الأحد، 7 يوليو 2013

البحث عن السعادة



البحث عن السعادة

بقلم: أيمن هشام عزريل

هناك العديد من الأمور النسبية في حياتنا ولكن ربما يكون محور تركيز الإنسان في كل زمان ومكان هو البحث عن السعادة .. لا يستطيع أحد أن يضع لهذه الكلمة ( السعادة ) تعريف موحد يناسب الجميع فكل شخص ينشدها بشكل مختلف ويراها في جوانب تلمسه وليس بالضرورة أن تلمس غيره .. فالواقع أنها إحساس داخلي يشرق على نفسك وروحك وينعكس على ملامح وجهك وتصرفاتك لترى الدنيا أكثر جمالاً، ويزداد حبك لمن حولك وتتضاعف قدرتك على العطاء وفرصك للنجاح .. ترى نفس الأشياء التي كنت تراها من قبل فتجدها مختلفة ومتألقة .. وتتألق معها الابتسامة على وجهك كلحن يعلن انجلاء شجن القلوب وهموم الحياة .. ويسعي الإنسان في حياته لتحقيق هدف جميل وهو رسم السعادة على وجهه وعلى وجوه الآخرين، وطريق السعادة يبدأ من الفرد نفسه ثم ينتقل إلى من حوله حتى يصل إلى شاطئ المجتمع فمفتاح السعادة هو الفرد، إذا ضاع هذا المفتاح ضاعت معه معاني الخير والجمال والحب والبهجة والسرور، وأغلقت الأبواب واسوددت الدنيا في وجوه الناس، فتملكتهم الكآبة وسيطر عليهم الحزن ووقعوا تحت أسر مجموعة من الأمور تتسبب فيها هذه الكآبة، فيفقد الإنسان قدرته على العطاء والبناء والعمل.
ويصبح إنساناً هشاً ضعيفاً لا يستطيع مواجهة الصعاب فتقذفه الرياح أينما شاءت وتقوده إلى الهلاك.
فالسعادة هي المفتاح الذي يفتح هذه الأبواب ويقضي على هذا المرض ويسلح الفرد بسلاح الإرادة والصبر والعطاء، الذي يغرس داخل الفرد هذه القوة، ويزرع فيه الأمل ويرسم علي وجهه البسمة الجميلة التي تهب رياحها الطيبة على من حوله في المجتمع فيحول المكان إلى واحة جميلة مملوءة بالحب والخير والعطاء.    
ولا نستطيع حصر أسباب السعادة فقد تسعد بالمكان وقد تسعد بالمال وقد تسعد بالبنون وقد تسعد بالصحبة وقد تسعد بإثبات ذاتك ونجاحك .. إلا أنني أعود لنقطة أنها تنبع من داخلنا وبإمكاننا التحكم بها إلى حد كبير فأنت عندما تحصل على شيء تريده تشعر بالسعادة ليس لأنك امتلكت كل ما تريده ولكن لأنك في لحظة نسيت بقية الأشياء التي تحتاج إليها .. فالحياة هنا منحتك خيط السعادة لتتبعه وبإمكانك أن تجعله يطول وتغزل من الخيط نسيج بألوان بهيجة .. أو تقطعه وتقتل الفرحة في لحظة بالأفكار السلبية .. وهنا تلعب طبيعة شخصية الإنسان دور كبير ليكون سعيداً أو شقياً، فالبعض لا يعرف القناعة ولا يرضى بما يملك بل يهوى النظر إلي نصف الكوب الفارغ وإن ملأته له يبقى تركيزه على الجزء المتبقي، فلا يروي عطشه أبداً ولا يستمتع بما يملك ويقتل بسخطه كل طموحاته .. والبعض تسيطر عليه الأفكار السلبية والذكريات المؤلمة ليصبح أسيراً لها وينظر للمستقبل بمنظار قاتم لا مساحة فيه لاختراق النور.
فالسعادة أمر نسبي أي بمعني أنها تختلف من شخص لآخر أي ما تراه سبباً لسعادة قد لا يراه الآخرون، ولكن تتصرف بما تظنه يؤدي إلي طريق سعادتك وسعادة الآخرين، فمن غير المنطقي أن يكون الانتقام والغدر فعلاً للبحث عن السعادة، فمن الملاحظ في هذه الأيام عدم وجود سعادة لدى طبقات المجتمع فلا نجد الغني سعيد ولا الفقير سعيد، الفقير سبب تعاسته عدم قدرته على إشباع رغباته بسبب فقره وقلة حيلته أمام متطلبات الحياة وقسوتها، والغني رغم أنه يملك المال ويستطيع تلبية رغباته إلا أنه لا يشعر بالرضي الذي يعطيه احترام الذات والشعور بالسعادة.
 مثال .. عند قيام شخص بشراء منزل جديد يشعر بالسعادة والسرور بمنزله الجديد وبعد فترة من الزمن يصبح المنزل عادي ولا يشعر الإنسان بنفس حجم السعادة التي كان يمتلكها والتي كان يشعر بها عند شرائه المنزل الجديد مما يضطره إلي البحث عن بديل أو عن منزل جديد، فإذا كان يمتلك المال والقدرة على شراء منزل جديد أو تغيير أثاث المنزل أو تغيير الديكور من أجل كسر الروتين والنمطية سيقوم بذلك، مما معناه أن الإنسان مع الوقت يفقد رغبته في الأشياء ويفقد إحساسه بالسعادة بسبب التعود والتكرار.
ما نتفق عليه جميعاً هو أن السعادة غاية وما أراه أنها ليست حدث ولا أشخاص بل هي الإحساس والسر النائم بداخلنا يترقب أن نوقظه بخبر جميل، ويتأمل أن يرشدنا أحد إلي طريقه بالإيمان والقناعة والتفاؤل بهذا .. وبهذا فقط تتغير نظرتنا للحياة ونتمكن من استقبال مؤشرات السعادة واحتضانها بقوة فالعمر لا يحتمل كل هذا الحزن والحياة لا تستحق كل هذا الهم .. وكل يرى السعادة ويشعر بها بشكل مختلف.
"من وجهة نظري السعادة هي الاطمئنان وراحة البال فهنيئاً لمن يحصل على ذلك .. هنيئاً له".       

























الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الإنسان.. واللاعنف



الإنسان.. واللاعنف
بقلم: أيمن هشام عزريل
يقع العنف في موقع النقيض من الفطرة الإنسانية السليمة، والتي خلقها الله مع الإنسان لحظة خلقه، والمجبولة على التعايش السلمي وأسس التسامح والتعاون والنفع المتبادل. في حين ينتج عن العنف الفرقة والتشرذم والتناحر والذي نهي الله عنه في مواقع كثيرة في القرآن الكريم، بل قد يضطر ببعض الناس وبعض القبائل والعشائر على إثره، إلى الهجرة والتشرد من أماكن سكناهم والعيش منفردين، ملاذاً للفرار اتقاء عواقب ما اقترفه، أو كان مُعنَّفاً، وهارباً طلباً للسلام والأمان.
مع العنف لا أمل لبناء مجتمع إنساني متحضر مثقف واعي متعايش، يشيع فيه الهدوء والسلام؛ لأن العنف والتصارع والاقتتال هو النظام الذي يسود مجتمع الغابة، الافتراس والغدر واقتناص الضعيف. وإن كانت أموراً مبررة في حدود شريعة الغاب لضمان البقاء وتأمين القوت، إلا أنها على كل حال لن تصنع مجتمعاً مثالياً لكي يسعى الإنسان إلى اقتفاء أثره، والسير على خطاه، وتطبيق نظرياته، المفترضة، في واقعه، لضمان البقاء. فليس البقاء هو أسمى ما يسعى له الإنسان في هذه الحياة، بل ثمة قيم إنسانية أخرى قد تقتضي من الإنسان التخلي عن حقه في الحياة، والتضحية بدمه للحفاظ على ما هو أهم وأغلي وأثمن؛ أي تلك الأشياء التي لو فقدت لما عاد لوجود الإنسان في الحياة أية قيمة لها أو معنى، ولا أدل على ذلك مما تواضعت عليه الأعراف الإنسانية بضرورة التضحية دفاعاً عن الأرض والعرض وقيم معنوية أو عقدية أخرى، وفي هذا الإطار يكون العنف دفاعياً ومبرراً في نفس الوقت؛ إذ لا يمكن أبداً مقارنته بالتعدي وابتداء العنف وظلم الآخر المسالم وغبن حقوقه.
ومن ألوان العنف الأكثر انتشاراً في مجتمعاتنا هذا اليوم الاستبداد والتعسف السلطوي، الذي هو نتاج انحراف إنساني، يصدر في الغالب عن أنفس مريضة متعفنة متخمة بلا مضمون، لكنها تربعت على السلطة في غفلة من الزمن، هذا الانحراف غير السوي في السلوك الإنساني أدى عبر تاريخ البشرية، إلى ظهور أشكال متعددة من القمع والاضطهاد والحرمان والإقصاء، قتلاً أو نفياً أو منعاً من التمتع بحقوق فردية مشروعة، قد سنها الله ومنحها له، فعبر القارات أو عبر الحدود وبين الإنسان وأخيه الإنسان، صور كثيرة في العنف والاضطهاد، وفي كل زمان ومكان يتناسخ القهر والاستعباد واستلاب الحقوق.
الإنسان، هذا الكائن الضئيل الضعيف البسيط والمنسي جدا في أحيان كثيرة، يمكن له أن يتضخم ويتحول إلى طوفان من التجبر والطغيان، ويمكن أن يسحق تحت قدميه أي شيء وأي أحد، طالما أن لا رادع يرسم له حدود تصرفاته أو يكبح جماح رغباته، فهو منفتح على كل الاحتمالات دائماً، فمثلما غرست الفطرة والتسامح والحب في نفسه، فهناك أيضاً استعداد وقابلية في هذه النفس أن تَفْجُر وتؤذي وتطغى وتظلم، فلا توجد مشارطه مسبقة على أن يكون اسم هذا الإنسان (فرعون) أو (نمرود) أو (هتلر) أو أي اسم آخر يشير إلى احد الطواغيت الماضين أو المعاصرين لكي يكون مستبداً ومجرماً؛ بل يكفي أن يكون إنسانا بلا كوابح ولا ضمير ولا قيم رادعة، أو لا يقع تحت طائلة قانون يحدّ من عواقب أعماله ويقيد نزعاته وتصرفاته، لكي يفوق كل هؤلاء الجبابرة في الفتك والانتهاك وارتكاب الفظائع بحق أخيه الإنسان.
صفحات التاريخ وذاكرة الأرض تحمل الكثير من أسماء العنفاء والمتعسفين بحقوق بني البشر، سمعنا ببعضهم ولم نسمع بكثيرين غيرهم، لكن أين وصلت بهم أعمالهم اليوم، أفي حضيض اللعنات، أم في مزابل التاريخ، أم في غياهب النسيان، أم في مكان وضيع لا تستطيع مخيلتنا الوصول إليه؟ ربما لنا أن نتخيلهم الآن وهم يعظّون على أصابع أيديهم ندمهم القذر لما اقترفوه طوال حياتهم، فتسيل على أفواههم عذابات ما اقترفوه من جرائم.
في سياق مناهضة العنف يبرز اسم الإنسان والقائد الهندي (المهاتما غاندي)، الذي كرس نفسه لجعل اللاعنف شريعة للإنسان ليحتذي بها الكثير من البشر، وسعى لتجسيد المفهوم المطلق اللاعنف، إذ لم يكتفِ بنبذ ومجابهة العنف ألاعتدائي، بل جابه كذلك العنف الدفاعي، ودعا إلى مواجهة العنف بالسلام. حيث أراد أن يكون هو وشعبه مظلوماً لكي ينتصر. ويقول لتبيين هذا المبدأ: "الدعوة إلى اللاعنف موجودة لدى كلِّ الديانات، لكني أعتقد باعتزاز أن الهند - ربما - هي التي، من خلال تجربتها، حوَّلت هذه الدعوة إلى علم ... من الضروري إعادة إحياء القانون الأزلي الذي يردُّ على الغضب بالحب، وعلى العنف باللاعنف" ... فقد قام بدعوة شعبه إلى مجابهة الرصاص بالصدور العارية؛ لفضح الظلم والاستبداد، أملاً في انتصار قضيتهم العادلة والحصول على الخلاص، ولهذا يؤكد غاندي وبأساليب مختلفة بأن "اللاعنف هو شريعة الجنس البشري. وهو أكبر وأسمى بما لا يقاس من شريعة القوة الغاشمة القاهرة ذات السلاح الفتاك بالشعوب".
صحيح أن طروحات غاندي، ومن سار على نهجه، قد تبدو مثالية بعض الشيء، لأنها تهدف إلى نزع غريزة الشر والاستعداد العنفي من باطن الإنسان، إلا انه ينوه أن من يؤمن بها عليه التهيؤ لأن يخسر الكثير، فيقول: "اللاعنف هو الطبيعة الفعلية للأشياء، وإن كان لا يفيد في الدفاع عن المكتسبات غير المشروعة، والأفعال غير الأخلاقية، لذا يجب على الأفراد أو الأمم الذين يطبقون اللاعنف أن يكونوا مستعدين للتضحية بكل شيء (حتى آخر رجل بالنسبة للأمم) ما عدا التضحية بشرفهم".
نحتاج كثيراً، اليوم، لإشاعة مبادئ اللاعنف والتسامح والحوار والسلام في عالم تفوح فيه رائحة القتل والموت، وتطّرد فيه كبار تجار الحروب ودعاتها والمطبلين لها في كل بقاع الأرض.







































الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الانتماء في اللغة



الانتماء في اللغة
بقلم: أيمن هشام عزريل

تتردد على أسماعنا ألفاظ وكلمات ضخمة عميقة المعنى قوية الدلالة، ومن هذه الكلمات الانتماء، الذي يعني العطاء والإخلاص، بجميع صوره وأشكاله، والتضحية بكل غالٍ ونفيس، من أجل الوطن، وهذه الكلمة تحمل قيم معنوية ومادية لا حصر لها، فالانتماء لا يعني الوقوف أمام العلم، لتؤدي له التحية أو التشدق بكلمات كبيرة تملأ الأفواه، تتحدث عن الوطنية والمواطنة والوطن، دون أن نراعي حقوق هذه الكلمات ومسؤولياتها علينا نحو هذا الوطن، الذي تربينا على أرضه وأكلنا من خيراته، وتنفسنا من هوائه الطيب، الانتماء كلمة ذات معانٍ كبيرة، تترجم إلى واقع عملي ملموس نشعر به، ونتعامل معه بكل جد وإخلاص وتضحية دون كلل أو ملل.

فالانتماء يعني الالتزام بالقواعد القوانين، والأعراف المنظمة لشؤون الوطن، والتي تسعى للمحافظة على خيراته وممتلكاته العامة، والعمل على نموها وتطويرها، فمثلا الاعتذار عن الخطأ لا يمثل نقصا ولا انتقاصا من قيمة الإنسان، بل يجعله يكبر في نظر الآخرين، لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة وهو جزء لا يتجزأ من الانتماء، وهو الطريق السهل
لتجاوز هذه الأخطاء بل والسعي إلى إصلاحها والاستفادة منها، وتجاوز هذه المرحلة للارتقاء إلى مراحل أكثر شفافية وصدق، فيصبح الإنسان صادقا موثوقا بكل ما يصدر عنه من قول وعمل، فالانتماء يرتقي بمشاعر الإنسان وأحاسيسه، ويجعل المجتمع ينظر إليه نظرة   احترام وتقدير، لأنه يتصف بالقيم والمبادئ الوطنية الثابتة، التي تتسم بالصدق والشفافية وهذه المبادئ هي المرآة التي تعكس شخصية هذا الإنسان، وما يحمل من خير أو شر، فالإنسان دون مبدأ إنسان سطحي مجهول الهوية، والانتماء لا مكان له بين أفراد مجتمعه، لا يؤخذ برأيه ولا يوثق في أفعاله وأقواله.


الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الإنسان يسمو بالإسلام



الإنسان يسمو بالإسلام
بقلم: أيمن هشام عزريل

إذا أردتَ أن تكون عزيزاً عليك أن تعلم أولاً أن العزة هي لله وحده، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فلله العِزَّةُ جَمِيعَاً....) سورة فاطر 10، وقال:( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً) سورة النساء 139، وقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) سورة الصافات 180، فجعل الله العزة له وحده، وكذلك في قوله تعالى: (....وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه وَلِلْمُؤْمِنِينَ....) سورة المنافقون 8، فالعزة هنا هي لله سبحانه، فكل من اتصل بالله فهو عزيز لاتصاله به سبحانه، ومن هنا جاءت العزة لرسل الله ولعباده المؤمنين، ونعتز بالإسلام لأنه دين الله تعالى، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإسلام مهما ابتغينا العزةَ بغيره أذلَّنَا الله(، فالعزة من عند الله وقد أعزنا الله بدينه الإسلام، ومن ابتغى العزة بغيره أذله الله.
فبالإسلام يسمو الإنسان بنفسه فلا يعبد إلا الله تعالى ويتحرَّر من العبودية لغيره،
فالعزة تكون بطاعة الله سبحانه والقُرْب منه، والذلة والمهانة بمعصيته والبعد عنه، وأبى الله إلا أن يذل من عصاه، قال الإمام الشافعي: (مَنْ لم تُعِزُّهُ التقوى فلا عِزَّ له).
ولَمَّا فُتِحَتْ مدائنُ قُبْرُسَ، تَنَحَّى أَبُو الدَّرداءِ وجعل يَبكِي، فَأتَاهُ جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبا الدَّرْدَاءِ؟ أَتَبْكِي فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللهُ فِيهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ، وَأَذَلَّ فِيهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ؟ فقال أبو الدرداء: (مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، لهم المُلكُ حَتَّى تركوا أمرَ اللهِ ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى).
والعلو والرفعة هي للمؤمنين بالله سبحانه، قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) سورة آل عمران 139، واللهُ وَلِيُّ المؤمنين، قال تعالى: (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) سورة البقرة 257، وقال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ) سورة محمد 9، والنصر والعاقبة للمؤمنين المتقين، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا....) سورة الحج 38، وقال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) سورة غافر 51.
فالشرف كل الشرف أن تكون عبداً لله تعالى، من أوليائه الذين يعملون الصالحات ويجتنبون المحرَّمات.
















الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الإنسان يسمو بالإسلام



الإنسان يسمو بالإسلام
بقلم: أيمن هشام عزريل

إذا أردتَ أن تكون عزيزاً عليك أن تعلم أولاً أن العزة هي لله وحده، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فلله العِزَّةُ جَمِيعَاً....) سورة فاطر 10، وقال:( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً) سورة النساء 139، وقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) سورة الصافات 180، فجعل الله العزة له وحده، وكذلك في قوله تعالى: (....وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه وَلِلْمُؤْمِنِينَ....) سورة المنافقون 8، فالعزة هنا هي لله سبحانه، فكل من اتصل بالله فهو عزيز لاتصاله به سبحانه، ومن هنا جاءت العزة لرسل الله ولعباده المؤمنين، ونعتز بالإسلام لأنه دين الله تعالى، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإسلام مهما ابتغينا العزةَ بغيره أذلَّنَا الله(، فالعزة من عند الله وقد أعزنا الله بدينه الإسلام، ومن ابتغى العزة بغيره أذله الله.
فبالإسلام يسمو الإنسان بنفسه فلا يعبد إلا الله تعالى ويتحرَّر من العبودية لغيره،
فالعزة تكون بطاعة الله سبحانه والقُرْب منه، والذلة والمهانة بمعصيته والبعد عنه، وأبى الله إلا أن يذل من عصاه، قال الإمام الشافعي: (مَنْ لم تُعِزُّهُ التقوى فلا عِزَّ له).
ولَمَّا فُتِحَتْ مدائنُ قُبْرُسَ، تَنَحَّى أَبُو الدَّرداءِ وجعل يَبكِي، فَأتَاهُ جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبا الدَّرْدَاءِ؟ أَتَبْكِي فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللهُ فِيهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ، وَأَذَلَّ فِيهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ؟ فقال أبو الدرداء: (مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، لهم المُلكُ حَتَّى تركوا أمرَ اللهِ ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى).
والعلو والرفعة هي للمؤمنين بالله سبحانه، قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) سورة آل عمران 139، واللهُ وَلِيُّ المؤمنين، قال تعالى: (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) سورة البقرة 257، وقال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ) سورة محمد 9، والنصر والعاقبة للمؤمنين المتقين، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا....) سورة الحج 38، وقال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) سورة غافر 51.
فالشرف كل الشرف أن تكون عبداً لله تعالى، من أوليائه الذين يعملون الصالحات ويجتنبون المحرَّمات.
















الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

أدب الاختلاف وتقبل الأخر



أدب الاختلاف وتقبل الأخر
بقلم: أيمن هشام عزريل
قد يختلف بعضنا على موضوع ما، ولكن الأهم من ذلك هي طريقة المحاورة ومدى تقبل كل الطرفين لرأي الآخر، وهناك عوامل مساعدة منها المكان والزمان فليس كل وقت مناسب للمحاورة، عندما يتمسك شخص برأيه ليس معناه انه شخص جاف وعنيد وفيه نوع من الأنانية، حيث لا يتقبل رأي الآخرين،
فربما يتمسك شخص برأيه ليبقى قويا أمام خصمه لكي لا ينهزم، نعم فهو يعتبر قبوله للرأي الآخر هزيمة وإتباع، وهذا بالتأكيد خطأ.
الاختلاف من الأمور الطبيعية في حياتنا، ومن البديهي جدا أن نختلف، ولكن رغم ذلك، الكثير من الناس لا يقبل الاختلاف .
هنا الخلاف الذي ينشب كثيراً بين أصحاب المجلس الواحد، أو في موقف من المواقف، أو رأي من الآراء، وتتعال الأصوات انتصارا لهذا الرأي، وبرهانا على صحة القول، والخلاف أمرا أراه طبيعيا لاختلاف المفاهيم والعقول .
ولكن الأمر الغير طبيعي أن يكون هذا الخلاف سبب لحقد في الصدور، والنفرة بين الأصحاب، وربما كان سببا للقطيعة الطويلة والهجران، أو على أقل تقدير أن يكون في النفس شيء أو تسفيها لرأيهم، ولذا كان أصحاب العقول الكبيرة لا يكترثون بهذا الخلاف.
إن أعظم شيء يفعله المرء عند الخلاف هو التنازل عن بعض الرأي، وعدم التعصب المقيت له، وكم من رأي وطريقة كنا نظنها هي الأنسب، ومع تقدم الزمان واكتساب الخبرة في الحياة تبين لنا خلاف ذلك .
إن رأي الشخص ووجهة نظره، حول أمر ما تعكس شخصية الفرد وعقليته ومستوى وعيه وثقافته، وحتى روحه ونفسيته، فعن الإمام علي رضي الله عنه، أنه قال: (اللسان ترجمان الجنان).
إن مسألة أن يكون لكل منا وجهة نظره أو رأيه في حقيقة الأمر مسألة مهمة ودقيقة جدا، ولابد منها في كل نقاش وحوار، أما أن يكون الإنسان على الحياد دون أي رأي يذكر، فإنها حالة سلبية تماما، وتدل على ضعف شخصية الفرد، بحيث أنه لا يستطيع أن يكون لنفسه رأيا خاصا به يعبر به عما يختلج في أعماق نفسه، وما يختزن في عقله من أفكار وآراء وخبرة.
فالمشاركة في النقاش مع الآخرين وطرح الشخص رأيا معينا، هو أمر مهم وضروري جدا إذ من شأنه أن ينمي شخصية الفرد ويرتقي به إلى ما هو أفضل.
لو نظرنا في اختلافاتنا نجدها في الغالب على أمور تافه يمكننا حلها دون مشاكل، أو خلاف في أمور نحن بعيدين كل البعد عن إصدار قرار لها، سواء كان في الشأن السياسي أو الاجتماعي أو غيرها، ومع ذلك تجد أننا نختلف ونتخاصم وليس بأيدينا تطبيق لأي حل نطرحه.
أن تبادل الآراء مهم لتطور الإنسان والحياة، لكن ضمن أطر الموضوعية، وبعيدا عن الأغراض الشخصية، فمن المعيب أن ننتقد شخصا ما أو سلوكه أو عمله لأننا لا نحبه مثلا، أو لأن موقفا ما حصل بيننا وبينه، ترتب عليه أن نحقد عليه، فيأتي النقد تنفيسا وانتقاما وانتقاصا منه.
علينا نتعلم فن الاختلاف، وكيف نقبل الآخر وأفكاره وآراءه، بكل هدوء ودون موجة هستيرية عصبية، الحياة جميلة ومن الصعب أن نعيش بلا اختلاف، فوجهات النظر ستكون رائعة، لو تم إبدائها بأدب واحترام، لهذا نحن نحتاج مع فن الاختلاف تعلم فن الحوار والإقناع.
لا أعلم لماذا البعض ممن تختلف معهم بالآراء والأفكار يشعر بالإهانة، ولا يتقبل وجود مختلفين معه، فيرتفع صوته وضغطه، وكأن العالم من حوله يجب أن يستمع وينصت لما يقول دون تردد.
لنتعلم فن الاستماع كي نتقن فن التحدث، والوصول إلى الغاية والمرتجى من الموضوع، وتذكر انه فوق كل ذي علم عليم، فلا تتصور نفسك انك على معرفة وعلى صواب، فقد تخطئ وقد تسهو وقد يكون رأيك متسرع، وربما ضعيف الحجة فلا تتمسك برأيك، إن كان خصمك لم يخالف الدين ومن ثم العادات والتقاليد.

























الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

احترام الذات



احترام الذات
بقلم: أيمن هشام عزريل
من أهم المبادئ والمفاهيم التي يحتاجها الإنسان في عمره، وجميع حياته، هو الاحترام المتبادل، فهو الإطار العام في الحياة، بالدرجة الأولى، من خلال التعاطي مع الآخرين في المجتمع، لقد أكدت جميع الأديان على احترام الذات، و بالذات الدين الإسلامي الحنيف، ضمن آيات وأحاديث تحث الإنسان أن يرتقي بالتعامل مع الآخرين، و يبقى محافظ على إنسانيته و إنسانية الآخرين.
و لكن يوجد من يطبق مبدأ الاحترام ليس من اجل المبدأ، وإنما لعلاقة تبادلية غير مبنية على أسس، الهدف المنفعة، و هذا مما جعلني أتساءل في نفسي هذا السؤال، هل يتم احترام المقابل قبل معرفته أم بعد معرفته؟
توجد نظريتين من وجهة نظري المتواضعة ضمن هذا المفهوم، وهما الأكثر شيوعا و استخداما في المجتمع، النظرية الأولى، التي تؤمن أن كل إنسان يستحق الاحترام إلى أن يثبت عكس ذلك، أي أن الشخص لا يحتاج أن يكون معروفا من قبل الآخرين لكي يحترم و يقدر على أساس معرفتهم به و إنما هو يستحق الاحترام لأنه إنسان مثل الآخرين، (أي لم يثبت انه لا يستحق الاحترام).
أما بالنسبة للنظرية الثانية، فهي تؤمن بالعكس تماما، أي أن الفرد لا يستحق الاحترام إلى أن يثبت عكس ذلك، فنجد الكثيرين ممن لا يحترمون الآخرين، لأنهم مجهولين بالنسبة لهم، ويعتمدون الاحترام والتقدير فقط للأفراد الذين اثبتوا جدارتهم، بحصولهم على هذا الحق الإنساني، لاحظ أن هذه النظرية مبنية على مبدأ سوء النية، أي أن الشخص يبني على أن المقابل (المجهول) غير جدير بالاحترام، وعندما يثبت عكس ذلك سيحصل علية، أما بالنسبة للنظرية الأولى فهي مبنية على حسن النية، أي أن الشخص يبني على أن المقابل (المجهول) يستحق الاحترام و في حالة إثبات العكس يسلب منه هذا الحق.
إن فكرة ربط الاحترام فقط للأفراد الذين هم معلومين من قبلنا، أو مع الشخصيات التي لها حضور اجتماعي (معروفة أو بارزة)، هي فكرة خاطئة، تعبر عن قلة الخبرة بالتعامل مع الآخرين، فكثير منا ما يستخدم المثل القائل (الذي لا يعرفك يجهلك)، وهذا معناه بأن الشخص لم يعرف قيمة المقابل إلا بعد أن يتعرف على قيمته و مكانته.
 إن أسلوب التعالي بالتعامل و تجاهل الآخرين، لا يعبر عن المكانة الرفيعة للشخص و إنما يبين أن هذا السلوك هي نتيجة لوجود الشخص في مكان اكبر من حجمه، في السابق كانت الشخصيات تبرز في المجتمع، نتيجة عملها في مجال معين، مثل  العمل العلمي أو الإداري أو الديني أو السياسي، أي إنجازات الشخص و اجتهاده في مجاله، الذي جعله يصبح ذو مكانة اجتماعية معروفة، أما الآن فالحالة أصبحت معكوسة، لان اغلب الشخصيات البارزة الآن هي نتيجة عملها من اجل إبراز نفسها، وليس من اجل عنوانها الذي تُعرف به.
إن فكرة العمل من اجل البروز بالمجتمع، واخذ مكانه خاصة (مختلفة عن البقية)، هي نتيجة احد السببين، إما بسبب نقص بالشخصية الذي يجعل الإنسان يشعر أن مكانه و حجمه الطبيعي في المجتمع اقل من الآخرين أو بسبب الأطماع الشخصية، أي من اجل أن يستغل الإنسان المكانة أو المنصب الذي يريد أن يصل إليه، و إن يدل هذا على شيء فيدل على أن المظاهر لازالت تلعب دور مهم في المجتمع، وخصوصا لدى الشخصيات الاجتماعية، التي تعتقد نفسها مميزة عن عامة الناس، وأن من يملك ثروة أو مركز وظيفي يستحق الاحترام من اجلها.
وبالتالي أصبح لدينا علاقة طردية، ما بين الاحترام و الحضور الاجتماعي، ضمن نسيج أو ثقافة المجتمع، التي هي أشبه بمغناطيس كبير، تجذب أفراد المجتمع من خلال الضغط الاجتماعي، الغير مباشر على الفرد في مجتمعه، كمثال المظاهر في أيامنا هذه، من يرتدي بذلة أنيقة وساعة يدوية غالية الثمن، يلفت الانتباه أكثر من الشخص الذي يرتدي ملابس عادية بسيطة، كذلك مثال، هناك بعض العوائل يعود نسبها إلى عشائر أو انساب عريقة ومعروفة، تعتبر نفسها مميزة وأفضل من غيرها، يجعلها تعتقد أنها أفضل من الآخرين.
فكم منا تقرب إلى هذه الشخصيات الجميلة، واكتشف أنها ليست جميلة، فهي شخصيات شمعية، وهي شخصيات تذوب وتنكشف كلما تقربت منها، وترى حقيقتها من الداخل و ليس صورتها من الخارج.
























الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com