الأربعاء، 12 مارس 2014

الوضع الراهن للأمة ومستقبلها



الوضع الراهن للأمة ومستقبلها
بقلم: أيمن هشام عزريل
أن الباحث في حال أمتنا العربية والإسلامية هذه الأيام، لا يصعب عليه أن يرى أدنى درجات الانحطاط التي وصلت إليه شعوبنا من تخلف حضاري، وهوان سياسي، ومعاناة إنسانية، رغم كل ما تتمتع به من إمكانيات بشرية ومادية وقيم ومبادئ سامية.
فالأزمة التي تعيشها الأمة في مختلف بقاعها وعلى امتداد وجودها، وجود التخلف التي هي فيه سواء اجتماعي أو أخلاقي أو سياسي أو ثقافي، حيث تدور في فلك ذلك التخلف، دون أن تتطلع إلي نهضة صحيحة للإصلاح والتجديد والخروج من ذلك التخلف البائس.
ولخروج كيان الأمة من ذلك التخلف والقصور، يتطلب فهم أسبابه ودواعيه حتى يتسنى لهذه الأمة معالجته وإنهاء حالة الضعف التي هي فيه، والتدهور الحضاري التي تعاني منه، حتى لا يبقي يهدد وجودها وحياتها، ونمط فكرها ومؤسساتها.  
فقد مرت على الأمة سنون طويلة وهي تترنح وتتدهور شيئا فشيئاً، حتى سقطت جميعها في يد الاستعمار الغربي والأمريكي، والأشد من ذلك مرارة ومأساة أن هذه الأمة مازالت حتى يومنا هذا تمثل مناطق نفوذ للغرب، وأسواق للإنتاج الصناعي والزراعي، ومصدر رخيص للمواد الأولية، ومصدر لتصدير الأيدي العاملة (الهجرة)، وبقينا في ميدان الصراع لتلك (الدول) القوى العالمية ذات النفوذ، لا نستطيع إطعام أنفسنا، نفتقر إلي الصناعات والخبرات والتكنولوجيا الحديثة ومقومات القوة الذاتية.    
بعد ما كنا أصحاب النفوذ والقوة والحضارة والصناعة أصحاب الصدارة، بدأنا بالانكماش وتفشي مظاهر الفساد والانحراف، وفي تحول الأمة من موقف الهجوم والدفاع إلي موقف الذل والهوان، حتى نجحوا في التعدي علينا وسقوط بغداد والقدس وقرطبة وغيرها.
ولفهم أسباب ضعفنا وتدهورنا، يجب أن نعرف أسباب هذا المرض، لعلاج ذلك الضعف والتدهور، وما أدى إلي مضاعفة هذه الأسباب، منها نشوء الفرق والمذاهب التي نراها وهي حقيقة تاريخية، وهذه كلها مظاهر لأمراض وآفات بدأت تدب في جسد الأمة لخلق الفتنة، لتولد بعد ذلك دولاً ذات نعرات قبلية وعرقية.   
وعلى الأمة وقياداتها استعادة طاقتها وصحتها، بتحديد المنطلق الصحيح للحل، بالتوجه المباشر نحو ما يعتقد أنه الحل الصحيح، وبسط جوانبه لكسب القناعة به، دون الالتفات إلى الحلول أو البدائل الأخرى الخاطئة أو الأقل فاعلية لبيان فسادها أو تفنيدها، وعليه يلزمنا خلق المناخ المناسب للمستقبل، فهذه بصورة مختصرة وبسيطة ومتواضعة قراءة للوضع الراهن للأمة وطريقة استقراء للمستقبل، للبحث عن مكامن الضعف والتدهور والتخبط الذي نعيشه والمشاكل التي تعصف بنا.









الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

دعونا نتفاءل ولا نتشاءم



دعونا نتفاءل ولا نتشاءم
بقلم: أيمن هشام عزريل
الحياة لا تتوقف عند حد معين أو موقف معين, فالرجل الناجح والشخص ذو المعنويات العالية، هو من يزرع الثقة في نفسه، ويعودها على الهمة والنشاط والعمل ويزرع فيها التفاؤل والأمل، لغد مشرق كله إيجابية للحاضر والمستقبل، ولا ينظر لها نظرة التشاؤم والبؤس واليأس والاحباط، رغم الصعوبات والتحديات التي نواجهها في حياتنا اليومية، التفاؤل هو استشعار بالمسؤولية لأنه لا بد أن ينتصر التفاؤل على التشاؤم، والأمل على اليأس، كما تخرج الشمس في وضح السماء منتصرة على الليل، فالتفاؤل يجعل من الانسان شخصا معطاء نحو التقدم والنجاح، ويصل به نحو شاطئ السعادة والنجاح.
عليك دائما أن تكرر عبارات التفاؤل وأنت تقول أنا قادر على الانجاز، أنا سأكون الافضل، وأن تحاصر الفشل وتعرف مواضع الخلل عندك ومناطق الضعف، ولا تنجر وراء الأخطاء، وحاول دائماً أن لا تتذمر من الظروف المحيطة بك، فدعنا نترك العبارات التي نرددها يومياً، إن الاقتصاد في انهيار متزايد، والفساد مستشري في كل مكان، والواسطة والمحسوبية هي المسيطرة على كل شيء، ولا يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وأن أصحاب الأموال هم المسيطرون على كل شيء، فهذه العبارات وبكل حسرة وألم، أصبحنا نرددها ويرددها الجميع يومياً في كل وقت وكل لحظة، وكل زمان ومكان، فالجميع فقد الأمل وأصبح الاكتئاب واليأس والاحباط، هو المسيطر على مستقبل وظروف غامضة مظلمة مليئة بالبؤس واليأس من الواقع الذي لن يتغير لعدم وجود بصيص أمل فيه.  
التفاؤل حالة نفسية ذهنية، يجب فيه ترتيب افكارنا بشكل متفائل لواقع الغد، وهي تغيير طريقة التفكير بما يجرى حولنا دون أن نغفل عن الواقع الموجود، وأن نعمل بجد وإخلاص، وذلك بالتسلح بوقود التفاؤل، مصممين على التغيير من ذلك الواقع المرير المؤسف الذي نعيشه، من اقتصاد مهدد وأمن غير مستقر .. الخ، وهو النظر إلي المستقبل القريب بأمل وتفاؤل، لنصل إلي ذلك المستقبل بالطريقة والشكل الذي نراه فيه، ويطمح الجميع إليه، ويكون واقعنا الجديد، وأن النصر مع الصبر.
فلا بد أن نعشق التفاؤل ونجعله منهاج حياة، لا نرضخ لتلك الضغوطات التي تدمرنا وتدمر أبناءنا في المستقبل، ولنكن ممن يصنعون لهم مستقبلاً واعداً زاهراً، بعيداً عن كل ما هو محسوبيات وواسطة وغيره من تلك التي تعيق حياتهم، وأن يكون مستقبلهم ملئ بالأمل والتفاؤل المطلق، وهكذا فإن من التفاؤل يولد الأمل, ومن الأمل ينبعث العمل, ومن العمل تولد الحياة.
 علينا أن نتفاءل لأنه تحت الثلوج مروج، وخلف الغيوم نجوم، وهناك مقولة خالدة تقول أن الغد يصنع اليوم.   












الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأحد، 16 فبراير 2014

هذا واقع أمتنا وحالها!!

هذا واقع أمتنا وحالها!!
بقلم: أيمن هشام عزريل
ينبغي أن نعلم أن أمتنا اليوم تعيش مرحلة حرجة من مراحل التاريخ، وتعيش في الوقت نفسه واقعاً مريراً أسودا، تعيش فيها حياة كلها ذل وهوان وواقع مؤلم، راضخة لما يتم عليها من إملاءات من دول الغرب وأمريكا، وهجمات شرسة تشن عليها من دول الكفر والاستعمار، وأمتنا مازالت تتخبط يميناً وشمالاً، مستسلمة للفتن والشهوات، مزقتها مؤامرات الأعداء ومخططاته، نحن اليوم بأمس الحاجة حتى تنهض هذه الأمة بحالها ووضعها.
لذا يجب أن يحرر الإنسان فيها، فالإنسان اليوم في بلادنا كل همه هو الغلاء المستفحل والراتب القليل وكيف سيتم تسديد أقساط البنك والسيارة ودفع فواتير الجوال والكهرباء والماء والضرائب وأقساط المدارس والجامعات، وآخر الشهر على الحديدة، فهو لا يستطيع أن يبني بيتاً، فكيف يطلب منه أن يبني أمة وجيلا، وأن يخدم أمته، وأن يكون منتجاً فيها.
 هذه المشكلة .. يجب أن تجد وتعرف العلة في حدوثها حتى نعرف حلها .. هذا الفساد اصبح منتشراً في كل ارجاء الوطن العربي والاسلامي.
فالبعض يريد الاستعجال للأوضاع والأحداث، خصوصاً على واقعنا الحالي المعاصر فيظن أن الاتفاقيات المخزية الهزيلة التي تتم في بعض الأقطار المسلمة العربية مع أمريكا وأعوانها، أنها ستحقق الأمن والأمان، نسي أن العدو واحد هدفه إضعاف هذه الأمة، وأن هذه الاتفاقيات إنما هي اتفاقيات استسلام من غير قيد أو شرط، والأمن يعني وجود قوتين عسكريتين متعادلتين، وهذا لن يكون في ظل مجموعة دويلات متفرقة.
فما يحدث في بلادنا العربية من مؤامرات ويحاك من مخططات إنما أنهك جسد الأمة، وأوهن قوتها، وبدد طاقاتها، وما يعصف بالمنطقة العربية من بلاد الشام إلى الخليج واليمن، ما هو إلا لتمزيق وتقسيم الأمة وطمس عقائدها وفتنة للناس، والمتآمرون يتربصون لإشعالها وإثارتها.
العاقل الذي يفكر كيف يمكن أن يغير الواقع، والتغيير لا يأتي بليلة وضحاها، والتغيير لن يكون بحل دون آخر، يجب ان يكون بشمولية.
فأمتنا في هذا الوقت بحاجة إلى ردها رداً حقيقياً إلى دينها الحق، وأن تستنهض عزيمتها، لترفع من الذل الذي ساد معظم بلادها، ولتدفع هذا الظلم الذي غشي أغلب أفرادها.
فنحن في هذا الوقت تتعرض الأمة لمؤامرات وخطط خطيرة وعظيمة وخبيثة تدبر وتحاك ضدها، تنفذ ضد نسائها الأرامل وأطفالها اليتَّم وفتياتها تنتهك أعراضها وشبابها يذبح كالنعاج، وهناك أسئلة كثيرة وكثيرة تدور في عقلي كلها حرقة وألم وآهات ولسان الحال يقول (الله يفرجها فقد بلغ السيل الزبى).
 إنه لا بد لنا ولأمتنا من بداية تكون صحيحة لتعيد مجدها وحضارتها، فالتغيير لا يأتي من الخارج بل يأتي من الداخل، فوا أسفاه على هذه الأمة إن بقيت على حالها هذا، بل وانكبتاه.















الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين


الأربعاء، 29 يناير 2014

جريمة بحق وطن



جريمة بحق وطن
بقلم: أيمن هشام عزريل
في عالم يسوده الفساد والضياع أتساءل دوما، ماذا لو كان «التغيير للأفضل» هدف كل مسئول عند توليه منصبه بدلاً من هدف الوصول للكرسي، وإضافة هذا الوصول لسيرته الذاتية؟!
ما يدفعه الفقراء البؤساء من ثمن الانتماء للأرض والوطن، أكثر بكثير مما يدفعه أصحاب الجاه والسلطان والأموال، لأنهم الوقود بل الشمعة بل أكثر من ذلك هم الحطب الذي يوقد النيران في عتمة الظلام لإنارة الطريق لأصحاب السلطة والنفوذ في المجتمع.
ثبت لي بالوجه الشرعي، أن عدداً من المعارضين والوطنيين وأصحاب المبادئ والثوابت لا يمارسون معارضتهم ووطنيتهم وثوابتهم إلا لوجود شاغر في هذه الخانات فقط، ومجرد أن يحدث شاغر جديد في صف الموالاة والمصلحة الشخصية العليا، حتى ينتقلوا إليها دون أن يرفّ لهم جفن، أو ينتصب لهم ذيل "نضالي".. ولسان حالهم يقول .. أنا مع الجماهير حتى تتوفر له فرصة عمل مع "النظام"...
كانت لا تمر مناسبة، مثل ذكرى يوم الأرض، أو النكبة، أو النكسة، أو مذبحة دير ياسين، أو مجزرة صبرا وشاتيلا، إلا ووقف تحت الشمس الحارقة تاركا "صلعته" تقارع اللهيب وتنزف عرقاً مراوغاً أمام الجماهير، ثم يقترب ويقترب من المنصة ليلقي خطبته التاريخية مؤكداً على عروبة الأرض، والإصرار على استرداد الحق، و المجد والخلود للشهداء ... كما لم يترك مسيرة أو اعتصاماً أو وقفة احتجاجية إلا وشارك بها دعماً للحراك وللإصلاح، أو تنديداً بمجازر المحتل الوحشية، أو احتجاجاً على تعذيب الأسرى والمعتقلين، أو تنديداً بحفريات المسجد الأقصى .. كما لم يدع مهرجاناً خطابياً أو ذكرى وفاة رمز من رموز النضال الفلسطيني والعربي، إلا وشارك بها متحدثاً أو منظماً أو مكرماً ... مبدأه الذي لا يتغير: ضد التجنيس، وضد التوطين حفاظاً على الهويتين، كما لا يقرأ صاحبنا إلا لمحمود درويش ولا يستمع الا لمرسيل خليفة ... اصدر بياناً يدعو فيه مقاطعة سلسلة مقاهي ستار بوكس .. وآخر يدين فيه وزارة الزراعة استيراد المانجا الاسرائيلية، ثم طالب بوقفة شعبية حازمة في مقاومة التطبيع، ودعا كافة قوى المجتمع المحلي للتصدي لاستيراد "البطاطا" الاسرائيلية .. حتى غدا أبرز وجوه مقاومة "التطبيع"، وأفضل منظر يمكن أن تستضيفه الفضائيات، ويشغل لها ساعة كاملة في صرف "وطنيات" على أرض محتلة وشعب مشرّد...
وعندما يلوح له في كرسي احتياطي في إحدى الحكومات، يخلع ثوب المعارضة ويرتدي بدلة الموالاة ..فيصبح الحراك "تطاول وولدنة".. وتصبح عروبة الأرض: "البحث عن تسوية سلمية".. والاعتداء على الأقصى: يجب أن تحكمه معاهدة السلام .. والمانجا والبطاطا التي "صرعنا فيها" مجرد تبادل تجاري بين بلدين لا اكثر ... مع التجنيس ليمارسوا حياتهم المدنية .... كما لم يعد يقرأ سوى: "برجك اليوم" .. ولم يعد يستمع الا للأغاني الهابطة....
وعندما سئل عن خطة كيري .. قال: أنا كنت وما زلت وسأبقى ما حييت ضد التطبيع .. لكني حتماً مع التوطين....
ومن هنا نسأل هل هناك وسيلة للتحكم في هؤلاء التجار وإبعادهم عن إفساد الحياة، وفرض وصياتهم على الشعب المطحون؟!
أيها "البعض" المتنفذون في شئون الشعب، ينتظركم يوم عسير وحياتكم ليست أطول من عمر الشعب لأنكم إلى الفناء وصمود الشعب إلى البقاء، اتفقوا وتحاوروا خير لكم وأزكى.



الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأربعاء، 22 يناير 2014

نازحو سوريا بين القتل والجوع



نازحو سوريا بين القتل والجوع
بقلم: أيمن هشام عزريل
النازحون هم من يعيشون الغربة، حيث تركوا ديارهم ومصالحهم كما تركوا الأرض التي أعطوها جل حياتهم، فأعطتهم مقومات الحياة، وهكذا كتب عليهم صفحة أخرى جديدة من صفحات الحياة خارج مساكنهم.
 أو هم أشخاص أو مجموعات أجبروا على هجر ديارهم أو أماكن إقامتهم المعتادة فجأة أو على غير انتظار بسبب صراع مسلح أو نزاع داخلي أو انتهاكات منتظمة لحقوق الإنسان أو كوارث طبيعية.
 قصص هؤلاء النازحون تتنوع تماما كتنوع ظروف نزوح كل واحد منهم، فالمخيمات التي يعيش أبناؤها أوضاعاً مأساوية، وظروفا معيشية صعبة، بعد أن تقطعت بهم السبل، فكان مصير جزء منهم الهرب من جحيم الأرض فشدّهم البحر إلى قاعه، وجزء آخر ما زالوا يرتقون شهداء يوما بعد يوم، فيما يخطفهم الموت البطيء واحدا تلو الآخر في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة والكرامة الإنسانية واشتداد الحصار والضنك.
نكبة تتلوها نكبة، يلحقها قصف ودمار وحصار وتهجير بحق المخيمات الفلسطينية في سوريا وخاصة مخيم اليرموك، الذي يتعرض لمسلسل دام ذو أحداث مأساوية. إن مأساة شعبنا الفلسطيني في سوريا كبيرة جداً، وكان التركيز على تحييد المخيمات وأن لا تدخل في الصراع الداخلي الخاص بسوريا.
ويذكر أن مخيم اليرموك الذي كان يقطنه قبل الحرب في سوريا حوالي نصف مليون لاجي فلسطيني مع إخوانهم السوريين، لكن دفعت التطورات الجارية معظم سكان المخيم لمغادرته فيما حوصر آخرون داخله، ولم يتبق منهم هذه الأيام إلا ما يقارب 20 ألفاً من السكان، يعيشون حالة حصار مطبق، فيما تزداد الأوضاع الإنسانية تدهوراً نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية ومختلف اللوازم الطبية والأدوية، الأمر الذي دفع بهم لأكل أوراق الشجر ولحم القطط والحمير والكلاب، بعد أن بلغوا مرحلة الاضطرار المفضي إلى الهلاك.
فالذريعة أن الهدف تطهير المخيم من تنظيم مسلح، ليس سوى كذبة وخدعة ونفاق لا أساس لها، ولكن المحاولة جاءت للزج بالفلسطينيين داخل لعبتهم الخاصة، كونهم يدركون تماما أن السيطرة على المخيم لن تدوم طويلا، ولكنهم سينجحون بتدمير المخيم وتهجير سكانه.
 المعارضة المسلحة وأدواتها التي دخلت المخيم، تعلم أنه لا خطر مطلقا من الفلسطينيين داخل المخيم، بل أن الغالبية المطلقة من قوى وأفراد سكانه لم تتجاوب مع رغبة أي تنظيم بالتسلح، علما أن المعارضة السورية المسلحة تدرك جيدا، أن هناك أطرافا إقليمية ودولية، لها هدف يتصل بالقضية الفلسطينية في المخطط السائد، خاصة أمريكا وبعض العرب الذين يسعون لخلق وقائع سياسية تفرضها على الشعب الفلسطيني من حركة تهجير إجبارية في أكثر من منطقة، للتمهيد من أجل تنفيذ مشروعهم الدائم والتاريخي لتوطين الفلسطينيين خارج أرضهم وبلدهم، وهدف مباشر بات يقترب أكثر فأكثر بمسميات مختلفة، وما يحدث في مخيم اليرموك  هو مقدمة لفرض تهجير جديد، فهذه جريمة كبرى يجب مقاومتها بكل السبل. 
وعلى الجماعات المسلحة في المخيم، اتخاذ خطوة جريئة وتسجيل نقطة ذهبية بالانسحاب من المخيم لتجنب أهله ويلات الحرب، وأن يقوم النظام بفك الحصار عنه، والسماح بدخول الطعام والمساعدات للمخيم، دون أي إشكاليات بعيداً عن الصراع، وأن تتدخل عدة أطراف، في ظل تراجع مسئولية المنظمات الدولية على رأسها الأنروا التي تركت أهل المخيم يواجه مصيره المحتوم دون أن تحرك ساكناً.



الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين

الأحد، 12 يناير 2014

السياسة والواقع الذي يعيشه الشعب العربي



السياسة والواقع الذي يعيشه الشعب العربي
بقلم: أيمن هشام عزريل
لقد مضى أكثر من نصف قرن من الزمان، منذ أن تحررت معظم البلاد العربية من ربقة الاستعمار الأوروبي، وهي مازالت على ما هي عليه من تخلف وتدهور، تتجاذبها إشكاليات التنمية وعدم الاستقرار السياسي وفشل التنمية الاقتصادية.
الأزمة التي يعيشها العالم العربي تدور حول ركام من المشكلات الطاحنة، التي تزداد تعقيدا وتشابكا يوما بعد يوم، كما تدور حول عجز الأنظمة العربية عن صياغة استجابة واعية وملائمة للتغيير ولروح العصر الذي تعيشه، لعلها تعطي بتطورها التاريخي معنى حضاري وذا قيمة في المجتمع الإنساني.
لا شك أن من حق الشعوب العربية التي رزحت لعقود متواصلة تحت أنظمة ديكتاتورية فاشية أن تثور، وتزلزل الأرض تحت أقدام الطواغيت وأنظمتهم الوحشية، لا بل من حقها أيضا أن تنسف تلك الأنظمة من جذورها، لما اقترفته من جرائم سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية بحق الشعوب.
حتى كتابة هذا المقال، ما زال الغبار ينبعث من تفجير بيروت الذي يسلمها تذكرة الانضمام لنادي عواصم الذبح العربي، من بغداد إلى تونس، وبينهما خط متعرج من الدم والبارود، يمر عبر دمشق والقاهرة وطرابلس وليبيا، بعد أن حسمت السودان وفلسطين أمرهما مبكرا بالقتل ثم الانقسام واقتسام البلدين، كغنائم حروب بين الأخوة الألداء.
للواقع العربي، هناك بصيص أمل ونور نتيجة حركة الشعوب والوعي وحركة التقدم التي نشهدها في الواقع العربي، إلا أن الصراع له أبعاد عديدة، والبعد الأمني والعسكري من الأبعاد المهمة، كما أن هناك أبعاداً أخرى مهمة، ومنها الأبعاد السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية.
وما يجري اليوم من مظاهرات واحتجاجات، ما هو إلا بداية لعصر جديد يطل على العالم العربي ويفرض واقع العولمة، التي أتاحتها وسائل الاتصالات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة للفرد في أنحاء المعمورة.
ويستطيع المرء اليوم أن يربط الأحداث التاريخية الجارية، في تلك البلدان إلى عدة أسباب، من أهمها الاستبداد السياسي، وسوء توزيع الثروات، وانتشار الفقر والبطالة، وانعدام الطبقة المتوسطة، مع أتساع المساحة التي تفصل بين الغني والفقير، ولكنه لا يمكن أن يتجاهل، رغم تراكم كل هذه الأسباب والمحفزات، لهذه الثورات الشعبية، العامل الرئيسي الذي تلعبه وسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، التي ساعدت على اندلاع هذه الانتفاضات العفوية، ضد القمع والاضطهاد السلطوي للشعوب في العالم العربي.
ولا يمكن أن نغفل أهمية الرأي العالمي، في دفع مجريات الحدث اليومي على الصعيد المحلي، نحو اتجاه معين أو نتائج غير مرغوبة للطرف الخاسر من المعادلة في الصراع بين الحاكم والمحكوم.
إن القوة الحقيقية التي تملكها الدول في مواجهة المخاطر والتحديات، ليست في حجم الأسلحة والترسانة العسكرية، وإنما في الرضا الشعبي عنها، لهذا فإننا نؤكد على أهمية أن تعمل الحكومات في العالم العربي على صياغة الأطر والمؤسسات، التي تهتم بحاجات المواطنين، وتنصت إلى أحوالهم وأوضاعهم، وتعمل وفق آليات واضحة لتعميق خيار الرضا الشعبي عن الأداء والخيارات السياسية للحكومات.
إن كل هذه المتغيرات الوطنية والدولية، حملت معها انقلابا عميقا في أولويات المواطن العربي وحاجاته في كل الدول العربية، إذ لم يعد هذا المواطن مهتما كثيرا بالقضايا الخارجية، وما استند إليها من خطابات سلطوية تهيجيه وعاطفية، كما لم يعد يصدق أن تخلفه الحضاري وتردي واقعه المعيشي الحاضر، سببه الاستعمار الأجنبي  الذي ولى عهده، أما تضييق الخناق عليه ومصادرة حقوقه وحرياته، بحجة الأمن الوطني أو القومي، فقد وصل إلى الحد الذي لا يمكن السكوت عليه، والسماح به طالما أن ذلك يصب في مصلحة طغاة السلطة والملتفين حولها، في الوقت الذي دفعته آفة الفساد إلى حافة الفقر المدقع المهين، مع اتساع كارثي للفجوة بين القلة الأغنياء والأكثرية الفقراء.
ومثل هذا الشعور الشعبي المتنامي، أخذ يعبر عن نفسه، من خلال ما نراه من غليان، ينتهز كل فرصة ليرفع صوت نقمته وسخطه بوجه السلطة - ما يحصل بعد أحداث تونس نموذجا -  مما يقتضي من المعارضة السياسية، أن تكون متناغمة مع الحراك الاجتماعي، وقائدة حقيقية للتغيير، فتكون صلبة في مقارعتها للحكومات، لا تؤثر فيها إغراءات السلطة وملمسها الناعم، كما لا يؤثر فيها إرهابها ووعيدها، ولا ترضى بديلا عن التغيير السياسي الكامل، الذي يقود إلى حياة سياسية ديمقراطية، قائمة على تداول حقيقي للسلطة، وفك الحصار الكامل عن حقوق وحريات الشعب، ومحاسبة صارمة للفاسدين والمفسدين.
نحن نواجه الفقر والمعاناة، نتيجة التراجع في خدمات الصحة والتعليم والعمل، والكهرباء والمياه، ومستوى المعيشة، وموجة العنف التي تضرب مجتمعاتنا، لذلك علينا المواجهة، بل ذلك يفرض علينا  تطويق هذا البعد لأنه ليس لمصلحة الشعب، وتقع على عاتقنا وعلى عاتق جميع القوى مسؤوليات عديدة، وعلينا واجب العمل مع الجمهور بنفس طويل، وتفعيل حركتنا بين الناس، لمواجهة مشاريع الفتنة، فالفتن لا يستطيع أحد القضاء عليها سوى بوعي الناس، والناس خائفة من موضوع الفتنة ولا مصلحة لها فيها".




الاسم: أيمن هشام عزريل
E-mail: uzrail@hotmail.com
فلسطين