سوريا وتداعيات
الحرب
بقلم: أيمن هشام عزريل
إن
الحرب على سورية ستشعل المنطقة، وستكون أمريكا والغرب أكثر المتضررين منها، وأي
تدخل عسكري في سورية، سيكون له تأثير سلبي على الوضع، سواء الأمني أو الاقتصادي في
المنطقة.
لذا تسعى كثير من الدول إلى حل سلمي للازمة السورية،
وأعتبر أن التصعيد الغربي، والحديث عن توجيه ضربة عسكرية، هي نتيجة فشل المشروع
الغربي، الذي كان يهدف إلى تدمير سورية، وإخراجها من تحالفها، محذرين من تبعات مثل
هذه الضربة على استقرار أمن المنطقة، باعتبار أن المنطقة إذا ما دخلت في حرب جديدة
ستؤثر على صادراته بشكل كبير.
"إن الضجة الإعلامية
الواسعة، باحتمال شن عدوان على سورية هي حرب نفسية وحماقة تدل على عجز وضعف أمريكا".
في
السياق ذاته، "إن الأميركيين
واهمون إذا اعتقدوا أن التدخل العسكري سيكون محصورا داخل الحدود السورية، لأنه
سيتسبب بردود فعل تتجاوز هذا البلد".
إن
شن الجيش الأمريكي هجمات صاروخية على سورية، يهدد بإشعال حريق هائل سيضاعف بلا شك
من معاناة الشعب السوري، ومن المحتمل جدا أن يتوسع هذا الحريق إلى لبنان وربما
أبعد من ذلك.
إن تطورات الأزمة السورية المتلاحقة، وضعت المنطقة على حافة
الهاوية، لأنه لن يكون باستطاعة أحد التحكم بمسار النار إذا ما اشتعلت، لذلك من الضروري
الإسراع في تشكيل حكومة شراكة حقيقية لا تستثني أحداً.
الولايات المتحدة دخلت في طريق "اللاعودة" فيما يتعلق
بالأزمة السورية، وأمريكا اختارت دخول هذه المرحلة عبر بوابة استخدام الغاز
الكيميائي عند الحديث عن ضرورة التدخل العسكري.
إن الإنسان بطبيعته البشرية "لديه غريزة حب البقاء والتمسك
بالحياة بكل حذافيرها"، حتى في أشد الظروف المعيشية الصعبة يبقى تمسكه
بالحياة من سماته، وكون الحروب تشكل تهديداً للحياة فإن الإنسان يبقى دائماً في
حالة ترقب وخوف من تداعيات الحروب حتى وإن كانت في مناطق خارج "وطنه".
وفي هذا السياق، بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى
الأردن منذ اندلاع الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011 أكثر من
550 ألفا، يقيم نحو 130 ألف منهم في مخيم الزعتري قرب الحدود مع سورية.
من يقرأ الصحف الأوروبية هذه الأيام، يجدها تتهافت على استخدام النظام السوري سلاحه الكيميائي في ريف دمشق، لو
جورنال دو ديمانش" الفرنسية، و"غارديان" البريطانية، نشرت
على موقعها الالكتروني، قالت فيه إن الاستخبارات الخارجية الألمانية، عرضت على القياديين
الأمنيين في ألمانيا دليلا على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في غوطة
دمشق.
حيث أوردت معلومات لأجهزة الاستخبارات الفرنسية نشرتها الحكومة،
أنه عند تنفيذ الهجوم الكيميائي في دمشق، أسفر عن مقتل281 شخصاً على الأقل.
إن الشعب السوري يتعرض لظروف قاسية، يتعرض من جهة للقصف
الكيميائي بواسطة حكومته، وينتظر اليوم من جهة أخرى القنابل الأميركية.
إن واشنطن قادرة على إعلان الحرب ضد سورية، لكنها ستكون عاجزة
عن إنهائها، إن الهجوم الأمريكي على سورية إنما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
وأشير
"أن المستهدف اليوم ليس النظام السوري بل الدولة السورية"،
"إن انهيار الدولة السورية سيؤدي إلى زعزعة أمن المنطقة برمتها، وإعادة ترتيب
دول الشرق الأوسط من جديد".
ونأمل
أن لا تكون الفرصة للقيام بذلك قد فاتت، مع العد التنازلي للضربة الغربية المتوقعة
على سورية.
الاسم:
أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق