الأحد، 7 يوليو 2013

احترام الذات



احترام الذات
بقلم: أيمن هشام عزريل
من أهم المبادئ والمفاهيم التي يحتاجها الإنسان في عمره، وجميع حياته، هو الاحترام المتبادل، فهو الإطار العام في الحياة، بالدرجة الأولى، من خلال التعاطي مع الآخرين في المجتمع، لقد أكدت جميع الأديان على احترام الذات، و بالذات الدين الإسلامي الحنيف، ضمن آيات وأحاديث تحث الإنسان أن يرتقي بالتعامل مع الآخرين، و يبقى محافظ على إنسانيته و إنسانية الآخرين.
و لكن يوجد من يطبق مبدأ الاحترام ليس من اجل المبدأ، وإنما لعلاقة تبادلية غير مبنية على أسس، الهدف المنفعة، و هذا مما جعلني أتساءل في نفسي هذا السؤال، هل يتم احترام المقابل قبل معرفته أم بعد معرفته؟
توجد نظريتين من وجهة نظري المتواضعة ضمن هذا المفهوم، وهما الأكثر شيوعا و استخداما في المجتمع، النظرية الأولى، التي تؤمن أن كل إنسان يستحق الاحترام إلى أن يثبت عكس ذلك، أي أن الشخص لا يحتاج أن يكون معروفا من قبل الآخرين لكي يحترم و يقدر على أساس معرفتهم به و إنما هو يستحق الاحترام لأنه إنسان مثل الآخرين، (أي لم يثبت انه لا يستحق الاحترام).
أما بالنسبة للنظرية الثانية، فهي تؤمن بالعكس تماما، أي أن الفرد لا يستحق الاحترام إلى أن يثبت عكس ذلك، فنجد الكثيرين ممن لا يحترمون الآخرين، لأنهم مجهولين بالنسبة لهم، ويعتمدون الاحترام والتقدير فقط للأفراد الذين اثبتوا جدارتهم، بحصولهم على هذا الحق الإنساني، لاحظ أن هذه النظرية مبنية على مبدأ سوء النية، أي أن الشخص يبني على أن المقابل (المجهول) غير جدير بالاحترام، وعندما يثبت عكس ذلك سيحصل علية، أما بالنسبة للنظرية الأولى فهي مبنية على حسن النية، أي أن الشخص يبني على أن المقابل (المجهول) يستحق الاحترام و في حالة إثبات العكس يسلب منه هذا الحق.
إن فكرة ربط الاحترام فقط للأفراد الذين هم معلومين من قبلنا، أو مع الشخصيات التي لها حضور اجتماعي (معروفة أو بارزة)، هي فكرة خاطئة، تعبر عن قلة الخبرة بالتعامل مع الآخرين، فكثير منا ما يستخدم المثل القائل (الذي لا يعرفك يجهلك)، وهذا معناه بأن الشخص لم يعرف قيمة المقابل إلا بعد أن يتعرف على قيمته و مكانته.
 إن أسلوب التعالي بالتعامل و تجاهل الآخرين، لا يعبر عن المكانة الرفيعة للشخص و إنما يبين أن هذا السلوك هي نتيجة لوجود الشخص في مكان اكبر من حجمه، في السابق كانت الشخصيات تبرز في المجتمع، نتيجة عملها في مجال معين، مثل  العمل العلمي أو الإداري أو الديني أو السياسي، أي إنجازات الشخص و اجتهاده في مجاله، الذي جعله يصبح ذو مكانة اجتماعية معروفة، أما الآن فالحالة أصبحت معكوسة، لان اغلب الشخصيات البارزة الآن هي نتيجة عملها من اجل إبراز نفسها، وليس من اجل عنوانها الذي تُعرف به.
إن فكرة العمل من اجل البروز بالمجتمع، واخذ مكانه خاصة (مختلفة عن البقية)، هي نتيجة احد السببين، إما بسبب نقص بالشخصية الذي يجعل الإنسان يشعر أن مكانه و حجمه الطبيعي في المجتمع اقل من الآخرين أو بسبب الأطماع الشخصية، أي من اجل أن يستغل الإنسان المكانة أو المنصب الذي يريد أن يصل إليه، و إن يدل هذا على شيء فيدل على أن المظاهر لازالت تلعب دور مهم في المجتمع، وخصوصا لدى الشخصيات الاجتماعية، التي تعتقد نفسها مميزة عن عامة الناس، وأن من يملك ثروة أو مركز وظيفي يستحق الاحترام من اجلها.
وبالتالي أصبح لدينا علاقة طردية، ما بين الاحترام و الحضور الاجتماعي، ضمن نسيج أو ثقافة المجتمع، التي هي أشبه بمغناطيس كبير، تجذب أفراد المجتمع من خلال الضغط الاجتماعي، الغير مباشر على الفرد في مجتمعه، كمثال المظاهر في أيامنا هذه، من يرتدي بذلة أنيقة وساعة يدوية غالية الثمن، يلفت الانتباه أكثر من الشخص الذي يرتدي ملابس عادية بسيطة، كذلك مثال، هناك بعض العوائل يعود نسبها إلى عشائر أو انساب عريقة ومعروفة، تعتبر نفسها مميزة وأفضل من غيرها، يجعلها تعتقد أنها أفضل من الآخرين.
فكم منا تقرب إلى هذه الشخصيات الجميلة، واكتشف أنها ليست جميلة، فهي شخصيات شمعية، وهي شخصيات تذوب وتنكشف كلما تقربت منها، وترى حقيقتها من الداخل و ليس صورتها من الخارج.
























الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق