الاثنين، 8 ديسمبر 2014

ظاهرة غياب الطلبة عن المدارس

ظاهرة غياب الطلبة عن المدارس
بقلم: أيمن هشام عزريل
uzrail@hotmail.com
   يواجه نظام التعليم في الآونة الأخيرة تحدياً كبيراً، هذا التحدي يجب أن يكون في الاهتمام في تحسين نوعية التعليم، لأن المجتمعات وعلى اختلاف درجات رقيها ومكانتها بين الأمم، تهتم بطلبتها وشبابها، لأنها تعقد عليهم الآمال في تطورها وتقدمها واستقرارها، وانطلاقاً من هذا المفهوم، إن تحسين كفاءة التعليم بات أمراً ضرورياً، ازدادت تلك الأهمية في المجتمعات النامية لحاجة تلك المجتمعات للتسريع في عملية التنمية، والتي تقع بالدرجة الأولى على شبابها وطلبتها، وارتفاع نسبة عدد هذه الفئة العمرية مقارنة مع الفئات العمرية الأخرى، وهذا ما يجعلنا نرى ذلك في وجوه الجيل الجديد القادم، فالشباب عصب الحياة، هو جيل المستقبل، جيل الأمة والحضارة.
   تعد الحياة الدراسية، هي البيئة الملائمة التي ينمو فيها ذهن الطلاب، إذ توفر المدرسة الفرص الكثيرة الحقيقية للطلاب، من خلال اكتساب الخبرات المتنوعة التي تؤدي إلى تغيير ملحوظ في سلوكهم فكرياً، وعملياً، والنمو بطبيعته عملية مستمرة في الإنسان، يمكن أن تتعثر إذا لم يتوفر لها عنصر الاستمرار، ومعنى ذلك أن الطالب الذي لا يتابع دراسته وتحصيله العلمي بانتظام، فأنه يكون عرضة لعثرات كثيرة في حياته قد تعوقه في الاستمرارية في الحياة، وتعوق نموه النفسي السليم الصحيح، وهذا لا ينعكس على الفرد فحسب، بل تنعكس آثاره لتشمل المجتمع ككل.
   ظاهرة غياب الطلبة في المدارس ما هي إلا واحدة من تلك الأسباب التي قد تعرقل نمو الطالب في هذه المرحلة الحساسة من عمره، ومشكلة غياب الطلبة لها أهميتها وتأثيرها على العملية التعليمية ككل، فلا يتأثر المستوى الأكاديمي للطلبة فحسب، بل يمتد هذا التأثير إلى عدد كثير من الجوانب مثل شعور أعضاء الهيئة التدريسية بالإحباط، وتعرض سير عملهم للفوضى والتعطيل، كذلك الإدارة والمرشد التربوي في المدرسة في البحث عن تفسير لظاهرة الغياب، والعمل على علاجها، مثل الاتصال بأسر الطلبة وتحديد حالات الغياب، التي تتم من دون معرفة الأهل أو من دون عذر مقبول، بل تتجاوز آثار الغياب لتصل مراحل التسرب في المدرسة.
   إن العملية التربوية التعليمية ما هي إلا وحدة واحدة مترابطة لا يمكن الفصل أو التجزئة بينها، فهي تعتمد أساساً على ثلاثة أركان المدرس، والطالب، والمنهاج، والقصور في أي منها يؤثر في الآخر، إذاً فالطالب ليس بمعزل عن أي عامل من العوامل الأخرى، وممارساته لا تؤثر فيه فحسب بل تؤثر في غيره، فهولا يملك مطلق الحرية.
   أن الغياب المتكرر يحدث خللا في أداء المدرس الملتزم بجدول معين لإنهاء منهاجه، مما يجعله تحت ضغط وإجهاد كبير مما يؤثر على باقي الطلبة أيضاً.
   أن مدارسنا بشكل عام تعاني من سلبية بعض أولياء الأمور في متابعة أبنائهم وتحصيلهم العلمي، وترك الحبل على الغارب لإدارة المدرسة لتتحمل التربية مع التعليم، والحقيقة هي أن الآباء لا يدركون ولا يشعرون بمدى الخطر الحقيقي الناجم عن سلبيتهم تجاه أبنائهم، إلا بعد وقوعه سواء كان انحرافاً سلوكياً أو رسوباً دراسياً متكرراً للطالب.
   والغريب في الأمر أن أصابع الاتهام تتجه مباشرة إلى المدرسة واتهامها بالإرااتااطلاب،ةابالاهمال والتسيب، وعدم رعايتها وعنايتها الكاملة للطلاب، ومن أسباب هذه الظاهرة أيضاً، هو تأثير الطلبة على بعضهم البعض في التشجيع على الغياب الجماعي في بعض الحالات، وأيضاً تأثر الطلبة بوسائل الاتصال والتواصل، التي تأخذ معظم وقتهم فيسهرون حتى الصباح. 
   لذا فإنه من الضروري جداً، الوصول إلى معرفة المشكلة، والتعرف على المشكلة المرتبطة بالمنظومة التعليمية التربوية والخاصة بالطلبة، ومن ثم إيجاد الحلول المقترحة لها، من خلال تفعيل دور مجالس الاباء والأمهات مع المدرسين والإدارة، وتعزيز الثقة بين البيت والمدرسة، المتابعة الدقيقة من قبل الإدارة المدرسية للغياب واتخاذ الإجراءات اللازمة وعدم التهاون وعدم السماح بالغياب للطالب إلا بعذر، وذلك باطلاع الطلبة على السياسة التي تنتهجها المدرسة إزاء الغياب وذلك في بداية العام الدراسي، وتعريف الاباء والأمهات بالإجراءات التي يتعرض لها الطالب في حالة غيابه من دون عذر مقبول، من خلال إجراء توعية في وسائل الأعلام المختلفة بشأن أضرار ظاهرة الغياب على الطالب وعلى مستواه التعليمي والتحصيلي والسلوكي، لأن حقيقة التربية هي عملية بناء وإعداد للفرد في المجتمع، فطلبتنا هم الأمل المنشود في تجديد بناء الأمة ونهضتها، فهم شباب الغد وبناة المستقبل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق