الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

سوريا والسيناريو الغربي



سوريا والسيناريو الغربي
بقلم: أيمن هشام عزريل
إن السوريين ألهموا من الثورات العربية الأخرى التي حدثت في كل من تونس ومصر، إلا أن السيناريو في سوريا لم يكن مماثلاً لما سبقه، في بعض الدول العربية.
حيث أن السوريين، يدفعون دمهم يومياً ثمناً لهذه الحرية، فلقد فقد الآلاف حياتهم والألوف مازالوا قيد الاعتقال والتعذيب، كما اجبر غيرهم على الهروب من البلاد أو الاختفاء فيه بشكل سري.
هاهم المواطنون السوريون منذ عامين ونصف، انتفضوا ضد عقود من مصادرة حكم الأسد لحقوقهم الأساسية، ليطالبوا بالحرية لإسقاط النظام، بعدما تعرضت هذه المظاهرات إلي أقصى أشكال القمع الدامي، من اعتقالات وقتل وتعذيب وقصف لمدن وقرى بأكملها.
حتى بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل في شؤون البلاد كعادتها، والتلويح بشن هجمات على المواقع العسكرية السورية وتحديد الأهداف، مع أن أوباما لا يحظى بدعم أغلبية الكونغرس الأميركي في شن هجوم عسكري على سوريا.
حتى بدأ النظام السوري بعمليات الإخلاء لبعض المقرات الأمنية والدوائر الرسمية والمواقع العسكرية المهمة، وأمريكا على علم بذلك بحكم امتلاكها للتقنيات المتطورة، التي تسمح لها بمراقبة كل ما يجري حول العالم .
في ضوء ما سبق، من الممكن أن تلجأ واشنطن إلى سياسة الكيل بمكيالين، وضرب عصفورين بحجر واحد، عند استهدافها للمواقع العسكرية السورية القريبة من المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وخصوصاً إذا علمنا أن بعض كتائب الجيش السوري الحر، سوف تتقدم بعد سقوط عدة صواريخ على المواقع العسكرية، لاستثمار حالة الفوضى وبهدف الاستيلاء على الأسلحة والذخائر المخزنة داخل المستودعات الموجودة ضمن تلك المواقع، ومع رصد تقدم الثوار من قبل أجهزة المراقبة الأمريكية، تُعطى الأوامر بشن هجمات صاروخية على المواقع ذاتها بحجة عدم تنسيق تلك الكتائب، التي دخلت هذه المواقع مع غرفة العمليات الأمريكية المسئولة عن توجيه الضربات.
ربما كان السيناريو السابق مخرجاً  لأوباما من ورطته وبحثه عن حلول مناسبة ترضي جميع الأطراف، وبما أن الضربات الأمريكية لا تخدم مصالح معينة في المنطقة، إلا إذا كانت محدودة ومسببة للفوضى، فقد تلجأ الإدارة الأمريكية لسيناريوهات أخرى .
من هنا وفي ظل مناورة الأوربيين، ومراوغة الأمريكيين، وتمسك الروس بنظام
الأسد، وعجز العرب عن إيجاد مخرج للأزمة السورية المستمرة منذ
أشهر عديدة، فإن جميع السيناريوهات القادمة ستكون مفصلةً على مقاسات المصالح في المنطقة.
لقد ساعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، كل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة العربية، ودعمتها بكل ما أوتيت من قوة في تحقيق مصالحها والحفاظ عليها، وعندما حدث وبدأت بوادر التحولات التاريخية في المنطقة، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، من القفز على تلك التحولات، والإصرار على إبقاء مناطق النفوذ والتأثير، فواشنطن والعواصم الأوروبية لديها البدائل الجاهزة.
لكن ما يحاك ويصار في سورية هو الاتفاق على رسم خريطة سورية جديدة ما بعد عهدي حافظ وبشار الأسد!
لكن حجم الوحشية الذي يتعرض له الشعب السوري،  كان يفوق طاقة البشر على الاحتمال، ولا يزال.



الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق