الوضع
الراهن للأمة ومستقبلها
بقلم: أيمن هشام عزريل
أن
الباحث
في
حال
أمتنا
العربية والإسلامية هذه الأيام، لا يصعب عليه أن يرى
أدنى درجات الانحطاط التي وصلت إليه شعوبنا من تخلف حضاري، وهوان
سياسي،
ومعاناة إنسانية، رغم كل
ما
تتمتع
به
من
إمكانيات بشرية ومادية وقيم
ومبادئ
سامية.
فالأزمة التي تعيشها الأمة
في مختلف بقاعها وعلى امتداد وجودها، وجود التخلف التي هي فيه سواء اجتماعي أو
أخلاقي أو سياسي أو ثقافي، حيث تدور في فلك ذلك التخلف، دون أن تتطلع إلي نهضة
صحيحة للإصلاح والتجديد والخروج من ذلك التخلف البائس.
ولخروج كيان الأمة من
ذلك التخلف والقصور، يتطلب فهم أسبابه ودواعيه حتى يتسنى لهذه الأمة معالجته
وإنهاء حالة الضعف التي هي فيه، والتدهور الحضاري التي تعاني منه، حتى لا يبقي
يهدد وجودها وحياتها، ونمط فكرها ومؤسساتها.
فقد مرت على الأمة
سنون طويلة وهي تترنح وتتدهور شيئا فشيئاً، حتى سقطت جميعها في يد الاستعمار
الغربي والأمريكي، والأشد من ذلك مرارة ومأساة أن هذه الأمة مازالت حتى يومنا هذا
تمثل مناطق نفوذ للغرب، وأسواق للإنتاج الصناعي والزراعي، ومصدر رخيص للمواد
الأولية، ومصدر لتصدير الأيدي العاملة (الهجرة)، وبقينا في ميدان الصراع لتلك
(الدول) القوى العالمية ذات النفوذ، لا نستطيع إطعام أنفسنا، نفتقر إلي الصناعات
والخبرات والتكنولوجيا الحديثة ومقومات القوة الذاتية.
بعد ما كنا أصحاب
النفوذ والقوة والحضارة والصناعة أصحاب الصدارة، بدأنا بالانكماش
وتفشي
مظاهر
الفساد
والانحراف،
وفي تحول الأمة من موقف الهجوم والدفاع
إلي موقف الذل والهوان، حتى نجحوا في التعدي علينا وسقوط بغداد والقدس وقرطبة
وغيرها.
ولفهم أسباب ضعفنا وتدهورنا،
يجب
أن نعرف أسباب هذا المرض، لعلاج ذلك الضعف والتدهور، وما أدى إلي مضاعفة هذه
الأسباب، منها نشوء الفرق والمذاهب التي نراها وهي حقيقة تاريخية، وهذه كلها مظاهر
لأمراض وآفات بدأت تدب في جسد الأمة لخلق الفتنة، لتولد بعد ذلك دولاً ذات نعرات
قبلية وعرقية.
وعلى الأمة وقياداتها
استعادة طاقتها وصحتها، بتحديد المنطلق الصحيح للحل، بالتوجه المباشر نحو ما يعتقد
أنه الحل الصحيح، وبسط جوانبه لكسب القناعة به، دون
الالتفات إلى الحلول أو البدائل الأخرى الخاطئة أو الأقل فاعلية لبيان
فسادها
أو تفنيدها، وعليه يلزمنا خلق المناخ المناسب للمستقبل، فهذه بصورة مختصرة وبسيطة
ومتواضعة قراءة للوضع الراهن للأمة وطريقة استقراء للمستقبل، للبحث عن مكامن الضعف
والتدهور والتخبط الذي نعيشه والمشاكل التي تعصف بنا.
الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail:
uzrail@hotmail.com
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق