيادة وهم.
فأما القيادة الحقيقية، هي القيادة التي تمتلك فكرا قياديا متقدماً، يستطيع هذا الفكر أن يتعامل مع الحالة السياسية تعاملا دقيقاً، على أساس الواقعية المطروحة الواجب التعامل معها، بطريقة تفكير تبتعد عن النمطية، وترتكز على الابتداع للوسائل بفكر يبتعد من الحالة النظرية، ويندمج مع الحالة العملية في الطرح والتطبيق ..بفكر يمتلك القابلية في القراءة السياسية الشمولية ذات ألأبعاد المتعددة، ومعها التحليل السياسي المنطقي للأحداث، والوقائع السياسية، ومن ثم المعالجة السياسية عندما تحتاج الحالة السياسية في بعض مفاصلها إلى معالجة، وفوق كل هذا وذاك، اختزال الفكر السياسي للقيادة، لموضوع الحدس السياسي، والذي يعتبر من أهم مرتكزات القائد السياسي ذو الحنكة والتدبير السياسي المطلوب.. ومع هذا كله على القيادة الحقيقة، أن يكون لها القوة الذاتية الجاذبة، من خلالها يتم جذب الجماهير الجذب المطلوب، والتأثير فيهم حتى يتم توجيه الجماهير الوجهة الصحيحة المتوافقة، مع الرسم الاستراتيجي للقيادة، لبلوغ الأهداف المراد بلوغها على الدوام، ومع انعدام الحالة التأثيرية في الجماهير، من قبل القائد الفاقد للتأثير، ستكون بالتالي هنالك انعكاسات سلبية، بين القائد والجماهير التي تؤمن به.
هذا على مستوى القيادة الحقيقية، أما المشكلة كل المشكلة، عندما تؤمن الجماهير بقيادة، هي في الحقيقة لا تمثل قيادة حقيقية، بالمقاييس والمعايير القيادية، قيادة وهمية صورية، لا توجد أي نتاج حقيقي في الوسط الجماهيري، الذي يؤمن بها، وبالتالي يكون حراك جمهور هذه القيادة، دائراً بحلقة مفرغة، يفتقر إلى الحالة التصاعدية والارتقائية، وتكون المسألة بمثابة  ملء فراغ لا أكثر ولا أقل، وأن مثل هذه القيادة، لم تجيء إلى حيز القيادة، إلا من خلال انتخاب جماهيري مخدوع..هذا الانتخاب من قبل الجماهير كان في الواقع خاضع لمؤثرات، كأن يكون هذا القائد قد خلف قائداً حقيقيا سبقه لقيادة الجماهير، أو يكون هذا القائد  الصوري ينتمي إلى عائلة القائد الذي خلفه، وبالتالي تكون المسألة مشابهة لأرث موروث، قد جاءت إلى هذا القائد على طبق من ذهب من دون أي عناء أو أي تعب، أو لربما يكون لهذا القائد الوهمي آلة إعلامية، لها القابلية في التأثير على الجماهير.
وهذه الحقيقة التي استشرت في واقعنا القيادي في الدائرة العربية المغلوب على أمرها على الدوام، والتي لم ينعكس منها سوى التأخر والضعف على كل المستويات، وعلى كافة الصعد، من خلال قيادات صورية وهمية ليس لها القابلية القيادية التي توجد للمجتمع العربي، الكيفية والحيثية المطلوبة للانطلاق في عملية البناء الإنساني المرموق، الذي تصبوا له الفطرة البشرية بطبيعتها التكوينية.
ومن خلال القيادة الصورية، وجدنا أن أمتنا العربية تعاني الهزات السياسية، وحالة اللا استقرار السياسي، وبالتالي اشترار المشاكل السياسية، المشكلة تلو المشكلة، فأصبح الجمهور العربي يستهلك الكثير من الوقت، ومعه الكثير من الخسائر المادية والبشرية المروعة من دون بلوغ الهدف، الذي يشار له بالبنان، والأصعب من ذلك، سماح هذه القيادة إلى التدخل من قبل قوى خارجية عليها الكثير من العلامات والمؤشرات السلبية، سمحت بتقرير الشأن السياسي ضمن المقاييس والمعايير التي تتبناها هذه القوى في الكثير من البلدان العربية.
فمتى تكون القيادة في الدائرة العربية قيادة حقيقية، تحصن الحالة الداخلية العربية من أي تدخل خارجي، وذلك من خلال طرح قيادي واقعي، يحترم الواقع المعاش، طرح يحترم ويقدس التطلعات العربية، دون استثناء .. من خلال قيادة ترسم الطريق المحدد الملامح، لبلوغ كل ألأهداف المرجوة  .. من خلال قيادة تمثل قيادة الأمل، متسمة بقوة جاذبة تجذب الجماهير لها الجذب الذاتي، من دون خداع، من دون عصى ضاربة، من دون  سياط تسلط على أبناء الأمة، من دون استخدام المؤثرات المشينة، التي باتت تمثل صفة لصيقة لكثير من القيادات العربية.
وما يسعنا إلا أن نقول كما قال الشاعر ..إلى متى وحتى متى يبقى التخاذل؟.      





الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق