الاثنين، 31 مارس 2014

مصر والتوازنات السياسية



مصر والتوازنات السياسية
بقلم: أيمن هشام عزريل
مصر وعلى مدى عقود طويلة موضع اهتمام دولي وإقليمي، واليوم تبدو التجاذبات الاقليمية تسعى لتأسيس مناخ جديد، وأخذ زمام المبادرة، والتحرك باتجاه تأكيد دورها في تشكيل المشهد المصري.
وتنبع الاهمية من هذا المشهد كون مصر رقم صعب في معادلة التوازن الاقليمي، وفعلاً مهما ومؤثراً في السياسات الاقليمية والدولية، وأن المعطيات السياسية والجغرافية والاقتصادية والأمنية والايديولوجية والعرقية والمذهبية هي التي جعلت من مصر ميدانا لبلورة مصالح وأهداف دول الجوار، حيث أن لكل دولة منها أسبابها وتوجهاتها بالقدر الذي يضمن مصالحها وأهدافها العليا.
تمثل مصر محوراً جيوسياسياً إقليمياً ودولياً فعالاً يسهم في التوازن الاستراتيجي المستقر في المنطقة والمتمثل بالقدرات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية، وكذلك البعد السلوكي، ما يربط مصر بمصالح حيوية بالعالم ومرونة وحركة القوى الفاعلة باتجاهه، هذا يجعل مصر رقماً ذو أهمية ضمن معادلة التوازن الدولي والاقليمي.
الذي يحدث في مصر يرفع من سقف الطموحات الامريكية، المتمثل بشرق أوسط جديد، من خلال عمل الجماعات السياسية والعسكرية الممتدة في أنحاء مصر وعلى طولها، الذي أدى إلى خلق توترات وصراعات يصعب التحكم بمسارها، مما أدى إلى إرباك هذه المعدلات المطروحة وخلق معادلات سياسية جديدة.
ليؤكد أن هذا الأمر مطروح في الاستراتيجية الامريكية، بيد أن إعادة رسم خريطة المنطقة، تتضمن خيارين رئيسين هما:
الخيار الأول: إعادة رسم الخريطة بمعناه الحرفي، أي رسم الحدود في المنطقة، وهو ما سيترتب عليه بروز دول واختفاء دول.
الخيار الثاني: إعادة رسم الخريطة بمعني تغيير الفكر والنظم القائمة بالمنطقة، وليس تغيير خرائط الدول، فإعادة التشكيل الأساسي، كما تعلن الادارة الامريكية ليس تغيير الحدود، وليس إنشاء الدول والاوطان الجديدة، إنما تغيير أنظمة الحكم السياسية والاقتصادية من دون المساس بالحدود.
على أية حال، فإن الصورة الحالية تشكل توازناً للقوى الاقليمية، حيث لا زالت أمريكا تحاول تطويق التغييرات في العالم العربي، وتغيير مسارها بشتى الطرق والوسائل، وذلك من خلال زرع مشروع الفتنة باعتباره الاداة الانجح في تأجيج الصراع، كالصراع السني الشيعي، وتحويل محور المقاومة إلى طرف في هذا الصراع.
لقد كان للأحداث والتطورات السياسية التي شهدتها مصر نتائج القت بأثارها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتباينت المواقف السياسية ازاء مجريات تلك الأحداث والظروف السياسية، وتباين الموقف العربي المؤيد لها في أغلب الدول العربية، والمعارض لها من البعض الآخر، التي من المحتمل أن تشهد تغييرات جديدة، ومدى انعكاس هذه السياسة على مصر وبيئتها الاقليمية.                 









الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق