كيف تستعيد الأمة مجدها المفقود؟
بقلم: أيمن هشام عزريل
اسأل وأتســـاءل وأبحـــث كثيراً, مع ملايين مثلي من أبناء هذه
الأمة العربية عــن أسباب الضعف والمهانة والتخلف، الذي وصلنا إليه، ونحن خير أمة
أخرجت للناس.
واأسفاه على أمة العرب
على الحال الذي وصلنا إليه، واأسفاه على أمة ترقص طربا على استفتاء يجري بإرادتهم
ليتنازلوا طوعا عن جزء عزيز من بلادهم لمن لن يرحمهم, واأسفاه على أمة لم تعد تميز
بين عدوها وصديقها ولم تعد تعرف ما ينفعها وما يضرها.
وقد ترسخت لدى كثير من الناس قناعات, أن الاستعمار الغربي للوطن
العربي متبـــــوعا بتقسيمــــات سايكس بيكو، إقــــامة أنظمة عربية مستبـــدة، ساهمت
هذه الأنظمة في تشـــرذم هذه الأمة وضعفها وتخلفهـــا، وأن نهضة هذه الأمة واستعادتها
لمكانتها الحضارية بين الأمــــم، مــــرهونة بكلمتين سحــــريتين همــا ( الحرية
والديمقراطية).
نحن في هذا الزمان نعيش أزمة أخلاقية حقيقية, لا يتجاهلها إلا
غـافل أو جاهل, ولا يستهان بها إلا من هان عليه دينه ونفسه وأمته، علينا جميعا أن
نبذل أقصى الجهود, حتى تستعيد هذه الأمة أخلاقها, وحتى تسترد مكــــانتها الحضارية
بين الأمم, وحتى لا تبقى غثاء كغثاء السيل, أو كالأيتام على مأدبة اللئام.
ولن يكون لأي أمة حضارة وعزة بدون العلم، لأن الجهل والذل توأمان وجهان لعملة واحدة، ومترافقان ما
ترافق الليل والنهار.
فلو نظرنا إلى حالنا ( الدول العربية ) لوجدنا، أن البعض من أصحاب القرار يدعون القوات الأمريكية والغربية إلي احتلال
بلاد المسلمين، لأن ما يحدث اليوم في بلادنا العربية ما هو إلا من أجل كرسي الحكم
والسلطة وقد بات شغلهم الشاغل.
إن كثيراً من هذه الدعوات – للأسف- تنظر إلى الأمور بمنظار ضيق،
وتقيس الأشياء بمقياس مادي بحت، فهي تدعو إلى النهوض في مجال الصناعة والزراعة والعمران
وبناء الأبدان، وتغفل ما وراء ذلك مما لا غنى عنه للإنسان.
لذا، فعندما ندعو إلى نهضة الأمة، فإننا لا ندعو إلى ما قد
يتردد في الأذهان مما تتناقله الصحف ووسائل الإعلام، لكننا ندعو إلى النهضة
الحقيقية الشاملة، نهضة تبني الحياة لتعيد
الأمجاد لهذه الأمة، كالذي كان يوم نظر الخليفة هارون الرشيد رحمه الله لسحابة
وقال: أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك، لأنها إما أن تمطر في بلاد المسلمين أو في
بلاد تدفع الجزية للمسلمين.
أؤكد أن الأمل مقترن
بالعمل، فكفى أملا محلقاً لا يجدي شيئاً في واقع الناس، وكفى دغدغة للعواطف، أن
العمل هنا مسؤولية مشتركة، للعالم، والداعية، والإداري، والسياسي، والمربي،
والموجه، والمرأة في بيتها، والطبيب في عيادته.
ولمواجهة الأخطار التي
تحيط بالأمة من الداخل والخارج، يجب أن تجتمع الأمة بأسرها على كلمة واحدة، لتتوحد
الصفوف، حتى تستطيع درء جحافل الأعداء، لأننا نعيش في عالم لا مكان فيه إلا
للأقوياء.
فهذه كلمات في الأمل
وأهميتها في حياة الأمة المتطلعة لمستقبل مشرق،
حتى تستطيع الأمة إعادة مجدها من جديد.
الاسم:
أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق