الأحد، 18 أغسطس 2013

أزمة العمل الفلسطيني



أزمة العمل الفلسطيني
بقلم: أيمن هشام عزريل
الحديث عن أزمة العمل الفلسطيني ليس جديداً، وليست محاولات الإجابة على الأسئلة التي تطرحها الأزمة ومعالجتها جديدة.
بالنظر إلى الاقتصاد الفلسطيني نجده اقتصاداً محاصراً، وتابعاً للاقتصاد الإسرائيلي، إضافة إلى كونه اقتصادا استهلاكيا يعاني الكثير من العجز في الميزان التجاري مع إسرائيل، حيث تشكل التجارة الخارجية معها حوالي 90% من التجارة الفلسطينية.
تتراوح الأعمال التي يمتهنها الخريجون العاطلون عن العمل بين العمل في الأسواق عبر امتلاك بسطات لبيع الخضار والملابس ومواد التجميل، وحتى العمل في مجال نقل البضائع بواسطة "التك تك".
ومما يدلل على حجم مشكلة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، تقدّم آلاف الخريجين والخريجات في الآونة الأخيرة للامتحان التحريري للوظائف التدريسية المتوافرة في وزارة التربية والتعليم العالي في كافة التخصصات، علما بأن عدد الوظائف الشاغرة محدود.
ونظرا لتحول أزمة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، إلى هاجس يقض مضاجع العائلات، حرم الكثير من الخريجين الجامعيين من المنافسة على الوظائف العامة والحصول على فرص عمل تتناسب مع شهاداتهم الجامعية، وقد دعي إلي هبة عربية لمساعدة الإنسان الفلسطيني وتعزيز صموده.
 وعند الحديث عن هذه الأزمة المالية العالمية فلابد من الإشارة إلى عدد من المسائل الهامة المرتبطة بالموضوع على النحو التالي :
- إن هذه الأزمة هي أزمة حقيقية بنيوية في الاقتصاد العالمي والاقتصاد الرأسمالي عموما، وهي ليست مجرد أزمة سيولة بل هي أزمة اقتصادية أثرت في قطاعات الاقتصاد المختلفة.
- إن الأزمة أكبر مما يتصور بكثير حتى أن بعض رجال الأعمال (فلسطيني في أمريكا) يقول أن الدولار سينهار مع نهاية العام والمصارف لا تلتزم بدفع التزاماتها والأزمة في أمريكا أكبر مما تسمعون بكثير.
- إن الاقتصادات الناشئة (ومنها الاقتصادات العربية) كانت أشد تأثراً من الاقتصادات المتقدمة، فعلى سبيل المثال تأثرت البورصات في الصين بمعدل 21%، وفي تركيا بمعدل 22%، وفي روسيا بمعدل 16% وهكذا.
- إن هذا يعتبر سببا كافيا للدول الفقيرة والعربية والإسلامية لتعيد النظر في استثماراتها في أمريكيا وأوربا، بل يستثمر في بلادها بهدف إحداث التنمية الاقتصادية، وهذا ينطبق أيضا على الواقع الفلسطيني والمصارف الفلسطينية.
- إن الاقتصاد الفلسطيني وهو يعاني من شح في السيولة وضعف في التنمية لهو بأمس الحاجة إلى أن يتم استثمار مدخرات أهله بداخله دعما للتنمية وتوفيرا للسيولة، وإن هذه الأزمة تدق ناقوس الخطر وتهيئ الظرف لإعادة التفكير في موطن الاستثمار بحيث تعود الأموال إلى حضن الوطن، وهي أيضا إشارة إلى ضرورة الرقابة المالية على المصارف الفلسطينية بحيث لا تصدر الأموال إلى خارج فلسطين.
إن غياب التواصل الجغرافي ما بين غزة والضفة، يحتاج إلى إستراتيجية جديدة يشارك فيها كل أطياف العمل السياسي والاجتماعي، والأصح أن يبحث الفلسطينيون عن سياسة وإستراتيجية جديدة للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني.
إن الفلسطينيين يحتاجون إلى ربيع مختلف عن الربيع العربي، بحيث يحتاجون إلي إستراتيجية حقيقية لاستنهاض الوطنية الفلسطينية بعيدا عن الأجندة غير الوطنية، إن الربيع الفلسطيني، لن يكون إلا عبر صياغة وامتلاك البرنامج السياسي الاقتصادي الاجتماعي المستند لمصالح الناس وحقوقها، وإيجاد البدائل الملائمة للاعتماد على الذات، بشرط إعادة النظر بصورة موضوعية في التجارب السابقة والاستفادة من الأخطاء.

الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

عدالة مفقودة



عدالة مفقودة
بقلم: أيمن هشام عزريل
العدالة مبتغى وهوى النفس البشرية وغاية سامية تسعى المجتمعات المتحضرة لتحقيقها، والتي نصت عليها جميع القوانين والأنظمة في العالم وهي العدل والحرية والمساواة، على أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو الدين، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ”مقولة تحمل من الحكمة ما تحمل وقد قالها الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز حفيد الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه والذي نهل من جده وتاريخ جده الكثير مما وضعه في مصاف معيار العدل والعدالة في تاريخ البشرية، وقد قال تلك المقولة أو الحكمة بحق ابنه الذي حاول أن يشتري أو اشترى خاتما بألف دينار، فأجبره على بيعه وشراء خاتم بدينار، ويكتب عليه تلك المقولة لتردعه عن محاولة الترفع على البشر وتمييز نفسه عنهم، هذا الجانب هو المفقود عندنا، العدالة التي افتقدناها منذ عشرات السنين ولو كانت هذه العدالة سائدة في بلادنا العربية، لكانت عندنا الحياة الكريمة والحرية في النقد والتعبير.
 هناك مجتمعات تعيش تحت وطأة الاستبداد والاستعباد والتفاوت الاجتماعي الفاحش، بالإضافة إلى التزييف والتزوير والاستعلاء الزعاماتي والعائلي، وذلك بسبب طغيان الرعب والخوف والإرهاب وشيوعه في المجتمع / المجتمعات من قبلِ الأجهزة الأمنية والمخابراتية والبوليسية والتجسسية لأنظمة القمع والاستبداد، هذا المجال هو أحد المجالات التي يمكن أن ينطبق فيها مبدأ فقدان العدالة والمساواة بين البشر حين يفقد الموقع أو المنصب من هم قادرون على رفعه ويحصل بدلا منهم على من ينزله إلى أسفل المواقع والدرجات والمحصلة الأخيرة، لكل ذلك هو المزيد من الخسائر.
يبدو أننا ننظر من خلال ضباب، أو بدون نظارة طبية، تجعل الصورة أكثر وضوحا، وأقرب للفهم ونعتقد مخطئين أن التجرد هو أساس العمل عندنا، وأن العدالة هي المعيار ولكن الحقيقة التي تزداد يوما بعد يوم تثبت أن ذلك فهم نظري مجرد، لا يمت للحقيقة بصلة وأن من الواجب علينا محاولة فهم الصورة كما هي عليه وليس كما يجب أن تكون، وما هي عليه يحمل عدم المساواة وانتفاء العدالة أما ما يجب أن تكون عليه فيحمل ترسيخ العدالة والمساواة المفقودتين.
لذا يضطر بعض الناس إلى المعارضة والمجابهة والانتقاد والرفض لهذه الأوضاع السقيمة، عبر الكتابات الإيمائية والصيغ غير المباشِرة، أو عن طريق ضرب الأمثال والحكم الفلسفية والسياسية والتاريخية، عن السلاطين المستبدين، وعن ظلمهم وطغيانهم وعدوانهم على المجتمعات، و عن نهبهم للثروات الوطنية التي هي أساسا ملكا للمجتمعات.
فالعدل كما قيل «أُس الملك» ويقول ابن حزم «العدل حصن يلجأ إليه كل خائف» فالشعب خائف على مستقبله، وخائف لان العدالة قد فقدت، واهتزت ثقة قطاع كبير من الناس بالدولة ومؤسساتها، ويجب استعادة ثقة الشعب وخاصة قطاع الشباب، فهم بناة المستقبل، ويأتي في مقدمتها ترسيخ مفهوم العدالة وأيضا تكافؤ الفرص، بالتطبيق العملي فبذلك تحميهم وتحافظ عليهم.
يقول الزهاوي العدل كالغيث يحيي الأرض وإبله والظلم مثل النار في القصب.




الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

صوت الحق في زمن الباطل



صوت الحق في زمن الباطل
بقلم: أيمن هشام عزريل
هذا زمن العجب العجاب .... انقلبت الموازين وطمست الحقائق وأصبح الحلال حراما والحرام حلالا، والسنّة بدعة والبدعة سنّة، ووطننا العربي كغيره من الأوطان لا يخلو من الفساد، إلا أنه يحظى بدعم كبير من زمرة من المسئولين المتنفذين في تلك البلاد، ويبقى دور المواطن والإعلام في مواجهة ذلك، لقد استشرى وللأسف الشديد الفساد حتى أصبح حديث الناس، وأصبح لا يكاد يخلو مجلس من الحديث عن استغلال البعض للمال العام، واستغلال السلطة والنفوذ وضياع مصالح الناس، وسوء تنفيذ المشاريع بل وحتى غيابها في أحيان كثيرة، وعدم حصول الناس على مصالحهم إلا بطرق غير مشروعة، حتى بات لدى الناس القناعة التامة، أنه لا بد من أن تدفع حتى تستطيع إنهاء معاملتك بيسر وسهولة، بل وحتى تستطيع أن تحصل على حقوقك المشروعة، وأصبح معروفا للجميع أنه إذا أردت أن تنجز في ساعة ما يتطلب إنجازه شهرا فما عليك سوى أن تدفع، وإذا دفعت فإن الحق يصبح باطلا، والباطل يصبح حقا، والنظامي يصبح غير نظامي والعكس صحيح.
 العالم المتقدم يطور أنظمته وآلياته بشكل يجعلها قادرة على مطاردة المفسدين ومعاقبتهم، وبالتالي الحد من الفساد إلا عندنا، فإن النظام يحمي المفسدين بتفاوت تفسيراته والدخول من ثغراته، وأحيانا جهل الناس بالنظام وآلياته وإجراءاته.
 لا يمكن محاربة الفساد دون أن يعمق لدى الفرد الشعور بالانتماء والولاء للوطن، والانتماء والولاء للوطن لا يمكن أن يكرس ويغرس إلا عندما يعرف الفرد واجباته ويمارسها على أرض الواقع، ويحصل على حقوقه كاملة ويرى أن الدولة تحميها، ولا يمكن محاربة الفساد إلا إذا عرف المواطن القوانين والأنظمة الرادعة للفساد وبكل أشكاله، ولا يمكن محاربة الفساد إلا إذا كان هناك تكريس للشفافية واحترام للنظام واحترام لحقوق الآخرين، ولا يمكن محاربة الفساد دون وجود أساليب واضحة ومعلنة بطرق الإبلاغ عن الفساد وتوافر حماية للمبلغين من السلطة القائمة، ولا يمكن محاربة الفساد إلا عندما يكون الجميع دون استثناء تحت طائلة القانون، ولا يمكن محاربة الفساد دون مساحة كافية للسلطة الرابعة-الإعلام- للقيام بدورها في كشف خبايا الفساد وفضح المفسدين، ولا يمكن محاربة الفساد دون الفصل بين السلطات في الدولة وتعزيز دور القضاء واستقلاليته.
الغريب ... (عذرا لم يعد هناك شيئا غريبا ), يزاود هؤلاء المارقون ... (عذرا مرة أخرى) ... أصبح هؤلاء هم المخلصون والأكثر ولاءً, يزاودون في الانتماء للوطن والخوف عليه, وهم في الحقيقة السوس الذي ينخر نسيجه, همهم المنافع الشخصية, والتلون بما يخدم مصالحهم، والظهور بدعوى الولاء والانتماء للوطن، والذي أصبح للأسف مطية لأمثال هؤلاء، حتى اتسعت قاعدتهم نتيجة إقصاء الخيرين، الذين لا يقبلون بالباطل ولا يهادنون في قول الحق، وهؤلاء المخلصون يتعارضون مع مصالح المتنفعين والمتنفذين لأنهم يهددون مصالحهم .
لذا أصبحت القاعدة، إذا أردت الوصول لأعلى المراتب، فعليك أن تحتذي حذو هؤلاء المدلسين والمطأطئين, والذين يتبنون شعار (النفاق والمداهنة والانقياد والرياء هي مفاتيح النجاح)، رغم كل ذلك فالحق اقوى, وهؤلاء المزيفون خائنون لضمائرهم أولا ولمجتمعهم بعد ذلك, وهم في نظر الآخرين ثلة مكشوفة مموهة لا تحظى بالتقدير .
فأين إذن الصوت الوطني الحر؟ وهل أن الشعب العربي من الغباء حتى لا  يستطيع التمييز بين الناقة والجمل!؟ وهل نحن فعلا خير امة أخرجت للناس؟ ناهيك عن الفتاوى الأخرى التي تضحك وتبكي في نفس الوقت لما وصلنا إليه من مهانة في ديننا وقيمنا وأخلاقنا، حتى أصبح الحق باطلاً والباطل حقاً.
فلننأى بأنفسنا بعيدا عن هؤلاء، فهم متجذرون في كل مكان, ولنعمل على صدهم وتحجيمهم من خلال كشف أوراقهم للآخرين ودحض أفكارهم, والعمل على تعظيم أفكار وطروحات الخيرين الصادقين في انتمائهم لدينهم وأمتهم, وان يكون هؤلاء هم المرجعيات الحقيقة بعيدا عن الذين صنعهم المال أو المركز، والذي هو في نهاية المطاف شغلهم وهمهم الشاغل.
فالحق أبلج واضح وضوح الشمس, والباطل أيضا واضح مهما زيناه وألبسناه أزهى الأثواب، قال تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً، ودوا ما عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)) آل عمران/118، صدق الله العظيم.
والغبي من يستغبي بالإسلام، والحر تكفيه الإشارة.

















الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الاثنين، 8 يوليو 2013

أهلاً رمضان



أهلاً رمضان
بقلم: أيمن هشام عزريل
أقبلت يا رمضان، أقبلت يا شهر الصيام والقيام، أقبلت يا شهر النور والبركات، أقبلت يا شهر الخشوع والطاعات، أقبلت يا شهر النصر والمكرمات، أقبلت يا شهر الذكريات، أقبلت وقد اشتاق إليك المحبون.
فكم كنت ربيعا للطائعين وموسما للتائبين، قد تاقت إليك نفوس المؤمنين واشتاقت إلى لياليك دموع المتهجدين، فكم فيك من راكع وساجد، وكم فيك من تال للقرآن وذاكر، وكم فيك من مخبت وباك.
الحمد لله الذي فاضل بين الشهور والأيام، وجعل رمضان من أفضل مواسم العام، وفتح فيه أبواب الخير للأنام، الحمد له أولا وآخرا، والشكر له ظاهرا وباطنا فلا إله إلا هو سبحانه، أفعاله كلها محمودة ويده دائما بالعطاء مبسوطة، قد فتحت فيك أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران، وصفد مردة الجان، فهنيئا لمن استغل أيامه ولياليه، وتزود فيه من العمل الصالح ما يقربه إلى الله سبحانه وتعالى وكسب مرضاته، شهر يستبشر بقدومه، تزداد فرحتنا بخبر دخول هذا الشهر الكريم، لقد فهم الناس اليوم الصوم فهما خاطئا حتى زلت الأقدام عن حقيقة الصوم، فنكست الطباع، وغيرت الأوضاع، وأصبح الناس في ضياع، عندما اختلت موازين فهم صيام شهر رمضان، تدفق الناس لشراء أغراض وحاجيات الشهر من المواد الغذائية ولملمتها من الأسواق، وانشغالها في أول الشهر تتجول في الأسواق، فيا إلهي رأيت الزحام وتكالب الناس على المحلات التجارية، فقلت :ما هذا؟ أين نحن وهم قبل بداية الشهر بوقت كافٍ، لنتفرغ في شهر الصوم للعبادة وقراءة القرآن، لم لا نبادر بالشراء قبل دخول الشهر، حتى لا نضطر لإضاعة الأوقات الثمينة في البحث عما لذّ وطاب لنملأ مائدة الإفطار بصنوف وأشكال من الأطعمة والأشربة، بينما من وفقه الله تعالى بادر مبكرا بشراء ما يمكن شراؤه ثم تفرغ من بداية الشهر ليعيش مع كتاب الله، بعدها تشغلنا المسامرة والسهر إلى قرب الفجر في أحاديث متفرقة ليليا على ما جمعناه وكدسناه من صنوف الأطعمة والأشربة، متابعين للأخبار وغيرها عبر القنوات الفضائية، ثم نتذكر ملابس العيد ومتى يتم شراؤها؟، بعدها تبدأ رحلتنا مع الأسواق من منتصف الشهر إلى نهاية الليالي العشر ومع ملابس العيد من سوق لآخر، هذا طويل وهذا قصير، وهذا لونه مناسب وهذا لا يعجبني وهكذا فضلا عن الإكسسوارات المصاحبة والأحذية والحقائب الصغيرة وما إلى ذلك من أمور، تتطلب رحلات متتابعة في الليالي الفاضلة التي تحلو فيها المناجاة مع رب الأرض والسموات، وقت النزول الإلهي.
 ليكن رمضان فرصة لنا.. ودورة تدريبية في الابتعاد عن المعاصي، وعن ما يغضب الله - جل وعلا - وأعلنها صراحة .. واصرخ بها في وجه الشيطان .. وداعا للمعاصي والسيئات..  وداعا لكل ما يبعِد عن الله - جل وعلا -، وأبشر بتوفيق الله لك .. وتسديده إياك .. عسى ربي أن يهديني وإياك سواء السبيل، فأوصيك وأوصي نفسي معك، بتدبر معاني القرآن..  وفهم آياته .. واحرص على قراءته والتلذذ بتلاوته .. وليكن لك ورد يومي تقرأه بتمعن وتدبر .. وأوصيك بكتاب (زبدة التفاسير) فإنه خير معين لك بعد الله على ذلك، أوصيك بكثرة الإنفاق في رمضان، وخصوصا إذا كنت ممن منّ الله عليه بكثرة المال .. فلا تنس إخوتك الذين يعانون الفقر والجوع .. فليس لهم بعد الله إلا المتصدقين أمثالك .. فلا تبخل عليهم .. وأدعو الله أن يبارك في مالك ورزقك، إياك أن تكون ممن يفطر على سخط الله وغضبه .. وذلك بشرب الدخان أو متابعة ما يعرض في القنوات من برامج ساقطة تستهزئ بالله وبرسوله .. ولا يخفى على أمثالك جرم ذلك .. قال الله تعالى: ((وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره)) الأنعام/68، صدق الله العظيم.
وعلى العبد أن يجاهد نفسه فيمنعها عما حرم الله عليه من الأقوال والأعمال، لأن المقصود من الصيام هو التقوى وطاعة المولى، وتعظيم حرماته سبحانه، وكسر هوى النفس، وتعويدها على الصبر لأن الصبر ضياء وأجر عظيم ومثوبة كبرى،
وليس المقصود من الصيام مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات فقط .
وما من عبد صام شهر رمضان، إلا زوجه الله زوجة في كل يوم من الحور العين، في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله به الحور العين المقصورات في الخيام على كل امرأة منهن سبعون حلة، ليس منها حلة على لون الأخرى، ويعطي سبعون لونا من الطيب ليس منهن لون يشبه الآخر، وكل امرأة منهن على سرير من ياقوت موشح بالدر على سبعين فراشا بطائنها من إستبرق.
ومما يجب على المؤمن في شهر رمضان وغيره من الأشهر، أن يحفظ لسانه عن الغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض المسلمين، لأن ذلك مذهب لأجر الصيام ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال صلى الله عليه وسلم : "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه كَفّرَ ما قبله"، رواه الإمام أحمد، وقبل ذلك قال الله تعالى في تحريم الغيبة والنميمة : ((ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه(( الحجرات/12، صدق الله العظيم، وليس معنى الصيام أن الإنسان يبقى طوال اليوم عابس الوجه، ضيق الخلق، عنيف التعامل، شديد الطباع، قاسي الكلام، غليظ القلب، بل الصيام يعلم حسن الخلق، وحسن التصرف مع الناس، وبشاشة الوجه، وطلاقة المحيا، لأن الصيام يضيق مجاري الشيطان من ابن آدم، فيكون الصائم طيب الكلام، يتحمل ما يأتيه من شتائم وسباب، وإذا شتم أو تعرض للسب، فعليه أن يرد بقوله : "إني امرؤ صائم" أو "إني صائم".
فلنسأل الله معا أن ندرك رمضان .. وأن يجعلنا من المرحومين بصيامه، اللهم آمين.








الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأحد، 7 يوليو 2013

المحسوبية



المحسوبية
بقلم: أيمن هشام عزريل

الحديث عن ظاهرة "الاضطهاد الوظيفي" أو المعروف بالمحسوبية أو الواسطة،  هو حديث طويل، واختلفت وتباينت وتضاربت الآراء ووجهات النظر عن هذه الظاهرة أو الداء المنتشر في مجتمعاتنا العربية وأن كانت تزيد في بعض الدول عن غيرها، فهي ظاهرة مستشرية في مجتمعنا بشكل جلي وواضح، الجميع ينظر إليه على أنه أمر سلبي يعيق تقدم المجتمع ويظلم الناس،  إلا أنه عندما يرغب أي شخص في الحصول على أمر معين، يبحث عن شخص يستطيع التدخل لانجازه لدى مسؤول، الواسطة والمحسوبية التي تعرف بفيتامين (واو(، هما كلمتان تشكلان خطرا من اخطر أنواع الفساد الإداري، لأنها تعني محاباة شخص أو جهة لشخص أخر أو جهة أخرى ووضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، وأصبحت وسيله لهضم حقوق الآلاف من البشر، الذي يحز  في نفس الموظف، وبالأخص الذي يحمل من الكفاءات العلمية، فضلاً عن سنوات خدمته، أن تفاجئه بترشيح موظف لا يزال يعمل بعقد ولا تتعدى سنوات خدمته السنة أو السنتين، معتمدة تلك الترشيحات على مبدأ وسياق عملاً مبني على "المحسوبية"، في حين لدينا كم هائل من الأكفاء المبدعين ولكافة الاختصاصات والمجالات، وما وراء الكواليس يعملون بصمت.
هناك كثير من الآهات والآلام للموظفين، عن تهميش دورهم دور الموظف المخلص، وعدم اكتراث المسؤولين في تلك الدوائر عن تقييم جهود المتميزين والمثابرين في العمل  الوظيفي.
هذا المشهد واحد من المشاهد الموجودة في واقعنا ومجتمعنا الذي نعيش فيه، في يومنا هذا، إذاً أين مبدأ " العدالة "؟ وأين مبدأ "العقاب والثواب"!؟، وكيف نعالج موضع الفساد لتلك الظاهرة !؟
فلا بد أن نوجه رسالتنا إلى المواطنين والسادة المسؤولين وأصحاب القرار، وتذكيرهم بقول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم،" كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، إذاً هنا يأتي "مفهوم ثقافة النزاهة والشفافية"، حتى لا نكون كمن يعيش في بلد تموت فيه المواهب، ويتعذر على الفرد أن يمارس هواياته فيها كما يشاء، لكي نستطيع إشاعتها لدى شرائح مجتمعنا، إن حاجات الإنسان لا تنحصر في المأكل والمشرب والمأوى فحسب، الذي يحدث في بلدي يذبح طموحاتي، فلا بد من إقامة ورش تتحدث عن تلك الثقافة، وهذا يأتي بتعاون حقيقي ما بين هيئة النزاهة مع المواطنين، والدوائر ومنظمات المجتمع المدني .
وأخيراً للإعلام دوراً أساسي ومهم في محاربة الاضطهاد الوظيفي، كأحد أنواع العنف الممارس بحق الموظفين والمواطنين، وليكن شعارنا الحقيقي التقويم والإصلاح لبناء وطن خالي من الواسطة والمحسوبية، إن المحسوبية هي الفساد لا يقل عن الإرهاب خطورة على المجتمع  والدولة، حتى يأتي اليوم التي تختفي فيه هذه الجرثومة المنتشرة، لنعتمد على الكفاءات والقدرات والإمكانيات المتاحة، وقول الحق وأنصاف المظلوم، ولنكن مع الله ولا نبالي.  








الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

القيادة...الحقيقية والوهمية



القيادة...الحقيقية والوهمية
بقلم: أيمن هشام عزريل
القيادة بداهة حقيقة، تشمل جميع الموجودات على وجه الخليقة، وهي بالتالي حقيقة وجودية على ألأرض، ونود أن نسلط بعض من الضوء على القيادة، بما يخص الوجود ألإنساني، فان حقيقة الوجود الإنساني، تقول يجب أن يكون هناك قائداً يقود هذه المجموعة، أو تلك، والقيادة تأخذ أشكال وعناوين متعددة، فمنها القيادة السياسية، ومنها القيادة الدينية، ومنها القيادة الاجتماعية، وغيرها من القيادات.
والقائد في المجموعة في أي مجموعة، عليه رسم خطة العمل الواجب تطبيقها لبلوغ الأهداف، بأقصر مدة ممكنة، وبأقل الخسائر، في حالة أستوجب بلوغ الهدف خسائر، يجب أن تستهلك بالطريق للوصول إلى الهدف، ونود أن نركز في هذه السطور على القيادة السياسية.
وعندما نقول.. قيادة سياسية.. يعني القيادة التي تعني بالحالة السياسية في أي بلد، بوصفها رأس الهرم السياسي أو القيادة السياسية في داخل البلد، ولكنها تعني بالحزب أو التجمع أو التكتل السياسي، الذي يأخذ على عاتقه العمل السياسي، ضمن منظومة سياسية تترابط كل مفاصلها لإيجاد العمل المطلوب، الذي يبتغي أهداف سياسية محددة، ولكن حقيقة التشخيص للناقد الثقافي السياسي، تضعنا أمام شكلين من القيادة، قيادة حقيقة وقيادة وهم.
فأما القيادة الحقيقية، هي القيادة التي تمتلك فكرا قياديا متقدماً، يستطيع هذا الفكر أن يتعامل مع الحالة السياسية تعاملا دقيقاً، على أساس الواقعية المطروحة الواجب التعامل معها، بطريقة تفكير تبتعد عن النمطية، وترتكز على الابتداع للوسائل بفكر يبتعد من الحالة النظرية، ويندمج مع الحالة العملية في الطرح والتطبيق ..بفكر يمتلك القابلية في القراءة السياسية الشمولية ذات ألأبعاد المتعددة، ومعها التحليل السياسي المنطقي للأحداث، والوقائع السياسية، ومن ثم المعالجة السياسية عندما تحتاج الحالة السياسية في بعض مفاصلها إلى معالجة، وفوق كل هذا وذاك، اختزال الفكر السياسي للقيادة، لموضوع الحدس السياسي، والذي يعتبر من أهم مرتكزات القائد السياسي ذو الحنكة والتدبير السياسي المطلوب.. ومع هذا كله على القيادة الحقيقة، أن يكون لها القوة الذاتية الجاذبة، من خلالها يتم جذب الجماهير الجذب المطلوب، والتأثير فيهم حتى يتم توجيه الجماهير الوجهة الصحيحة المتوافقة، مع الرسم الاستراتيجي للقيادة، لبلوغ الأهداف المراد بلوغها على الدوام، ومع انعدام الحالة التأثيرية في الجماهير، من قبل القائد الفاقد للتأثير، ستكون بالتالي هنالك انعكاسات سلبية، بين القائد والجماهير التي تؤمن به.
هذا على مستوى القيادة الحقيقية، أما المشكلة كل المشكلة، عندما تؤمن الجماهير بقيادة، هي في الحقيقة لا تمثل قيادة حقيقية، بالمقاييس والمعايير القيادية، قيادة وهمية صورية، لا توجد أي نتاج حقيقي في الوسط الجماهيري، الذي يؤمن بها، وبالتالي يكون حراك جمهور هذه القيادة، دائراً بحلقة مفرغة، يفتقر إلى الحالة التصاعدية والارتقائية، وتكون المسألة بمثابة  ملء فراغ لا أكثر ولا أقل، وأن مثل هذه القيادة، لم تجيء إلى حيز القيادة، إلا من خلال انتخاب جماهيري مخدوع..هذا الانتخاب من قبل الجماهير كان في الواقع خاضع لمؤثرات، كأن يكون هذا القائد قد خلف قائداً حقيقيا سبقه لقيادة الجماهير، أو يكون هذا القائد  الصوري ينتمي إلى عائلة القائد الذي خلفه، وبالتالي تكون المسألة مشابهة لأرث موروث، قد جاءت إلى هذا القائد على طبق من ذهب من دون أي عناء أو أي تعب، أو لربما يكون لهذا القائد الوهمي آلة إعلامية، لها القابلية في التأثير على الجماهير.
وهذه الحقيقة التي استشرت في واقعنا القيادي في الدائرة العربية المغلوب على أمرها على الدوام، والتي لم ينعكس منها سوى التأخر والضعف على كل المستويات، وعلى كافة الصعد، من خلال قيادات صورية وهمية ليس لها القابلية القيادية التي توجد للمجتمع العربي، الكيفية والحيثية المطلوبة للانطلاق في عملية البناء الإنساني المرموق، الذي تصبوا له الفطرة البشرية بطبيعتها التكوينية.
ومن خلال القيادة الصورية، وجدنا أن أمتنا العربية تعاني الهزات السياسية، وحالة اللا استقرار السياسي، وبالتالي اشترار المشاكل السياسية، المشكلة تلو المشكلة، فأصبح الجمهور العربي يستهلك الكثير من الوقت، ومعه الكثير من الخسائر المادية والبشرية المروعة من دون بلوغ الهدف، الذي يشار له بالبنان، والأصعب من ذلك، سماح هذه القيادة إلى التدخل من قبل قوى خارجية عليها الكثير من العلامات والمؤشرات السلبية، سمحت بتقرير الشأن السياسي ضمن المقاييس والمعايير التي تتبناها هذه القوى في الكثير من البلدان العربية.
فمتى تكون القيادة في الدائرة العربية قيادة حقيقية، تحصن الحالة الداخلية العربية من أي تدخل خارجي، وذلك من خلال طرح قيادي واقعي، يحترم الواقع المعاش، طرح يحترم ويقدس التطلعات العربية، دون استثناء .. من خلال قيادة ترسم الطريق المحدد الملامح، لبلوغ كل ألأهداف المرجوة  .. من خلال قيادة تمثل قيادة الأمل، متسمة بقوة جاذبة تجذب الجماهير لها الجذب الذاتي، من دون خداع، من دون عصى ضاربة، من دون  سياط تسلط على أبناء الأمة، من دون استخدام المؤثرات المشينة، التي باتت تمثل صفة لصيقة لكثير من القيادات العربية.
وما يسعنا إلا أن نقول كما قال الشاعر ..إلى متى وحتى متى يبقى التخاذل؟.      





الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com

الغرور والتواضع



الغرور والتواضع
بقلم: أيمن هشام عزريل
ليس في استطاعة أي شيء، القضاء على الأخلاق، مثل الغرور .. فإذا تسرب الغرور إلى رأس الإنسان، ماتت الروح الأخلاقية فيه، ولم يعد قادراً، على حمل رسالة الأخلاق الطيبة ... والغرور قد يصل إلى درجة في النفس، تجعل صاحبها منفوخاً ممسوخاً يدعي السلطة على الكون .. والتكبر، على الآخرين، ولم يعرف أو يدرك قيمة نفسه جيداً. 
فالتواضع، هو أساس نمو الأخلاق، فالإسلام حثنا كثيراً على التواضع، ففي تواضعك يرفع الله مقامك، وفي الحديث : من ساء خلقه ضاق رزقه.
 الغرور من أكثر الصفات التي كان يكرهها الرسول صلى الله عليه وسلم .. قال أنس بن مالك رضي الله عنه .. ((خدمت الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما سبني ولا ضربني ولا عبس في وجهي)) .. فلننظر إلى تواضع الرسول، فهذه أخلاق المسلم الصحيحة التي لابد أن نقتدي بها، فما بال الذي يسيء لمن أحسن له، لابد هناك خلل أو مرض نفسي،أو قلة الإيمان .. فالدين غذاء العقل، والأخلاق معروفة، حسب البيئة التي يتكيف بها، والتربية أيضاً لها دور كبير في السلوك، وكذلك العلم، والتفقه بالدين، فالأخلاق طريق النجاح، ومنهاج العمل، فالنبي صلي الله عليه وسلم كان قد بلغ القمة في الأخلاق، والكرم، والشجاعة، والأمانة، والإخلاص، والصدق وغير ذلك، وليس هذا فحسب، وإنما الأخلاق تعني الطريق الأفضل في الحياة، وليس التمرد أو حمل الضغينة للآخرين أو التكبر والغرور، الكرسي الذي يجلس عليه اليوم أو المنصب، غدا يفارقه لغيره،  هكذا الدنيا، فالغرور عدو الأخلاق الوحيد ونهايته الندم والانكسار.....

الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: uzrail@hotmail.com