الأحد، 15 سبتمبر 2013

كيف تستعيد الأمة مجدها المفقود؟

كيف تستعيد الأمة مجدها المفقود؟
بقلم: أيمن هشام عزريل
اسأل وأتســـاءل وأبحـــث كثيراً, مع ملايين مثلي من أبناء هذه الأمة العربية عــن أسباب الضعف والمهانة والتخلف، الذي وصلنا إليه، ونحن خير أمة أخرجت للناس.
واأسفاه على أمة العرب على الحال الذي وصلنا إليه، واأسفاه على أمة ترقص طربا على استفتاء يجري بإرادتهم ليتنازلوا طوعا عن جزء عزيز من بلادهم لمن لن يرحمهم, واأسفاه على أمة لم تعد تميز بين عدوها وصديقها ولم تعد تعرف ما ينفعها وما يضرها.
وقد ترسخت لدى كثير من الناس قناعات, أن الاستعمار الغربي للوطن العربي متبـــــوعا بتقسيمــــات سايكس بيكو، إقــــامة أنظمة عربية مستبـــدة، ساهمت هذه الأنظمة في تشـــرذم هذه الأمة وضعفها وتخلفهـــا، وأن نهضة هذه الأمة واستعادتها لمكانتها الحضارية بين الأمــــم، مــــرهونة بكلمتين سحــــريتين همــا ( الحرية والديمقراطية).
نحن في هذا الزمان نعيش أزمة أخلاقية حقيقية, لا يتجاهلها إلا غـافل أو جاهل, ولا يستهان بها إلا من هان عليه دينه ونفسه وأمته، علينا جميعا أن نبذل أقصى الجهود, حتى تستعيد هذه الأمة أخلاقها, وحتى تسترد مكــــانتها الحضارية بين الأمم, وحتى لا تبقى غثاء كغثاء السيل, أو كالأيتام على مأدبة اللئام.
ولن يكون لأي أمة حضارة وعزة بدون العلم، لأن الجهل والذل توأمان وجهان لعملة واحدة، ومترافقان ما ترافق الليل والنهار.
فلو نظرنا إلى حالنا ( الدول العربية ) لوجدنا، أن البعض من أصحاب القرار يدعون القوات الأمريكية والغربية إلي احتلال بلاد المسلمين، لأن ما يحدث اليوم في بلادنا العربية ما هو إلا من أجل كرسي الحكم والسلطة وقد بات شغلهم الشاغل.
إن كثيراً من هذه الدعوات – للأسف- تنظر إلى الأمور بمنظار ضيق، وتقيس الأشياء بمقياس مادي بحت، فهي تدعو إلى النهوض في مجال الصناعة والزراعة والعمران وبناء الأبدان، وتغفل ما وراء ذلك مما لا غنى عنه للإنسان.
لذا، فعندما ندعو إلى نهضة الأمة، فإننا لا ندعو إلى ما قد يتردد في الأذهان مما تتناقله الصحف ووسائل الإعلام، لكننا ندعو إلى النهضة الحقيقية الشاملة، نهضة تبني الحياة لتعيد الأمجاد لهذه الأمة، كالذي كان يوم نظر الخليفة هارون الرشيد رحمه الله لسحابة وقال: أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك، لأنها إما أن تمطر في بلاد المسلمين أو في بلاد تدفع الجزية للمسلمين.
أؤكد أن الأمل مقترن بالعمل، فكفى أملا محلقاً لا يجدي شيئاً في واقع الناس، وكفى دغدغة للعواطف، أن العمل هنا مسؤولية مشتركة، للعالم، والداعية، والإداري، والسياسي، والمربي، والموجه، والمرأة في بيتها، والطبيب في عيادته.
ولمواجهة الأخطار التي تحيط بالأمة من الداخل والخارج، يجب أن تجتمع الأمة بأسرها على كلمة واحدة، لتتوحد الصفوف، حتى تستطيع درء جحافل الأعداء، لأننا نعيش في عالم لا مكان فيه إلا للأقوياء.
فهذه كلمات في الأمل وأهميتها في حياة الأمة المتطلعة لمستقبل مشرق، حتى تستطيع الأمة إعادة مجدها من جديد.






الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين


الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

سوريا والسيناريو الغربي



سوريا والسيناريو الغربي
بقلم: أيمن هشام عزريل
إن السوريين ألهموا من الثورات العربية الأخرى التي حدثت في كل من تونس ومصر، إلا أن السيناريو في سوريا لم يكن مماثلاً لما سبقه، في بعض الدول العربية.
حيث أن السوريين، يدفعون دمهم يومياً ثمناً لهذه الحرية، فلقد فقد الآلاف حياتهم والألوف مازالوا قيد الاعتقال والتعذيب، كما اجبر غيرهم على الهروب من البلاد أو الاختفاء فيه بشكل سري.
هاهم المواطنون السوريون منذ عامين ونصف، انتفضوا ضد عقود من مصادرة حكم الأسد لحقوقهم الأساسية، ليطالبوا بالحرية لإسقاط النظام، بعدما تعرضت هذه المظاهرات إلي أقصى أشكال القمع الدامي، من اعتقالات وقتل وتعذيب وقصف لمدن وقرى بأكملها.
حتى بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل في شؤون البلاد كعادتها، والتلويح بشن هجمات على المواقع العسكرية السورية وتحديد الأهداف، مع أن أوباما لا يحظى بدعم أغلبية الكونغرس الأميركي في شن هجوم عسكري على سوريا.
حتى بدأ النظام السوري بعمليات الإخلاء لبعض المقرات الأمنية والدوائر الرسمية والمواقع العسكرية المهمة، وأمريكا على علم بذلك بحكم امتلاكها للتقنيات المتطورة، التي تسمح لها بمراقبة كل ما يجري حول العالم .
في ضوء ما سبق، من الممكن أن تلجأ واشنطن إلى سياسة الكيل بمكيالين، وضرب عصفورين بحجر واحد، عند استهدافها للمواقع العسكرية السورية القريبة من المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وخصوصاً إذا علمنا أن بعض كتائب الجيش السوري الحر، سوف تتقدم بعد سقوط عدة صواريخ على المواقع العسكرية، لاستثمار حالة الفوضى وبهدف الاستيلاء على الأسلحة والذخائر المخزنة داخل المستودعات الموجودة ضمن تلك المواقع، ومع رصد تقدم الثوار من قبل أجهزة المراقبة الأمريكية، تُعطى الأوامر بشن هجمات صاروخية على المواقع ذاتها بحجة عدم تنسيق تلك الكتائب، التي دخلت هذه المواقع مع غرفة العمليات الأمريكية المسئولة عن توجيه الضربات.
ربما كان السيناريو السابق مخرجاً  لأوباما من ورطته وبحثه عن حلول مناسبة ترضي جميع الأطراف، وبما أن الضربات الأمريكية لا تخدم مصالح معينة في المنطقة، إلا إذا كانت محدودة ومسببة للفوضى، فقد تلجأ الإدارة الأمريكية لسيناريوهات أخرى .
من هنا وفي ظل مناورة الأوربيين، ومراوغة الأمريكيين، وتمسك الروس بنظام
الأسد، وعجز العرب عن إيجاد مخرج للأزمة السورية المستمرة منذ
أشهر عديدة، فإن جميع السيناريوهات القادمة ستكون مفصلةً على مقاسات المصالح في المنطقة.
لقد ساعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، كل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة العربية، ودعمتها بكل ما أوتيت من قوة في تحقيق مصالحها والحفاظ عليها، وعندما حدث وبدأت بوادر التحولات التاريخية في المنطقة، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، من القفز على تلك التحولات، والإصرار على إبقاء مناطق النفوذ والتأثير، فواشنطن والعواصم الأوروبية لديها البدائل الجاهزة.
لكن ما يحاك ويصار في سورية هو الاتفاق على رسم خريطة سورية جديدة ما بعد عهدي حافظ وبشار الأسد!
لكن حجم الوحشية الذي يتعرض له الشعب السوري،  كان يفوق طاقة البشر على الاحتمال، ولا يزال.



الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الخميس، 5 سبتمبر 2013

سوريا وتداعيات الحرب



سوريا وتداعيات الحرب
بقلم: أيمن هشام عزريل
إن الحرب على سورية ستشعل المنطقة، وستكون أمريكا والغرب أكثر المتضررين منها، وأي تدخل عسكري في سورية، سيكون له تأثير سلبي على الوضع، سواء الأمني أو الاقتصادي في المنطقة.
 لذا تسعى كثير من الدول إلى حل سلمي للازمة السورية، وأعتبر أن التصعيد الغربي، والحديث عن توجيه ضربة عسكرية، هي نتيجة فشل المشروع الغربي، الذي كان يهدف إلى تدمير سورية، وإخراجها من تحالفها، محذرين من تبعات مثل هذه الضربة على استقرار أمن المنطقة، باعتبار أن المنطقة إذا ما دخلت في حرب جديدة ستؤثر على صادراته بشكل كبير.
"إن الضجة الإعلامية الواسعة، باحتمال شن عدوان على سورية هي حرب نفسية وحماقة تدل على عجز وضعف أمريكا".
في السياق ذاته، "إن الأميركيين واهمون إذا اعتقدوا أن التدخل العسكري سيكون محصورا داخل الحدود السورية، لأنه سيتسبب بردود فعل تتجاوز هذا البلد".
 إن شن الجيش الأمريكي هجمات صاروخية على سورية، يهدد بإشعال حريق هائل سيضاعف بلا شك من معاناة الشعب السوري، ومن المحتمل جدا أن يتوسع هذا الحريق إلى لبنان وربما أبعد من ذلك.
إن تطورات الأزمة السورية المتلاحقة، وضعت المنطقة على حافة الهاوية، لأنه لن يكون باستطاعة أحد التحكم بمسار النار إذا ما اشتعلت، لذلك من الضروري الإسراع في تشكيل حكومة شراكة حقيقية لا تستثني أحداً.
الولايات المتحدة دخلت في طريق "اللاعودة" فيما يتعلق بالأزمة السورية، وأمريكا اختارت دخول هذه المرحلة عبر بوابة استخدام الغاز الكيميائي عند الحديث عن ضرورة التدخل العسكري.
إن الإنسان بطبيعته البشرية "لديه غريزة حب البقاء والتمسك بالحياة بكل حذافيرها"، حتى في أشد الظروف المعيشية الصعبة يبقى تمسكه بالحياة من سماته، وكون الحروب تشكل تهديداً للحياة فإن الإنسان يبقى دائماً في حالة ترقب وخوف من تداعيات الحروب حتى وإن كانت في مناطق خارج "وطنه".
وفي هذا السياق، بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى الأردن منذ اندلاع الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011 أكثر من 550 ألفا، يقيم نحو 130 ألف منهم في مخيم الزعتري قرب الحدود مع سورية.
من يقرأ الصحف الأوروبية هذه الأيام، يجدها تتهافت على استخدام النظام السوري سلاحه الكيميائي في ريف دمشق، لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، و"غارديان" البريطانية، نشرت على موقعها الالكتروني، قالت فيه إن الاستخبارات الخارجية الألمانية، عرضت على القياديين الأمنيين في ألمانيا دليلا على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق.
حيث أوردت معلومات لأجهزة الاستخبارات الفرنسية نشرتها الحكومة، أنه عند تنفيذ الهجوم الكيميائي في دمشق، أسفر عن مقتل281 شخصاً على الأقل. 
إن الشعب السوري يتعرض لظروف قاسية، يتعرض من جهة للقصف الكيميائي بواسطة حكومته، وينتظر اليوم من جهة أخرى القنابل الأميركية.
إن واشنطن قادرة على إعلان الحرب ضد سورية، لكنها ستكون عاجزة عن إنهائها، إن الهجوم الأمريكي على سورية إنما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
وأشير "أن المستهدف اليوم ليس النظام السوري بل الدولة السورية"، "إن انهيار الدولة السورية سيؤدي إلى زعزعة أمن المنطقة برمتها، وإعادة ترتيب دول الشرق الأوسط من جديد".
ونأمل أن لا تكون الفرصة للقيام بذلك قد فاتت، مع العد التنازلي للضربة الغربية المتوقعة على سورية.
الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

الركض وراء السراب

الركض وراء السراب
بقلم: أيمن هشام عزريل
قوافل الشهداء فى أوطاننا ترحل، وتسطر أروع الملاحم، والدم العربي يسفك بأيدي عربيه، وتزهق أرواح نحن نحتاجها للمواجهة، و كل يوم نزداد جموداً وتخبطاً، وها نحن نودع شهداء بحال مؤسف مؤلم، ودماء أكثر، وتشرذم أكثر، وانتهاك لحقوقنا أكثر.
إلا أن هذه المرة من صنع أيدينا، وننظر إلي الإحداث المتصارعة من حولنا ونشجبها ببيت من الشعر يسطر في قصيدة أو خطاب رنان ممل، أو تدهشك براعة المحللين عبر شاشاتنا الكثيرة، وأنت تستمع إليهم وكأن ما يحدث في وطننا لا يعنيهم، وان مسهم هذا لا يخيفهم فهم سوف تحميهم دولاراتهم خارج الوطن، ليرتمي في أحضان أوروبا وأمريكا.
كيف ستخرج امتنا من أزماتها؟ فقد اتسع الجرح بقضايا عدة، فالأطفال في سوريا مهجرون عن مدنهم وقراهم، وتحت قصف الصواريخ والدبابات، وأطفال مصر الصمود أمام العنف الذي يقتلهم.
 ماذا سوف يكون مصير شعب وقضية، ومصير أمة أتعبها الانتظار وأجهدها التآمر من أبنائها والركض وراء السراب.
قد يقول قائل إننا لسنا وحدنا في صحراء الضياع، فنحن جزء من أمة ليست الوحيدة على وجه الأرض، التي سلبها حكامها حقوق إنسانيتها وامتهنوا كرامتها، وضيقوا الخناق على منافذ الحرية، التي يمكن أن تنفذ منها، ووجدوا في الاستبداد بها متعة لا يعادلها إلا سماع أنين الضحايا من أبنائها، برغم الاستكبار في قلوبهم!.
ولذلك كان لزاما على شعوبنا أن تتحرر من هذه التركة المتعفنة، والتي أثقلت كاهله، وأعاقت حركة سيره نحو حياة إنسانية، طالما تمتعت بها شعوب تجاوزت ما تراكم في طريقها من نفايات التخلف التي تساقطت من موائد اللئام!.
وبذلك أضحت هذه الثقافة "الشمطاء"، أضحت مشدودة بسلبيات الماضي المتسلط السحيق، وهذا نوع من أنواع جنون العظمة، والركض وراء السراب،،،وهو الإصرار على الوصول لتحقيق الدولة "الخرافية"، لذلك فهذه الثقافة مصابة بمرض عمى الألوان، ولا يرون من خيوط قوس قزح السبعة، غير لون واحد وهو اللون الأسود فقط.
فهؤلاء ومن يتسترون عليهم هم ليسوا أعداء لأي تطور وإصلاح وحسب، بل أعداء لشعوبهم ولأمتهم، وأعداء لكل البشر عامة، وللإسلام خاصة.
فالأمم اليوم والشعوب، لا تريد تلقينها ثقافة الكراهية بين المذاهب ومختلف الأطياف، ولا تريد تلقينها ثقافة المقابر والانتحار والقتل والاحتراب، وإنما تريد ضمان الخبز وضمان العمل، وضمان العلاج المجاني، والتعليم المجاني، وضمان حالة العجز والشيخوخة، وتريد الكرامة والحرية، وقد قالها الخليفة عمر بن الخطاب، قالها مدوية "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".
ألا تستحق شعوبنا التي مازالت تموت من الجوع والقهر، أن نتوقف عن الركض وراء السراب، وبث الوهم والخداع وتسميم وتحريف وعيهم؟ فلا بد من يوم ما أن يزول الوهم وتشرق الشمس.
قال تعالى: ((أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) سورة الرعد 17.





الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com

فلسطين

الاثنين، 26 أغسطس 2013

مصر والنفق المظلم



مصر والنفق المظلم
بقلم: أيمن هشام عزريل
التحديث والحداثة وما بعد الحداثة مصطلحات لامعة وبراقة، أعتقد أننا دخلنا في النفق المظلم الذي حذر منه كثيرون، والمشكلة الأساسية في هذا النفق أنه عادة ما يكون السير فيه باتجاه واحد لا رجوع فيه، قد يصادف السائر في طريقه نفقا مظلما لا يستطيع أن يميز فيه طريقه من الطرق الأخرى، ما لم تكن أضواء اليقين كاشفة، ومسالك الطريق معروفة، كيلا يضيع السائر مساره، أو يتناثر أشلاء تحت وقع الكارثة، أو يسرف في التفاؤل، عندما يبصر نورا في أخر النفق قد يكون وهم سراب .
بهذه المجازر تفتح أبواب النفق المظلم أمام مصر، بهذا تهيئ المنطقة كلها للعنف والإرهاب، المسألة ليست اختياراً أو تهديداً، بل قراءة للواقع المادي الملموس، فعندما تستهين بحق الناس في الحياة، وتقصف أعمارهم بدم بارد فأنت تزرع الأرض بالكراهية والحقد والانتقام.
بهذا يرى المحللون السياسيين أن مصر قد دخلت نفقاً سياسياً مظلماً، من الصعب الخروج منه بعد، والأمور تتجه نحو انفلات يستحيل السيطرة عليه من أي طرف حتى لو أراد بعد ذلك، ولن يفيد كثيرًا الجدل العقيم عن الطرف الذي تسبب في ذلك أو من بدأ الأزمة أو من يتحمل المسؤولية أكثر من الآخر، وسيتحول مثل هذا السؤال الآن وفي المرحلة المقبلة لمجرد  كلام لا قيمة له في الواقع العملي، لن توقف دماً، ولن تنقذ بلداً من الضياع، ولكن الحقيقة الوحيدة أو المشهد الوحيد الذي سيعلق في أذهان العالم، أن المصريين أضاعوا ثوراتهم، وهاهي الأيام تتوالى والأحداث تتسارع ودقات ناقوس الخطر تشتد طرقاً، أن الطريق موحش، والمقدمات سيئة، والنتيجة صعبة فعليهم الأخذ بزمام المبادرة، وإعادة برمجة العقل، لاستيعاب ما يجري على أرض الواقع، وما يكتنفه ويحيط به من أعمال وتصرفات، قد تُحطم كل ما بُني وشيد، وتعيد الحياة المدنية في الوطن المغلوب على أمره إلى حافة الهاوية السحيقة .

ما يجري في مصر اليوم، هو تشويه للديمقراطية، وما يسمى بإدارة الشعب لحياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إن مصر هي احدي _ البؤر _ ذات التأثير والتأثر الإقليمي والعالمي المميز، لذلك نجد أن انعكاس ما حدث بها كان له صدى عالمي، كما عشقنا مصر الشهامة؛ الأحب على قلوبنا،  كيف لا يا مصر الحبيبة؛ كيف لا نبكي أول  وآخر قلاع عروبتنا، التي تتعرض لأبشع مؤامرة يتكالب ويتداعى عليها الأشرار، من كل حدب وصوب؛ كما تتداعى الأكلة على قصعتها، بقدر ما احترقت قلوبنا على كل قطرة دم مصرية طاهرة أريقت، بقدر ما نصرخ مناشدين متوسلين لشعب مصر وقيادتها؛ أن يتداركوا المؤامرة.

فلا تصدقوا من يؤيد هذا الفريق أو ذاك بشعارات شيطانية زائفة، هدفها الإطاحة بمصر الكرامة، عندها سيضرب كل فريق كف على كف، ويقولوا يا ليتنا ما قمعنا أهلنا، استفيقوا يا أهل مصر الحبيبة، وأنقذوا ما يمكن إنقاذه، قبل أن يصل بكم الأشرار إلى خطوط اللارجعة، وتبكون مصر العزيزة على قلوب امتنا العربية والإسلامية، ليتكم تستفيقوا ولا تنجروا خلف أوهام الديمقراطية، وتربص الأكذوبة.

فيوما بعد يوم، سيعترف كثيرون أنهم أخطأوا بحق أوطانهم تحت تأثير خديعة الثورات العربية.

 محطات تذكرنا بالقول أن الله انزل 125 ألف نبي ورسول، لكن تبين انه في العام 2013 ميلادي، يشدّ المتطرفون إلى زمن الجاهلية، فمن يستطيع أن يهدي هؤلاء بعد عجز الرسالات والأديان عن إقناعهم بإنسانية البشر؟

إنها بداية الزمن الصعب، قد تكون دورة الجاهلية طويلة هذه المرة.


الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأحد، 25 أغسطس 2013

إلى أين تسير الأمة العربية



إلى أين تسير الأمة العربية
بقلم: أيمن هشام عزريل
تتباهى الأمم باحترامها لحق الإنسان مهما كانت قوميته أو دينه أو مذهبه أو انتماؤه السياسي أو جنسه، ورعايته وتبجيله ووضعه في المكان الذي يليق به في الحياة، وتتباهى الأمم أن تجعل إيراداتها ومواردها في خدمة الإنسان، وأن توفر له ما يليق بإنسانيته وقيمته في الحياة، وان تكون سلطاتها بخدمة الناس وحمايتهم لا العكس .
الأمم مثل البشر تنهض بعد أن تكبو، وتتألق بعد النكوص، وتستفيد من تجربتها، وتدرس سبل إخفاقها وفشلها حتى تتجاوزها، ولا تكرر الوقوع في أخطاء قد تعيق مسيرتها لتلحق بركب التطور والتقدم البشري.
إن الأمة العربية منذ عرفها التاريخ وهي تعيش زمناً يسوده الجهل والظلم والبؤس، حتى جاء الإسلام الذي وضع حداً لأوجاعها وهمومها، وبالتالي ارتقى مقامها، واستقامت أمورها، حتى سقوط مملكة غرناطة المسلمة في أواخر القرن الخامس عشر، حينها كان العرب قد ذاع صيتهم بين الأمم بفضل النموذج الحضاري المتميز، الذي كان بمثابة تاج يعلو رأس هذه الأمة مما جعلها أكثر الأمم تفوقاً في ذلك الزمان في العديد من المجالات، ولكن بعد هزيمة العرب في غرناطة بدأ العد التنازلي في تدهور هذا النموذج الحضاري، حين تساهلت هذه الأمة بقيمها ومبادئها التي كانت تمارسها وتدعو لها، ومنذ ذلك الوقت، وهذه الأمة تعاني الأمرّين، التشتت والتشرذم من ناحية، والجهل والفقر والظلم من ناحية أخرى.
 وبذلك يعيدُ التاريخ نفسه، ويعيد هذه الأمة إلى سابق مجدها قبل الإسلام وهي الجاهلية العربية وما تحمله من بذور العشائرية والعنصرية، التي قادتها إلى الانقسامات، بل جزأت الأمة إلى دويلات، وإمارات، هذه هي حقيقة تاريخ الأمة، فهناك دول تعرضت لكبوات، وسقطت تحت حوافر الخيول ونصل السيوف في الحروب، وتحت لهيب قذائف الدبابات وأصوات المدافع، والقتال على الحدود، ولم تستفد من تجاربها المريرة ونهوضها بحالها.
ماذا بعد هذا التاريخ الطويل والمليء بالمعاناة القاسية، التي عاشتها الأمة بأجيالها المتلاحقة؟ ولذلك نجد أجيالا بعد أجيال تتساءل متى يتغير الحال؟
وفعلاً حدث ما حدث وما هو متوقع!!، ما يحدث حالياً في مصر، بالفعل ثورة عارمة قاتلة سميت بثورة الربيع العربي.
لأن الربيع العربي ما هو إلا هرطقة كغيرها من الهرطقات السياسية والاجتماعية السابقة التي عاشتها الشعوب العربية، وخدرتها لقرون عاشت خلالها في أوهام الشعارات وآمال الانقلابات أودت بها إلى التخلف، والفقر والتشريد، هذه هي بالفعل حقيقة الربيع العربي الذي يعتبر بدعة جديدة كتب سناريوهاتها قوى الاستعمار الدولية والمؤسسات الدولية المهيمنة عليها، ونفذتها حفنة من قوى الشر العربية المحسوبة على قوى الاستعمار مقابل السلطة أو المال وذلك لإدخال شعوب هذه الأمة مرة أخرى في سراب جديد، بل في سراديب وأنفاق مظلمة، لن يكون في نهاية هذه الأنفاق ضوء مشرق.
إن ما تعيشه أمتنا اليوم من تفكك وتشرذم يشبه - إلى حد بعيد- حالات عاشتها من قبل، تقطعت فيها الراية الواحدة إلى عدة رايات.. يقاتل بعضها بعضا، وتمزق فيها الشعب الواحد إلى شعوب ودول، ولا يكاد يختلف اثنان على أن الوحدة هي السبيل الأمثل – إن لم نقل الأوحد- لتجاوز تحديات المرحلة.
السيناريوهات متعددة، وأخطر ما فيها أنها تتم في غياب العرب، ودون أي اعتبار لمصالحهم، وهو غياب سيظل مستمرا ما استمرت أزمة مصر وتواصل تغييبها، وللأسف فإن المتعاركين فى مصر مستغرقون فى تجاذباتهم وذاهلون عما يمثله ذلك من خطر كارثى على الأمة العربية جمعاء.
نحن مطالبون اليوم – أكثر من أي وقت مضى- بالاستفادة من تلك التجارب والسيناريوهات ودراستها بجدية ووعي، كي نتعلم منها، ونعمل لتحقيق هدف الوحدة الذي تتوق إليه الأمة.

الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

أزمة العمل الفلسطيني



أزمة العمل الفلسطيني
بقلم: أيمن هشام عزريل
الحديث عن أزمة العمل الفلسطيني ليس جديداً، وليست محاولات الإجابة على الأسئلة التي تطرحها الأزمة ومعالجتها جديدة.
بالنظر إلى الاقتصاد الفلسطيني نجده اقتصاداً محاصراً، وتابعاً للاقتصاد الإسرائيلي، إضافة إلى كونه اقتصادا استهلاكيا يعاني الكثير من العجز في الميزان التجاري مع إسرائيل، حيث تشكل التجارة الخارجية معها حوالي 90% من التجارة الفلسطينية.
تتراوح الأعمال التي يمتهنها الخريجون العاطلون عن العمل بين العمل في الأسواق عبر امتلاك بسطات لبيع الخضار والملابس ومواد التجميل، وحتى العمل في مجال نقل البضائع بواسطة "التك تك".
ومما يدلل على حجم مشكلة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، تقدّم آلاف الخريجين والخريجات في الآونة الأخيرة للامتحان التحريري للوظائف التدريسية المتوافرة في وزارة التربية والتعليم العالي في كافة التخصصات، علما بأن عدد الوظائف الشاغرة محدود.
ونظرا لتحول أزمة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، إلى هاجس يقض مضاجع العائلات، حرم الكثير من الخريجين الجامعيين من المنافسة على الوظائف العامة والحصول على فرص عمل تتناسب مع شهاداتهم الجامعية، وقد دعي إلي هبة عربية لمساعدة الإنسان الفلسطيني وتعزيز صموده.
 وعند الحديث عن هذه الأزمة المالية العالمية فلابد من الإشارة إلى عدد من المسائل الهامة المرتبطة بالموضوع على النحو التالي :
- إن هذه الأزمة هي أزمة حقيقية بنيوية في الاقتصاد العالمي والاقتصاد الرأسمالي عموما، وهي ليست مجرد أزمة سيولة بل هي أزمة اقتصادية أثرت في قطاعات الاقتصاد المختلفة.
- إن الأزمة أكبر مما يتصور بكثير حتى أن بعض رجال الأعمال (فلسطيني في أمريكا) يقول أن الدولار سينهار مع نهاية العام والمصارف لا تلتزم بدفع التزاماتها والأزمة في أمريكا أكبر مما تسمعون بكثير.
- إن الاقتصادات الناشئة (ومنها الاقتصادات العربية) كانت أشد تأثراً من الاقتصادات المتقدمة، فعلى سبيل المثال تأثرت البورصات في الصين بمعدل 21%، وفي تركيا بمعدل 22%، وفي روسيا بمعدل 16% وهكذا.
- إن هذا يعتبر سببا كافيا للدول الفقيرة والعربية والإسلامية لتعيد النظر في استثماراتها في أمريكيا وأوربا، بل يستثمر في بلادها بهدف إحداث التنمية الاقتصادية، وهذا ينطبق أيضا على الواقع الفلسطيني والمصارف الفلسطينية.
- إن الاقتصاد الفلسطيني وهو يعاني من شح في السيولة وضعف في التنمية لهو بأمس الحاجة إلى أن يتم استثمار مدخرات أهله بداخله دعما للتنمية وتوفيرا للسيولة، وإن هذه الأزمة تدق ناقوس الخطر وتهيئ الظرف لإعادة التفكير في موطن الاستثمار بحيث تعود الأموال إلى حضن الوطن، وهي أيضا إشارة إلى ضرورة الرقابة المالية على المصارف الفلسطينية بحيث لا تصدر الأموال إلى خارج فلسطين.
إن غياب التواصل الجغرافي ما بين غزة والضفة، يحتاج إلى إستراتيجية جديدة يشارك فيها كل أطياف العمل السياسي والاجتماعي، والأصح أن يبحث الفلسطينيون عن سياسة وإستراتيجية جديدة للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني.
إن الفلسطينين يحتاجون إلى ربيع مختلف عن الربيع العربي، بحيث يحتاجون إلي إستراتيجية حقيقية لاستنهاض الوطنية الفلسطينية بعيدا عن الأجندة غير الوطنية، إن الربيع الفلسطيني، لن يكون إلا عبر صياغة وامتلاك البرنامج السياسي الاقتصادي الاجتماعي المستند لمصالح الناس وحقوقها، وإيجاد البدائل الملائمة للاعتماد على الذات، بشرط إعادة النظر بصورة موضوعية في التجارب السابقة والاستفادة من الأخطاء.

الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين