الاثنين، 24 مارس 2014

نظام عالمي جديد



نظام عالمي جديد
بقلم: أيمن هشام عزريل
مع نهايات القرن العشرين، بعد زوال الاتحاد السوفيتي في القارة القطبية، وحرب الخليج الأخيرة، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تطرح مفهوم جديد لمنطقة الشرق الأوسط وهو النظام الدولي الجديد، وقد أحدث هذا تغيرات وتطورات في أوروبا، وبدأ الحديث في ذلك الوقت داخل الأوساط السياسية والعسكرية والاقتصادية آنذاك، عن هذا النظام الدولي الجديد وعن مفهومه وحقيقته وطبيعة هذا النظام، وغيرها من التساؤلات الكثيرة التي كانت وما زالت تطرح حتى يومنا هذا، ما هو المقصود بالنظام العالمي الجديد، وهل يوجد نظام  عالمي جديد New International Order.
فقد صرح الرئيس الأمريكي بوش الأب في 11/9/1991، قائلاً: هو "نظام عالمي جديد....وعصر يتحرر فيه العالم من الإرهاب، ويكون فيه أقوى في البحث عن العدالة، وأوثق في نشر السلام، عصر تكون فيه أمم العالم شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً تحيا في رفاهية وانسجام"[1].
فأين هم من ذلك كله؟ ومن العبارات التي يرددونها، "فالعالم اليوم كبير ومتنوع الثقافات والحضارات ومن الصعوبة تصور وجود دولة واحدة قادرة على ضبطه والتحكم فيه، ولفترة غير محدودة"، كما حدث في اندحار ألمانيا وتقسيمها أنداك.
 هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، فالكل بدأ يدرك جيداً، أن هدف الولايات المتحدة الأمريكية من كل ذلك هو بقاؤها على وضعها المتفوق أو المهيمن في السياسة الدولية، ومن ناحية أخرى، لو نظرنا إلي تاريخ العالم في ضوء المعطيات التي يشهدها العالم حالياً، ومن الناحية العلمية، فإنه لا يعقل أن يستمر العالم في دائرة نفوذ طرف واحد وهيمنة سياسة دولة واحدة.
إضافة لما سبق، نجد أن الصين تسعى إلى تأكيد دورها في النظام العالمي الجديد، وذلك بطرح مفهوم يختلف عن الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تؤكد على ضرورة مشاركة كل دول العالم في صياغة هذا النظام، وتعارض انفراد دولة واحدة أو مجموعة دول في تشكيل هذه الصياغة.
إن انغماس الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الدولية هذه الأيام، وتدخلها في مناطق عديدة من دول العالم أمر لم يعد مقبولاً اليوم، بل أصبح مرفوضاً بشكل قاطع، لأنه أصبح يؤثر على اقتصادها الداخلي، وتدهور في المعيشة الاقتصادية، بالنسبة للمواطن الأمريكي، لتزايد نسبة الأمريكيين الفقراء، وهو ما يشهده المجتمع الأمريكي حالياً، فهو مجتمع قائم منذ تأسيسه على الرأسمالية، وليس على التضامن القومي أو الثقافي، فليس للأمريكان ثقافة توحدهم على غرار الفرنسيين والطليان.  
ومما تقدم، فإن تطلعات الدول والشعوب الساعية للاستقلال، وإلى بناء مستقبلها من رفض تلك السياسات، لأن إرادة الشعوب لا بد من أن تنتصر، وأنها ستكون أحد الأسباب التي ستضعف الدور الأمريكي على الصعيد العالمي.







الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين




1-     نقلاً عن: باتريك هارفن، النظام العالمي الجديد، القانون الدولي وسياسة المكيالين، تعريب د. أنور مغيث، الطبعة الأولي (سرت: الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، 1995، ص31).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق